تحدثنا وكتبنا كثيراً عن أمور كثيرة وتوغلنا في أضيق المسافات والدهاليز المظلمة بحثاً عن حقائق تختفي خلف ستائر الواقع المرير الذي تعيشه الكرة العراقية وحاولنا بشتى الوسائل البحث والتنقيب عن الكثير من الأمور التي من شأنها أن ترتقي بواقع الكرة العراقية لتواصل مسارها المتعثر عسى أن نتمكن من لملمة أوراقها المبعثرة خصوصا في الآونة الأخيرة التي أصبح إزاءها اسود الرافدين غير قادرين على الزئير كما الفناهم من قبل.
اليوم وبعد التفتيش عن الأمور التي اختفت بفعل فاعل رغما عنها كونها ما زالت في أوج عطائها استهواني الحديث عن حارس مرمى شباك المنتخب الوطني من قبل وكان أمينا بكل ما تعنيه تلك المفردة من معاني سامية وكان أسداً وقف في عرينه بكل بسالة وذاد عنه ليذاع صيته ويكون الحارس الأول لكن سرعان ما طواه النسيان مع من طواهم من قبل لكننا للأسف نجهل أسباب انزوائه برغم علمنا بما يقدمه من مستوى فني عالٍ مع فريقه أربيل الذي يدافع عن اسمه على جبهتين في كل موسم إحداهما في الدوري المحلي والأخرى في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي الذي يتأهل لها كل موسم كونه أما أن يكون بطلا للدوري العراقي أو وصيفاً له ، ونرى حارس المرمى سرهنك محسن كيف يذود عن شباكه ويستبسل ويقدم أنواع الفنون الراقية في كيفية الدفاع عن مرماه ليلفت نظر الملايين من عشاق اللعبة ويكسب ودهم ، ولو كان سرهنك ينتمي لأحد الفرق الجماهيرية كالزوراء والجوية والشرطة والطلبة لطالب بدعوته الى صفوف المنتخب الوطني العديد من النقاد والمتابعين والشارع الرياضي كله مع جل احترامي لنادي أربيل ادارة وملاكا تدريبيا ولاعبين وجمهور النادي الذي يستحق ان نرفع له القبعة بعدما تمكن من خطف لقب الدوري أربع مرات وكان قاب قوسين أو أدنى من خطفه في الموسم الماضي لولا أن ظروف ألمت به جعلته يحتل مركز الوصافة .
سرهنك محسن حفر اسمه بقوة في تأريخ الكرة العراقية ليكون العلامة الفارقة في دوري الموسم الماضي وها هو اليوم قدم مباراتين أمام فريقي الجوية وكربلاء وكان الأفضل بين جميع حراس مرمى الأندية العراقية . تساؤل مشروع نضعه أمام أنظار المدرب عبد الكريم ناعم ماذا يفعل سرهنك كي يلفت نظرك أكثر من الذي قدمه خلال مباريات الدوري أو قد تكون لا تنظر الى مباريات الدوري ، وانا استغرب حقا ألا يكون الدوري هو المرآة التي تعكس صورة اللاعبين لدى المدربين المتخصصين في المنتخبات الوطنية ، فلماذا يا ناعم التشبث هنا وهناك بحثا عن حراس يخلفون ممن سبقوهم والحارس الأمين الذي قد يكون هو المنقذ للكرة العراقية موجود ، تلك التي أصبحنا نتباكى على حالها بعد أن أصبح حالها لا يسرّ عدواً أو صديقاً في ظل التخبط الواضح لقادتها ليصل التخبط لمدرب حراس المرمى الذي لجأ إلى حارس منتخب الشباب محمد حميد الذي يُعد من خيرة الحراس وينتظره مستقبل زاهر بين الخشبات الثلاث لكن يعاب عليه الثقة التي يفتقدها كونه لا زال في بداية المشوار فلا يجوز أن يتم اعتماده حارسا أساسياً لعرين الأسود وإجحاف حق الحارس الحقيقي الذي بات فراغه واضحا ليقف في ذلك العرين ويجعل الأسود تعاود الزئير ثانية لحفظ ماء وجه الكرة العراقية عسى أن يكون هناك بعض الأمل للعودة إلى الواجهة مجدداً بعد أن اثبت فشل القائمين على المنتخب في جعله حقلاً لتجارب بعض اللاعبين الذين لم يحن الوقت بعد لزجهم في معترك كبير كالذي هم فيه.
سرهنك المنقذ
[post-views]
نشر في: 18 نوفمبر, 2013: 09:01 م