اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > نهر الغراف..بسبب الإهمال الحكومي أصبح حاضناً لمخلّفات المجاري والصرف الصحي

نهر الغراف..بسبب الإهمال الحكومي أصبح حاضناً لمخلّفات المجاري والصرف الصحي

نشر في: 17 نوفمبر, 2013: 09:01 م

تحت نظر الجهات الرسمية المسؤولة في محافظة ذي قار، كالبلديات والري والمجاري تستمر عملية تلويث نهر الغراف من خلال السماح برمي مياه المجاري القذرة والصرف الصحي فيه ، من دون أن تولي هذه الدوائر العناية والاهتمام اللازمين لمعالجة هذه الظاهرة والكارثة وكأن

تحت نظر الجهات الرسمية المسؤولة في محافظة ذي قار، كالبلديات والري والمجاري تستمر عملية تلويث نهر الغراف من خلال السماح برمي مياه المجاري القذرة والصرف الصحي فيه ، من دون أن تولي هذه الدوائر العناية والاهتمام اللازمين لمعالجة هذه الظاهرة والكارثة وكأن الأمر لا يعنيها ؛ وسط تساؤلات المواطنين عن السبب والسر في ذلك الإهمال والصمت أو التبرير الذي تعتمده تلك المديريات بعض الأحيان عبر وسائل الإعلام أو عندما تصدر شكاوى من المواطنين الذين يقطنون المناطق المتاخمة لنهر الغراف ضمن الحدود الإدارية لمحافظة ذي قار ، ويبدو أن هذه المشكلة ما تزال معلقة لم تجد طريقها للحل الجذري ، بينما تستمر عملية تعرض حياة السكان والكائنات الحيوانية والنباتية للضرر الكبير رغم توافر التخصيصات الهائلة لتلكم المديريات للقيام بمسؤولياتها الحقيقية رغم وجود تخصيصات مالية سنوية لمحافظة ذي قار مقتطعة من الموازنة العامة لإنجاز المشاريع الستراتيجية المهمة التي تدخل في صلب حياة السكان والتي تتمثل في إنشاء محطات صرف المياه وتحويلها إلى منافذ أخرى بعيدا عن نهر الغراف ، فأين حل هذه المشكلة من أولويات عمل مجلس المحافظة ؟ وهل هذه المشكلة ليست مهمة ولا تشكل هاجسا مخيفا ؟  
 
الغراف النهر المهم
يعد نهر الغراف من الأنهار الرئيسية في شمال محافظة ذي قار حيث يتفرع من نهر دجلة وقد تسبب الغراف في بروز آلاف القرى الزراعية منذ مئات السنين وكذلك بعض المدن الصغيرة ، وكانت مياهه معروفة بعذوبتها وجريانها المستمر ، ويمر النهر بمدينة الفجر ثم قلعة سكر ثم الرفاعي ثم النصر ثم الغراف متجها لمناطق شرق الناصرية ليكون هذا النهر مصدرا لمياه الري والشرب ويستخدمه ربع سكان ذي قار من القرى والمدن الواقعة ضمن الرقعة ، ويعد شط الغراف مصدر المياه الوحيد الذي تعتمد عليه مجمعات ومشاريع مياه الشرب الممتدة على طول النهر سواء ضمن مركز محافظة ذي قار مدينة الناصرية أو الأقضية والنواحي.
إهمال ما يزال مستمرا
الإهمال الذي طال الغراف منذ سنوات طويلة حوّل معظم أجزائه إلى مكبات للنفايات بمختلف أنواعها وأصبح ممرا لتصريف المياه الثقيلة من مجاري المدن والقرى المتاخمة له ؛ مما أدى إلى تشويه جماله البيئي ، فعوضا من ان يكون متنفسا لسكان المدن التي يمر بها تحول إلى مستنقع للنفايات والحشرات والسكراب والمخلفات الطبية السامة ، وعندما تسير بالقرب من هذا الشط تجد شبكة عنكبوتية من مجاري الأسواق والمحال التجارية تصب في مياهه .
الغراف
مكبّ للنفايات الاستهلاكية
يقوم أصحاب محال تصليح العجلات برمي قطع الغيار التالفة في نهر الغراف دون معرفة ما تسببه هذه المواد السامة لمياه النهر من تلوث ، أما أصحاب الكازينوهات ممن تنتشر كازينوهاتهم على ضفاف النهر فهم الأبشع لأنهم يرمون بقايا الفحم المحترق وأغلفة الحلويات في الغراف ، فتنبعث نتيجة ذلك رائحة كريهة من داخل النهر ، فهل أصيب المسؤولون الرسميون من مختلف الدوائر المعنية في ذي قار بالعمى ؟ لماذا لا يتابعون ما يعاني هذا النهر الحيوي ؟ أليست هذه كارثة بيئية خطيرة ؟ ولماذا لا تمارس السلطات القضائية وظيفتها في معاقبة المتسببين في تلويث النهر وضفافه وشواطئه ؟ ولماذا لا تفرض غرامات مالية على كل من يتجاوز على مياهه ومجراه الطبيعي ؟ 
الغراف في ناحية الفجر
نفى مدير بلدية ناحية الفجر علي عبيد وجود نفايات في نهر الغراف في منطقة ناحية الفجر تحديدا قائلا " نحن في ناحية الفجر قضينا على النفايات في شط الغراف ، وثمة قانون يعود لوزارة البيئة المرقم 27 لسنة صدر عام 2009 لو تم العمل به لأوقف التجاوزات التي ما تزال تطرأ على مجراه ، ومن صلاحيات جميع بلديات ذي قار وبموجب هذا القانون التصدي لجميع التجاوزات وإعادة النهر إلى وضعه الطبيعي ، عبر إنشاء شبكة مجارٍ كبيرة للتخلص من المياه الملوثة وإنشاء وحدات معالجة المياه الثقيلة وتوعية السكان برمي النفايات بمكانها المخصص وتجنب رميها في النهر "
السرطان مرض
يسببه تلوّث الغراف
قال المواطن أحمد علي سمعنا أن شط الغراف أصبح سببا للأمراض السرطانية جراء ما يرمى فيه من نفايات وأنقاض ومخلفات طبية وصناعية لا أدري لماذا لا تفكر الجهات الرسمية باستثمار حقيقي لضفاف هذا النهر ؟ "
سألنا المهندس علي كامل ما هو رأيك بإقامة مشاريع استثمارية على ضفاف الغراف من قبل الشركات الاستثمارية ؟ أجاب علي كامل قائلا " من الممكن إيجاد مشاريع استثمارية من قبل الشركات المتخصصة من خلال إنشاء مدن ألعاب وكازينوهات ومولات تجارية في جميع المناطق السكنية التي يمر بها الغراف لكي تكون مجاوراته نافعة وأمكنة جميلة ومتنفسا للسكان " .
وزارة البيئة تخطر الجهات ذات الشأن
كانت وزارة البيئة قد أخطرت الجهات ذات العلاقة والحكومة المحلية في ذي قار باتخاذ الإجراءات الرادعة لإيقاف التجاوزات المتكررة على نهر الغراف والتي ما تزال تلحق الضرر البالغ بما تسببه من تلوث كبير لمياهه . وقد أكد المتحدث الرسمي لوزارة البيئة أمير علي الحسون ان وزارة البيئة عبرت عن رفضها للتجاوزات من قبل بعض المواطنين على نهر الغراف وذلك بتصريف المياه الثقيلة فيه مباشرة.
دعوى قضائية
مبادرة جيدة قامت بها لجنة الصحة في مجلس محافظة ذي قار في محاولة للحد من ظاهرة تلوث الغراف وإنقاذه ، حيث يستنجد السكان الذين يقطنون في المناطق المجاورة له ناهيك عن السكان المنتشرين في المناطق القريبة منه ممن يعتمدون على مياهه في الشرب والتنمية الزراعية والحيوانية ، حيث أعلنت لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة ذي قار، عن رفعها دعاوى قضائية ضد دوائر المجاري والبلديات والري بسبب عدم اتخاذها إجراءات لمنع رمي مخلفات المجاري والصرف الصحي في الأنهر، مشيرة إلى إن رمي تلك المخلفات ما يزال يسبب أمراضا مختلفة بين المواطنين الذي يستخدمون تلك المياه لأغراض الشرب.
وقال رئيس اللجنة علي الغالبي " إن لجنة الصحة قررت حسم قضية استمرار رمي مخالفات المجاري والصرف الصحي في الأنهر ،ومنها نهر الغراف قانونياً حيث تم تشكيل لجنة وفريق من المحامين لرفع دعاوى قضائية ضد دوائر المجاري والري والبلديات بسبب عدم امتناعها عن رمي تلك المخلفات في الغراف ". وأضاف الغالبي " ثمة عدد كبير من محطات مجاري الصرف الصحي المنتشرة على ضفاف نهر الغراف، والتي تبدأ من ناحية الفجر، (117كم شمال الناصرية) مروراً بمدن قلعة سكر والرفاعي والنصر والشطرة، تلك المحطات ما تزال توظف لرمي مخلفاتها مباشرة إلى النهر من دون معالجة رغم أن رمي تلك المخلفات ما يزال يسبب أمراضا مختلفة بين المواطنين الذي يستخدمون تلك المياه لأغراض الشرب" والاستهلاك .
بيئة ذي قار وأجهزة الكشف 
خلال الأشهر الماضية كشفت مديرية بيئة محافظة ذي قار، عن عزمها نصب أجهزة متطورة لقياس نسب التلوث وتحديد مصادره، وأخرى لقياس التحسس النائي في المصادر المائية، بكلفة إجمالية بلغت مليارين و600 مليون دينار، وبحسب مديرية بيئة ذي قار فإن نهر الفرات ونهر الغراف ما يزالان يتعرضان للتلوث من قبل بعض الدوائر، كالطاقة والبلدية والمجاري في أقضية ونواحي شمال مدينة الناصرية بشكل ملحوظ وتم تغريم مديرية الطاقة 500 مليون دينار وتغريم دائرة المجاري67 مليوناً.وقال المهندس محسن عزيز مدير بيئة ذي قار " إن هنالك تجاوزات من قبل بعض الدوائر الخدمية كالمجاري والبلدية والطاقة في بعض الأقضية ، حيث تقوم برمي المخلفات السائلة دون معالجتها ." وأضاف " ان دائرته وجهت إنذارات لبعض الدوائر وقد أعدت تقارير فنية حددت من خلالها أماكن رمي الملوثات لغرض اتخاذ الإجراءات القانونية بحق هذه الدوائر اذا لم تلتزم " ." لافتا إلى ان هذه الملوثات مهما كانت فإن لها آثارها السلبية على الأحياء المائية في النهر و صحة السكان بشكل مباشر ."
الغراف يهدّد حياة السكان فمن المسؤول؟
عوضا عن أين يكون نهر الغراف مصدرا للحياة والاستقرار والنماء والرفاهية تحول بسبب تلوثه إلى أداة بيئية قذرة ، لكن ما هي الخطوات العملية التي اتخذتها الجهات المعنية تجاه الغراف ؟ هل هي مجرد وعود وتبريرات ؟ وأين حقوق المواطن البيئية والصحية ؟ هل المواطن لا يستحق الاهتمام والرعاية ؟ أين تذهب التخصيصات المالية المرصودة للدوائر المعنية ؟ أين الأولويات بالنسبة لخطط المشاريع المهمة والستراتيجية في محافظة ذي قار ومنها مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي والمجاري ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram