اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الأمطار تمنح الطلبة إجازة مفتوحة في مدارس منطقة الشعب

الأمطار تمنح الطلبة إجازة مفتوحة في مدارس منطقة الشعب

نشر في: 19 نوفمبر, 2013: 09:01 م

عائلة أم آية واحدة من عشرات العوائل التي تركت بيوتها في منطقة الشعب وحي أُور بعد أن دخلت بيوتهم مياه الأمطار واستعمرت أثاثها باطشة مفردات حياتهما اليومية،ما يشغل أم آية وعائلتها التي لجأت إلى بيت شقيقها في منطقة زيونة هو تذمر وشكوى ،بل بكاء آية المتو

عائلة أم آية واحدة من عشرات العوائل التي تركت بيوتها في منطقة الشعب وحي أُور بعد أن دخلت بيوتهم مياه الأمطار واستعمرت أثاثها باطشة مفردات حياتهما اليومية،ما يشغل أم آية وعائلتها التي لجأت إلى بيت شقيقها في منطقة زيونة هو تذمر وشكوى ،بل بكاء آية المتواصل لكونها منذ عشرة أيام لم تذهب إلى المدرسة ،وتشتاق إلى صديقاتها اللواتي يشاركنها مطالعة الدروس وكذلك اللعب،وعلى الرغم من حصول آية على صديقات جديدات في بيت اللجوء القسري ولكن حين تذهب إليهن صباحا تجدهن في المدرسة فتعود إلى أهلها متذمرة باكية على مدرستها
 
معاناة أُم آية
أم آية تقول :لقد تركنا بيتنا بعد ان اجتاحت المياه دارنا الواقع خلف إعدادية صلاح الدين،مؤكدة ان اغلب العوائل هناك تركت بيوتها في عهدة أصحاب المولدات بعد أن فشلت الحكومة في معالجة الأوضاع على الرغم من مرور عشرة أيام على هطول الأمطار،مطالبة المسؤولين باتخاذ الإجراءات التي من شأنها إعادة آية وقريناتها من العوائل المهجرة إلى مدارسهن بعد ان مضت عشرة أيام على عطلة المطر الإجبارية بحسب قول أم آية،التي إضافة إلى تذمر ابنتها آية هناك قلق على لسانها من ان يطول مدة اللجوء وبالتالي تصبح هي وعائلتها ضيفا ثقيلا وعبئا يرهق ميزانية شقيقها الذي فتح بيته على مصراعيه من اجل احتضانهم على الرغم من دخله المادي المحدود ،معاناة أم آية هي معاناة العديد من العوائل التي تركت بيوتها غير مبالية بسرقة أثاثها الذي أتلفته الأمطار.
سباق ماراثون إجباري
توجهنا أنا والزميلان محمود رؤوف وحسين شامل صوب كارثة الشعب لنتعرف على حجم المأساة عن قرب ونقلها على طاولة المسؤولين إن كانوا مهتمين حقا بأصحاب الأصابع البنفسجية التي أوصلتهم إلى المناصب أو المكاسب –لافرق- كلاهما نافعان حين يتضرر الشعب!
عند مدخل المدينة وبالتحديد يبدأ الزحام غير المسبوق من العيادة الطبية الشعبية في منطقة الصليخ باتجاه قناة الجيش الفاصل بينها وبين منطقة الشعب،ومن الساعة الواحدة ظهرا حتى الثالثة والنصف عصراً ونحن وسط تلك الطوابير من العجلات المختلفة التي تطوف كالقوارب وسط المياه الآسنة،المواطنون الذين تركوا الحافلات الأهلية والحكومية،اتخذوا من الأرصفة ملاذا آمنا للوصول إلى محلات سكناهم،موظفون وموظفات،طلبة وطالبات جامعات ومعاهد،كادحون،وأطفال،صورتهم تحيلك إلى مشهد سباق ماراثون للجري،الوجوه بين ملامح متذمرة وأخرى قلقة من هطول أمطار أخرى تزيد الطين بلة أو تزيد الشعب علة لاسيما أن الأخبار تشير إلى هطول أمطار غزيرة اجتاحت محافظات الجنوب.
(الجزمة)تُسهم بإنقاذ الطلبة
قاسم صيوان سائق حافلة مصلحة الركاب المتوجهة من باب المعظم باتجاه الشعب كان يسير بجانب عجلتنا،ومن باب الفضول الصحفي سألته عن وارد هذا اليوم خاصة وان حافلته خلت من الراكبين،رد بتذمر، انه منذ فجر اليوم لم يصل وارده إلى (50)ألف دينار في حين أن الشركة تطالبه في نهاية اليوم بمبلغ(100)ألف دينار وخلافه سيقتطع المبلغ من مرتبه الشهري،مؤكدا بأنه اتصل بالشركة لإعلامهم بأنه وسط هذا الزحام ولم يرد عليه احد بحسب قوله.تركنا صيوان مع حيرته لنلتفت إلى حيرة الطالب الجامعي مهند علي من منطقة الجزائر في نهاية الشعب،الذي بين للمدى انه منذ هطول الأمطار إلى يومنا هذا أترجل من الحافلة في منطقة الصليخ أنا والعديد من الأصدقاء ونقضي ساعة كاملة سيرا على الأقدام من اجل الوصول إلى بيوتنا في حي الجزائر،وأكد علي انه قبل الوصول إلى شارعهم بمسافة يتصل بأخيه احمد ليجلب له (الجزمة)لأن شوارعهم مازالت تملأها مياه الأمطار بحسب قول الطالب علي الذي شاطره بالرأي العديد من الطلبة.
الطابق الثاني ملاذ عن الأول
مقر لقيادة قوات الفرقة(11)لواء(24) الفوج الثاني قامت بتفريغ موقعها من المياه على الشارع العام لتزيد فيضانه فيضانا،علما ان أغلب الأهالي أشادوا بدور قوات الجيش لواء 24 فرقة 11 التي سارعت بتقديم الخدمات للمواطنين من خلال سحب المياه بعجلاتهم الخاصة أو المسهمة في انتشال العديد من العجلات المدنية التي تعطلت داخل برك المياه كما يقول المواطن أبو مينا،مضيفا ان داره الواقعة في حي البساتين التابعة لمنطقة الشعب قد غرقت تماما ،والأثاث اصبح شبه مواد تالفة عائمة على تلك المياه،موضحا بأنه انتقل هو وعائلته وماتم إنقاذه من الأثاث إلى الطابق الثاني من الدار،وأكد أبو ديما ان الذين لا يملكون طابقا ثانيا تركوا بيوتهم ولجأوا إلى أقاربهم بحسب قول أبو ديما،الذي بين ان اغلب المدارس أغلقت أبوابها ولا يوجد فيها دوام للكادر التعليمي أو الطلبة،مستشهدا بمدرسة المولد النبوي الابتدائية التي يداوم فيها احد أولاده،وعزا أسباب غلق المدارس لغرق بعضها تماما،والسبب الآخر هو صعوبة وصول طلبة ومعلمي المناطق المنكوبة إلى مدارسهم بعد ان أغلقت فيضانات الأمطار الطرق المؤدية إليها.
مجمّع الشعب والكارثة
أين تلتفت العين تجد وجعا يحرقها والروح على شعب الموازنات الانفجارية التي لم تقه من أبسط الأزمات التي يعيشها،ولاندري بأية جيوب حلت وأية مصارف أودعت،والمصيبة أن المسلسل مستمر وأبطاله يصيحون من غير حياء أو وجل هل من مزيد؟،تعالوا ندخل مجمع الشعب السكني القريب من الأسواق المركزية لنرى من يقول لسان حالهم (غركانه يابغداد....هم المطر والبوك...والماي غطى الفوك...غركانه يابغداد...غركانه يابغداد)،نعم هكذا هو لسان حال عشرات العوائل الموجودة في هذا المجمع.
مولود إبراهيم عبد الرسول أمين المجمع والمسؤول عنه قال للمدى وهو يتوسلنا ان ندخل لغرض تصوير المأساة ، مشيرين إلى ان العديد من المسؤولين زاوا المجمع ولكن لم يجدوا حلاً للمصيبة التي تعيشها العوائل هناك،وما أن دخلنا المجمع حتى تجمعت العوائل حولنا مستغيذين وكأننا جهة منقذة بحيث اضطررت بعد إلحاحهم من تسجيل أسماء جميع العوائل بمفكرتي اعتقادا منهم بأن من يكتب اسمه سيحظى بالتعويض على ما أصابه من ضرر مادي !
سقوط دار أحد المواطنين
دار المواطن عدي خلف حمود سقط سقفها على الأرض ولولا مشيئة الله لكانوا في عداد الأموات ،ولكنهم رزموا مايستطيعون حمله ولاذوا بأعمارهم إلى بيوت الأقرباء موزعين على بيوتهم كالمشردين بحسب قول جاره عدنان نبهان حسن،الذي أكد للمدى انهم بجهودهم المادية قاموا بـتأجير شافطة مياه لسحبها من داخل المجمع والبيوت،بعد ان يئسوا من وصول أي آلية من قبل الحكومة لشفط المياه التي أصبحت كبحيرة تطوف عليها البيوت بحسب قول حسن.
المعوق هادي مكسر رسن وهو يسير وسط المياه بكرسيه المتحرك أشار إلى ان الأمر سيهون علينا لو جاء احد من المسؤولين لزيارتنا ،رسن أكد للمدى ان معظم أثاث بيوت المجمع غرقت بالمياه ،مبينا ان معظم بيوت المجمع(المجمع بناية قديمة لموقع عسكري سابقا)سقوفها من صفائح الألمنيوم(الجينكو)المغلف بالنايلون وبالتالي جميعها سربت المياه على الغرف وما تحتوي من أثاث،وطالب المواطنون،محمد سعيد إياد حسين،فاطمة إبراهيم،شذى فيروز،علي مولود وغيرهم من عوائل المجمع الحكومة بالتحرك السريع لإنقاذهم من الأوضاع المزرية التي يعيشونها.
سائقو الحوضيات يطالبون بالمال
تركنا مصيبة مجمع الشعب وتوجهنا إلى مصيبة أخرى تعيشها محلة 339 وأزقتها التي غدت انهارا ضفافها البيوت والمحال،ومع ذلك والقول لأغلبية المواطنين وهم يقسمون على ذلك،بأن ليس هناك من أحد وصل إليهم لا من المسؤولين أو غيرهم وأوضحوا بأن اغلب سائقي السيارات الحوضية لسحب المياه يطالبونهم مقدما بمبالغ نقدية مقابل سحب المياه،مبينين ان البعض منهم يأتي للمحلة ويبقى واقفا دون ان يسحب قطرة ماء واحدة بحسب قولهم!
المواطن علي قاسم الذي يسكن محلة 339زقاق 1 دار 75 أكد للمدى أن محلتهم وزقاقهم شبه منكوب وأن المياه أغرقت أثاث الطابق الأول بالكامل ،مبينا ان غرفة أخيه العريس احمد قاسم الذي تزوج قبل ثلاثة أسابيع قد أتلفتها الأمطار تماما مما اضطر العريس وعروسه إلى طلب اللجوء إلى الطابق الثاني من البيت ،وبين قاسم ان العديد من عوائل الزقاق تركوا البيوت خاصة من الذين لا يملكون طابقا ثانيا يلجأون إليه،وهذا الكلام أكده أيضا صاحب المولدة محمد عزيز صالح الذي صاح بأعلى صوته (هذا العراق العظيم يامن تدّعون الإيمان،وبعد أيام ستأتون لنا لغرض انتخابكم ،أبدا والله لن نكرر الخطأ ونحن نادمون على انتخابكم)بحسب قول صالح،الذي بين بأن الطلبة تركوا المدارس بعد ان أغلقت أبوابها في وجوههم،متسائلا أي دين وأية شريعة ترضى بما يحصل لمواطني الشعب؟!
الشعب تتحوّل إلى منطقة التعب
توجهنا مع أحد سكنة زقاق 49 من نفس المحلة لنرى بحيرات الخراب والدمار في ذلك الزقاق،الرجل الذي أرشدنا إلى الطريق المائي خوفا من الحفر وانطفاء عجلتنا، قال إن مدرسة السيف العربي وكذلك ثانوية الأصمعي لم تستقبل الطلبة بعد ان فاضت تماما ،بل ان مدرسة الأصمعي استخدمت رحلات الصفوف كجسر خشبي لعبور الطلبة من الشارع والوصول إلى الباب الرئيسي لها،ومع ذ لك غلق الطرق بالمياه كان العائق المباشر لعدم وصولهم،المواطنون، الطلبة،بائعوا الخضار الذين تركوا محالهم في سوق المدينة بعد غرقها وسكنوا أرصفة الشارع ،وجميعهم تركوا الأحذية التقليدية ولبسوا (الجزم) في منظر لم يشهده العراق من قبل،وأنا أترك تلك المدينة بكل معاناة وأزمات أهلها التي تحولت من أمطار بسيطة من مدينة الشعب إلى منطقة التعب والهم و(الجزم) ولك الله ياوطن الألم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram