TOP

جريدة المدى > غير مصنف > التجذيف نحو الديمقراطية

التجذيف نحو الديمقراطية

نشر في: 13 أكتوبر, 2009: 05:52 م

كان [جون ر. هيل] طالباً في السنة الاولى في جامعة (ييل) عام 1969 عندما غيـَّـر اتجاه حياته، تعليق مرتجـَـل صدر من البروفسور الكلاسيكي الاسطوري [دونالد كاغن]،
حيث كان المستر [هيل] يقتبس من (مقدمة في التاريخ الاغريقي) للمستر [كاغن] وعندما علـِـم البروفسور بأن تلميذه كان يجذف في سبيل طاقم طلاب السنة الاولى (حيث صاح المستر [كاغن]"ها! مجذِّف") فـقدم ايحاءً، ويكتب المستر [هيل] في كتابه الجديد ليقول "قال لي انني ينبغي ان ابحث في تاريخ أثينا من الموقع الممتاز بمقعد مجذِّف" ويضيف "لقد كانت مهمة – انا وجدت انها –  تستمر مدى الحياة ".rnومضى المستر [هيل] في الدراسة في جامعة (كامبرج) حيث قام بعمله على شهادة الدكتوراه حول تطور سفن (الفايكنغ) الكبيرة (القراصنة الاسكندنافيون)، ومن تلك النقطة باشر بحياة مهنية آثارية طويلة الامد تضمنت الكثير من عمليات البحث تحت الماء عن السفن الحربية سحيقة القدم، وبعد عقود من الزمان تم خداعه اخيراً ليكتب كتابه الاول وهو "أسياد البحر – ملحمة بحرية أثينا وولادة الديمقراطية" وعلى طول السطور كان المستر [كاغن] يقترح.rnونظرة المستر [هيل] لأثينا من مستوى سطح البحر أبان عصرها الذهبي هي – كما كان المستر [كاغن] قد خمـّـن – طريقة جديدة ومثيرة لمقاربة قصة رويـَـت مرات عديدة من قبل، و ربما ما لم يخمنه المستر [كاغن] هو أن تلميذه كان ليصبح أفضل بكثير من مؤلف عادي، وفي كتاب "أسياد البحر" تجتذب أذنيك من الصفحة الاولى جـُـمـَـل المستر [هيل] البسيطة ولكن القوية.  rnفهو يكتب في مطلع كتابه "في الفجر عندما كان بحر إيجة يستلقي ناعماً صقيلاً كترس لامع كنت تستطيع ان تسمع سفينة ثلاثية المجاذيف(سفينة قديمة في كل من جانبيها ثلاثة صفوف من المجاذيف- قاموس المورد) من أثينا في حين انها كانت لا تزال بعيدة بمسافة طويلة "ويضيف" في البداية كانت تأتي جذفات موزونة خفيضة كقرع طبل نائي، ومن ثم كان يتبين تدريجياً صوتان مميزان ضمن كل جذفة وهي لطمة قارعة عميقة لخشب يضرب الماء تتبعها موجة جريئة، و كانت  اصوات (وومبف!) و(وروش!) تشكل الى حد كبير جزءاً من عالمهم بحيث انه كان لدى الاغريق اسماء لها، فقد كانوا يسمون طرطشة الماء (بتيلوس) واندفاعه (روثيوس)، وبلا هوادة كانت النبضة لتردد الصدى عبر المياه مقرِّبة ً السفينة".   rnوهو يكتب "هذا الشبح المفزع، الاسود المتأرجح والمعبأ رجالاً والمحفوف بالمجاذيف كان رمزاً للحرية والديمقراطية ولكنه ايضاً رمز للطموح الاستبدادي، لقد كانت سفينة حرب من أثينا، مركب واحد في بحرية مكونة من المئات منه كانت تـُـشبع رغبة شعب أثينا". rnوفرضية المستر [هيل] في "أسياد البحر" هي ان انشاء بحرية أثينا الجبارة التي كانت تتألف الى حد كبير من سفن حربية خفيفة الوزن تـُـعرَف بثلاثية المجاذيف والتي كان يجذف فيها (170) مجذ ِّفاً في ثلاثة صفوف قد أدى (هذا الانشاء) مباشرة ً الى عصر أثينا الذهبي وشكل ديمقراطيتيها المتقدم، ولأكثر من قرن ونصف – بين عامي 480-322 ق.م.- كان لدى الدولة المدينة أثينا (دولة ذات سيادة مؤلفة من مدينة مستقلة والمناطق الخاضعة لسلطانها - قاموس المورد) ذات حوالي الـ (000 200) نسمة (لديها) أقوى بحرية على الارض، اذ يكتب المستر [هيل] "بدون بحرية اثينا ما كان ليوجد البارثينون (هيكل الآلهة أثينا في مدينة أثينا - قاموس المورد) ولا مسرحيات [سوفوكليس] ((496؟ - 406؟ ق.م.) مؤلف مسرحي اغريقي يعتبر أحداً أعظم المسرحيين التراجيديين في الادب الاغريقي - قاموس المورد) التراجيدية او [يوريبيديز] ((484؟ - 406ق.م.) كاتب مسرحي اغريقي يعتبر أحد أعظم شعراء التراجيديا الاغريق. وضع نحو 92 مسرحية - قاموس المورد) ولا 'جمهورية ' [افلاطون] (فيلسوف يوناني)ولا 'علم سياسة ' [أرسطو]"(فيلسوف اغريقي يعد واحداً من اعظم الفلاسفة في جميع العصور- قاموس المورد) ويضيف "قبل الحروب الفارسية لم تنتج أثينا أية أعراف عظيمة في الفلسفة او العـِـمارة او الدراما (المسرح) او علم السياسة او الكتابة التاريخية، بل جاءت كل هذه  الامور على حين غرة بعد ان صوَّت اهل اثينا على انشاء اسطول وتحويل أنفسهم الى قوة بحرية مطلع القرن الخامس ق.م."، والعمل الشاق في انشاء اسطول وصيانته جعل المجتمع يستجمع قوته، اما الحماية التي منحتها البحرية لأثينا فقد فسحت لها المجال لتزدهر وتدرأ خطر الاعداء الذين كانوا قد اجتاحوها وغيرت شخصيتها المتسامحة والفضولية، ومن بين قادة الأساطيل او أسراب ثلاثيات المجاذيف كان الكاتب المسرحي [سوفوكليس] والمؤرخ [ثوسيديديس] (يعتبر اعظم المؤرخين الاغريق على الاطلاق). rnو"أسياد البحر" هو الى حد كبير كتاب عن الحرب، اذ انه يصور سلسلة متواصلة من

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

مقالات ذات صلة

غير مصنف

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

بغداد/ المدىيعرض معرض "إعادة العرض" الفني، الذي يجمع أعمال فنانين عراقيين من داخل الوطن وخارجه، لوحات حية من تاريخ العراق المعاصر.ويسلط المعرض الضوء، من خلال لغة السينما، على التحديات التي واجهها الشعب العراقي على...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram