اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > من أغرب الجرائم.. صرخات في الليل

من أغرب الجرائم.. صرخات في الليل

نشر في: 17 نوفمبر, 2013: 09:01 م

(القسم الأول) بغداد / المدى فجأة مزقت الصرخات سكون الليل... واندفع سكان العمارة مستيقظين من نومهم نحو مصدر الصراخ ، كانت الصرخات قادمة من شقة الدكتور عصام ... بل إن بعضهم تبين أن الدكتور عصام نفسه هو الذي كان يصرخ مستغيثاً بالجيران ... وسرعان ما فت

(القسم الأول)
بغداد / المدى
فجأة مزقت الصرخات سكون الليل... واندفع سكان العمارة مستيقظين من نومهم نحو مصدر الصراخ ، كانت الصرخات قادمة من شقة الدكتور عصام ... بل إن بعضهم تبين أن الدكتور عصام نفسه هو الذي كان يصرخ مستغيثاً بالجيران ... وسرعان ما فتح باب الشقة واندفع من الداخل وهو في حالة هيستيرية ، وكان يصيح : أنقذوها ... أنقذوها ... ! واندفع أحد الجيران ومن خلفه بعض السكان إلى داخل الشقة ... أشار لهم الدكتور عصام وهو يرتجف نحو الحمام ... وعندما دخلوا وقفوا متسمرين على باب الحمام ... وصرخ أحدهم في فزع دون أن يتحكم في نفسه من فظاعة المشهد !!
كانت زوجة الدكتور عصام ترقد في الحمام... جثة هامدة ... !! حضر على الفور ضابط ومدير شرطة الصالحية ... بعد أن اتصل بالمركز أحد الجيران ... وازدحمت الشقة برجال الأدلة الجنائية والإسعاف والطب العدلي الذين أعلنوا أن الزوجة قد لقيت مصرعها ... بعد أن صعقها التيار الكهربائي ! 
رغم حالة الحزن والفزع التي كانت تسيطر على الدكتور عصام لمصرع زوجته ... إلا أنه تمكن من الحديث مع رجال الشرطة ، ليوضح لهم كيف ماتت زوجته . 
قال الدكتور : ان زوجته تعودت منذ سنوات عندما تذهب إلى الحمام أن تأخذ معها كتاباً أو مجلة تطالعها ، بينما ترقد مسترخية في البانيو ... وأنها كانت تأخذ معها مصباحاً كهربائياً صغيراً تضعه على منضدة صغيرة بالحمام حتى تستطيع القراءة بوضوح ، وقال الدكتور أيضاً إن زوجته ذهبت قبل موعد نومها كالمعتاد ، وحملت الكتاب والمصباح الصغير معها لكنها تأخرت كثيراً وعندما شعر بالقلق صاح عليها لكنها لم ترد ... فذهب ليفاجأ بجثتها طافية فوق سطح الماء في البانيو ... ويبدو أن السلك الكهربائي الخاص بالمصباح قد تآكل ، وسقط في البانيو دون أن تشعر فتكهرب ماء البانيو ولقيت زوجته مصرعها بعد أن صعقتها الكهرباء ... كان التفسير مقنعاً ... بل ان مدير الجنائية والحركات في مديرية شرطة الكرخ الذي حضر لمعاينة الحادث شاهد بنفسه الجزء المتآكل من سلك كهرباء المصباح وقد سقط داخل البانيو ... قيّد الحادث قضاءً وقدرا ً وغلق التحقيق على ضوء ذلك . 
لاحظ الجيران ان الحادث أحدث تغييراً كبيراً في تصرفات الدكتور عصام ... فقد بدا الرجل مهموماً وحزيناً ... وانحنى ظهره وشحب وجهه ... وكأن عمره زاد سنوات في ليلة واحدة ... وبدأ الجميع يشعرون بالعطف والرثاء للأرمل الذي فقد زوجته في حادث مؤلم ... خاصة بعد أن اعتكف في شقته ولم يعد يغادرها كالمعتاد إلى المقهى المجاور ، بل إنه نادراً ما يفتح نوافذ الشقة ، وإذا صادف وفتح نافذة أو شرفة ، شاهده الجيران حزيناً مهموماً يسير داخل الشقة بخطوات متثاقلة وكأنه يحمل كل هموم الدنيا على كتفه ... 
وظل الدكتور عصام على هذه الحالة بضعة شهور حتى نسي الجيران أمره ... بل إن بعضهم تصور أنه هجر الشقة اعتقادا منهم أنه لن يستطيع أن يعيش الوحدة والحزن طويلاً ... لكنه في أحد الأيام ظهر فجأة في المقهى المجاور للعمارة ، وشعر السكان بالفرحة لأن الرجل استطاع أن يقاوم أحزانه ويعود مرة أخرى لممارسة حياته الطبيعية ، واستقبله رواد المقهى بحفاوة جعلته يسهر تلك الليلة طويلاً ... وسرعان ما بدأ يعود إلى عادته القديمة في الجلوس بالمقهى ... كان قد نسي كل شيء عن الحادث المؤلم الذي راحت زوجته ضحية له ، وأصبح المقهى هو سلواه ومنتداه ... حتى ظهر زبون جديد فــي المقهى ... أعاد الحـــــــــزن مرة أخرى إلى قلب الدكتور عصام ! 
لم يعرف أحد من رواد المقهى من أين جاء هذا الزبون الجديد ... لقد ظهر فجأة بينهم ... رجل في الأربعينات من العمر ..... أنيق ... ودود ..... يلاطف الجميع ويتحدث معهم بلباقة ... يجامل الجميع وخاصة الدكتور عصام ! 
كان الأستاذ محمد وهذا هو اسم الزائر الجديد للمقهى ، يعامل الدكتور عصام معاملة خاصة ... كان يقترب منه بطريقة واضحة جعلته يتساءل في شك عما يريد منه هذا الرجل الغريب ... ومرت الأيام ... واستطاع الأستاذ محمد أن يجعل من نفسه صديقاً للدكتور عصام على الرغم من المعاملة المتحفظة التي كان يعامله بها الدكتور عصام ... ذات يوم أصر الأستاذ محمد في نهاية السهرة على أن يقوم بتوصيل الدكتور إلى شقته ... وعند باب الشقة وبينما الدكتور عصام يمد له يده مودعاً ... وقف الأستاذ محمد أمامه في إصرار رافضاً أن ينصرف ... 
وقال له : لماذا لا تدعوني للصعود معك إلى شقتك ؟ 
سأله الدكتور عصام بجفاء واضح : لماذا ؟ 
همس الأستاذ محمد : لكي تخبرني كيف قتلتها ! 
من هذه اللحظة كاد أن يغمى على الدكتور عصام من هول المفاجأة ... 
ارتعشت يداه ... واهتز بشدة وظن أن قدميه لن تستطيعا حمله ... أخذ يحدق بذهول في وجه الأستاذ محمد ... الذي كان ينظر إليه بحدة ... ولم يرد الدكتور عصام ... أسرع هارباً إلى شقته وأغلقها عليه . 
عاش الدكتور عصام يوماً طويلاً مرعباً ... لم يستطع النوم حتى الصباح ... لقد تحققت شكوكه و لابد أن الأستاذ محمد إن كان هذا هو اسمه الحقيقي هو أحد رجال الشرطة ، الذي جاء متنكراً إلى المقهى ليصادقه و يحاول الحصول منه على اعتراف بأنه قتل زوجته ... أو على الأقل يراقبه عن قرب ويسجل أي مسلك غريب في تصرفاته ... ولكنه على أي حال رجل شرطة ماهر ... فهو متأكد من أن الحادث ليس قضاءً وقدراً كما اقتنعت الشرطة بذلك و كما انتهت التحقيقات !
 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram