إسبانيا/ قبل أربعة أعوام، وعندما بدأت صبيحة الخيمبر المشرفة على إقامة معرض عن دور الضوء في الفن الإسلامي، كانت خطتها اختيار أعمال فنية وبعض القطع التي تعبر عن تأثير الضوء وعلاقته المباشرة علمياً بالفن. وفي الوقت الذي كانت تتقدم في بحثها، بدأت ا
إسبانيا/ قبل أربعة أعوام، وعندما بدأت صبيحة الخيمبر المشرفة على إقامة معرض عن دور الضوء في الفن الإسلامي، كانت خطتها اختيار أعمال فنية وبعض القطع التي تعبر عن تأثير الضوء وعلاقته المباشرة علمياً بالفن. وفي الوقت الذي كانت تتقدم في بحثها، بدأت السيدة الخيمبر بتوسيع مجالات عملها، أو كما قالت، "بدأت أفهم ان الإسلام يربط بشكل واضح بين نور المعرفة الذي يبدد السواد وبين ظلام الجهل".
وكانت نتيجة بحثها، إقامة معرض لـ150 عملاً بعنوان، "نور: الضوء في الفن والعلم من العالم الإسلامي"، والذي سيمتد حتى التاسع من شباط القادم، في مركز "أبينغوا" في أشبيلية.
ويضم المعرض الذي يتناول الفن الإسلامي عبر 11 قرناً، ومنها إناء عميق من ايران عليه نقوش تمثل خيوط الشمس وباللون الأزرق –إنه فن جميل وبسيط في الوقت ذاته، من يراه يتصوره قطعة من الفن الحديث، في حين انه يعود الى القرن الثالث عشر، وهناك قطع أخرى، تبيّن كيفية انعكاسات الضوء عن سطح شيء ما، وفي هذا المجال، نجد عدد من قطع الشطرنج، من الكريستال الصافي الذي يتخلله الضوء، مصنوع في مصر.
إضافة الى ذلك طقماً من الأواني والقناني مصبوغة بطريقة لاستر، وهي تقنية بدأت في القرن الخامس، ولكنه استخدم في العراق لتلوين الخزفيات، بعد ثلاثة قرون من ذلك التاريخ، باستخدام أوكسيدات المعادن ومنها الفضة والنحاس، بمزجهما معاً مع الصلصال واللون الأصفر.
ومعظم الأعمال المعروضة، تم اعتمادها منذ عدة قرون من أفضل القطع الإسلامية، وقد تم استعارتها من عدة مؤسسات معروفة ومنها على سبيل المثال، متحف بروكلين، ومكتبة بودليان في جامعة أوكسفورد، أو من متحف الهمبرا في غرناطة.. الخ، كما ان البعض الآخر من التحف المعروضة استعيرت من مجموعات شخصية، مثل مؤسسة ليختينشاين، وبعض تلك القطع، لم تعرض من قبل للجمهور.
إن هذا المعرض يوازن وبشكل دقيق ما بين الفن و العلم وعلى سبيل المثال الهندسة الإسلامية، التي تقول بـ"دوام النجم اللانهائي"، كما جاء في مخطوطة سيدي أحمد تيجاني في مدينة فاس المغربية، والتي تمثل ستة عشر نجماً في مركز كل واحدة منها.
وهناك قسم آخر من المعرض خصص لألقاء الضوء على كيف ان الأطباء المسلمين والفيزيائيين تطوروا الى فلاسفة، يصنعون أجهزة مختلفة، في الوقت الذي يكتبون فيه مجلدات الانسايكوبيديا.
وتعتبر المخطوطات من أثمن الأعمال المعروضة وهي تتضمن أربع صفحات من القرآن المخطوط باليد، والذي كان محفوظاً في الجامع الكبير بالقيروان، وهو يمزج ما بين الأحرف الذهبية مع خلفية تمنح إحساساً بالكونية، وذلك عبر استخدام اللون الأزرق.
ومن بين الكتابات العلمية، هناك مخطوط "قديم باللغة العربية، كتب في عام 1010، بعنوان "بحث عن النجوم الثابتة" للعالم الفلكي الإيراني عبد الرحمن الصوفي.
والسيدة صبيحة الخيمبر، التي تعيش حالياً في نيويورك، قد أشرفت على إقامة عدد من المعارض الإسلامية، وهي التي أشرفت على إقامة المتحف الإسلامي للفنون في الدوحة، وقطر، وقبل عام أصبحت ايضاً مستشارةً في الفن الإسلامي في متحف دالاس للفنون، حيث سينتقل المعرض الحالي "النور" الى هناك في الربيع القادم.
وقالت تامارا ووتون-بونير، المدير المساعد لمتحف دالاس، ان المؤسسة قد شهدت نمو الفن الإسلامي، وهي تفكر في تطوير مجموعتها الإسلامية، وخاصة ان هناك جالية إسلامية كبيرة فيها.
وفي متحف دالاس، كما تضيف تامارا، شيء من المرونة، فهناك حالياً قاعة أعددناها للمعرض الإسلامي القادم.
وحيث ان معرض دالاس لا يتمكن من منافسة معرض أشبيلية، حيث ان أجزاء واسعة من أشبيلية تضم آثار العرب الذين كانوا يحكمون أجزاء من إسبانيا، ومنها عدد من المباني والعمران بشكل عام، ومنها الكاتدرائية الرائعة في أشبيلية، والذي شيد في موقع الجامع الكبير السابق، كما ان المستشفى الديني السابق في المدينة، تم تجديده وتحويله الى مركز ثقافي، من قبل مؤسسة آبينغوا "المشرفة على إقامة المعرض".
وقد رحب بالمعرض أميليو غونزاليز فيرين، البروفسور في الفكر الإسلامي بجامعة إشبيليه، قائلاً: "إن المعرض عامل فعال في تذكرينا بمساهمات الإسلام في مجالات الثقافة والفنون والعلوم، في الوقت الذي تعمّ العالم العربي "سلسلة من الاضطرابات، كما تقول الأنباء".
وقالت الخيمبر معلقة، "نحن نرى يومياً مشاهد الرعب من خلال الحرب في سوريا، ولذا يبدو ان المعرض الحالي، له أهميته بإلقاء الضوء على ما قدمه الإسلام من فنون وعلوم.
عن: النيويورك تايمز