اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات رئيس التحرير > حين يتحول منجز يتيم إلى منصة "للفهلوة" وعرس واوية..!

حين يتحول منجز يتيم إلى منصة "للفهلوة" وعرس واوية..!

نشر في: 18 نوفمبر, 2013: 09:01 م

في وقت تغرق عاصمة العراق "الذي كان ينبغي أن يكون في طليعة العالم والمنطقة لموارده وطاقاته"، كما تفضل وأشار رئيس مجلس الوزراء، في خطاب "مُفخّم" محمول على غيض وكراهية وتعالٍ على شركائه في الحكومة.. اختزل زعيم دولة القانون المشاكل السياسية والبنيوية ا

في وقت تغرق عاصمة العراق "الذي كان ينبغي أن يكون في طليعة العالم والمنطقة لموارده وطاقاته"، كما تفضل وأشار رئيس مجلس الوزراء، في خطاب "مُفخّم" محمول على غيض وكراهية وتعالٍ على شركائه في الحكومة.. اختزل زعيم دولة القانون المشاكل السياسية والبنيوية الخدماتية، وتبديد ثروات البلاد والفساد وعشر سنوات من عمر الدولة المتهرئة بفضل سياساته، قائلا إن كل ذلك، وفي المقدمة التصدع الخطير في النسيج الاجتماعي الوطني، ونُذر الفتنة الطائفية السنية الشيعية، هو نتاج تآمر خارجي، إقليمي عربي، لولاه لكان العراق مزدهراً بالعمران، مشبعاً بالمشاريع والاستثمارات الفيّاضة بالخدمات والخيرات..!

ولأنه صار يسخر ولا يبالي بأي متابعة نقدية للحالة التي وضعنا فيها، ويجد تفسيرها دائماً في "التآمر الخارجي" المدعوم بطابور خامس، من شركائه في الحكومة والعملية السياسية، فان السيد المالكي لم يتوقف عند ظاهرة فيضان بغداد والمدن الرئيسية العراقية الأخرى، وهو الذي أفاض في كل مرة بوعود سخيّة، لإنهاء كل أشكال معاناة العراقيين، بدءاً من المئة يوم، والستة اشهر، وصولاً إلى ما صار يؤكد عليه، حتى في خطابه الأخير، من الحاجة إلى وقت أكثر، ملمحاً بذلك إلى ولاية ثالثة..!

لم يجد المالكي في الفيضان الذي وعد في السنة الماضية، بإنزال العقوبات الصارمة بالمقصرين في تخفيف أضراره ،ومعالجة هذا الخلل الذي يدفع المواطن البغدادي أثماناً حياتية باهظة جراء ما خلّفه من طمر الشوارع والبيوت والممتلكات والمدارس، ويسد عليه منافذ الرجاء.. لم يجد فيه، ولو بشكل عرضي، قصوراً في تدابيره، بعيداً عن تآمر الاخرين على سياساته الرشيدة، دون ان ينتبه الى ان الامطار، فعلٌ "رباني" لا علاقة له بنوايا البشر، او احقادهم، الا اذا رأى أنها تنزل علينا بغزارة غير معهودة، استجابة لـ"صلاة استسقاء مغرضة" من دول الجوار، لإحراجه وإظهاره بمظهر الفاشل والعاجز عن إدارة دولة فاشلة من الأساس.
كعادة خطاباته، الاخيرة منها بشكل خاص، كال السيد المالكي اتهامات كادت تصل الى مرتبة الخيانة الوطنية لأطراف في الحكومة "تحفر له في الباطن" وتحرض على النأي عن الانغماس في اوحال العراق، والحيلولة بين الدول والشركات ورجال الأعمال، والاستثمار في العراق، ولولا هذه "الوشاية" لاستمتع أهالي بغداد والبصرة ومدن أخرى، بفيضانات النعمة والخيرات، ولأمسى العراق واحة فياضة بكل أطايب الدنيا، وليس بالأوساخ والخراب والفساد وانعدام الذمم.
وكان حرياً بالمالكي، التركيز على الإرهاب، الذي يشكل إلى جانب فساد النهج والسياسة، كسبب مباشر دامغ لعزوف المستثمرين الكبار، غير المتواطئين بالفساد مع الفريق الحاكم، عن الاقتراب والمغامرة، في بيئة سياسية، تتناثر فيها جثث العراقيين الأبرياء كل يوم، بل على مدار الساعة.
والارهاب "صناعة مزدوجة" تلتقي فيها إرادة الخارج، مع تصدعٍ سياسي داخلي، ينجم عن نهج لا يراعي قواعد ومتطلبات العمل الوطني الجامع والعابر للطوائف. وكلما ازداد التعنت والاستعلاء واللغة المتخشبة، المعزولة عن الواقع، تمادى الإرهاب في ارتكاب الجرائم، واتسعت الفجوة بين المكونات العراقية، وتَشجّع المغرضون من الداخل والخارج في تأجيج الفتن، وإثارة نزعات الكراهية وتعميق الاختلاف.
أبلغ ما جاء في خطاب المالكي، وهو ما يؤكد عزلته القاتلة عن الواقع المحيط به مباشرة، وتغوله المرتبط بغرورٍ لا يستند على منجزٍ او انتصار، تأكيداته، بلغة "الأنا" الطاغية، على انه لن يسمح "بان تكون المنطقة، عشاً للإرهابيين والقتلة والمجرمين، كما حصل في العراق وكما يحصل في سورية"!
ويمكن للعراقي ان يشعر بسعادة غامرة، لان البلاء الذي يغرق فيه، لن يتشاركه معه شعب عربي او جار، بفضل تصدٍ حازم من حكومته، واصرارٍ يمتد خارج الحدود، وربما يعبر المحيط الاطلسي، في مطاردة الارهاب والجماعات الارهابية، وسيدشن الحرب ضد الإرهاب، بالإجهاز على "النصرة" ثم يرى ما ينبغي أن يفعله مع "داعش"..!
سؤال محيرٌ يراود كل عاقل وهو يتابع خطابات ابي احمد المالكي:
كيف يغطس معنا في الداخل عاجزا عن منع أسباب الموت الذي بدد هيبتنا وهيبته، بينما يتحدث عن مشروعه لمكافحة الإرهاب في المنطقة؟
هل تراه يفكر وهو يخطب، ام ينحت تهويماتٍ، في لحظات تجلٍ كهنوتي قادمٍ من كهف العقل الباطن..؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. طارق الجبوري

    كم نتمنى لو ان المالكي توقف قليلاً ليقرأ ويسمع الحقيقة بدلاً من استمرار نشوته الزائفة ..مقال عبرتم فيه كسابقاته عن صوت ملايين العراقيين الملتاعين وهم يرون احلامهم تكاد تضيع وسط كل هذا التهافت على السلطة مع كل التقدير والاحترام

  2. د.مريم أحمد عباس ألشمري

    أهنئك على هذا ألحس والشعور ألوطني وألغائب عن سلطاتنا ألبائسةألثلاثة.إنه يتعدى مثلنا: ألحليم تكفيه ألإشارة إلى ضرب إبسكين على ألخاصرة ولكنهم قوم صنع من حجر .أسمعت لو ناديت حبآ ولكن لا حياة لمن تنادي.

  3. د محمد معارج

    تحية حارة يا ابا نبيل ودمت بموفور الصحة ... يتحمل الجميع من القوى الوطنية ما أوصلنا به (السيد ) رئيس مجلس الوزراء فهو ناتج لما تم البدء به من خلال مجلس الحكم (المحاصصي ) الى وقتنا الحالي وان كل القائمين على سدة الحكم يمثلون مقامرة( يانصيب ) ربحت من قبل نا

  4. ابو اليلس

    مقالاتك توضع على الجرح فيطيب

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram