اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بغداد تغني أمام مرأى المسؤولين.. إني أغرق...أغرق...أغرق

بغداد تغني أمام مرأى المسؤولين.. إني أغرق...أغرق...أغرق

نشر في: 20 نوفمبر, 2013: 09:01 م

-2-أبو أحلام الذي تجاوز عمره الثمانين عاما اتخذ من سرير حديدي ملاذا له من مياه الأمطار التي غمرت بيته في قطاع 25بمدينة الصدر الواقع قبالة مستشفى الصدر، فيما ترك زوجته المعوقة على كرسيها المتحرك تدور بين بناتها لتفقدهن على كراسيهن البلاستيكية  دا

-2-
أبو أحلام الذي تجاوز عمره الثمانين عاما اتخذ من سرير حديدي ملاذا له من مياه الأمطار التي غمرت بيته في قطاع 25بمدينة الصدر الواقع قبالة مستشفى الصدر، فيما ترك زوجته المعوقة على كرسيها المتحرك تدور بين بناتها لتفقدهن على كراسيهن البلاستيكية  داخل البيت المؤلف من طابق واحد، احد الجيران وهذا هو ديدن أهالي المدينة طلب من جاره أبي احلام ان ينتقل مع عائلته للسكن معه كما حدث في أمطار العام الماضي، لكن أبا احلام رفض ذلك لكي لا يكون ضيفا ثقيلا على جاره ،فضلا عن كونه أب أربع بنات يخشى عليهن من حديث الناس لاسيما وان مدينة الصدر معروفة بتقاليدها العشائرية واغلب ساكنيها من العوائل المحافظة، فآثر ابو احلام تحمل تبعات مياه الأمطار التي اختلطت بمخلفات المجاري من أمراض وتلف للأثاث على ان يكون موضع إزعاج لجاره .

عائلة نصير وقصة الهروب
نصير وعائلته لا يختلفون في المعاناة عن عائلة ابو أحلام ،لكن نصير يتفوق عليه بوجود احد أقربائه في مكان آخر لم تبطش به فيضانات مدينة الصدر ،فتراه مع بداية زخات المطر يرزم ما يهم من متاع البيت ويفر هو وعائلته الى ملاذه المنقذ.
احد المواطنين ويدعى ابو علي يقول منذ حدوث ازمة الامطار في العام الماضي وحتى هذا العام لم تصلنا اية مساندة حكومية من قبل الدولة ،ولم نشاهد اية آلية لبلدية مدينة الصدر تدخل قطاع 25،لذا والكلام للمواطن تجد أزقته عبارة عن انهر للمياه التي أصبحت رائحتها تزكم الأنوف برائحة مياه المجاري، مؤكدا ان مدرستهم الوحيدة في القطاع متوسطة زيد بن علي أصبحت بحيرة عامرة بالمياه ،وبالتالي والكلام لابي علي ان الطلبة في عطلة رسمية إجبارية سواء أعلنت الحكومة ذلك او لم تعلن بحسب قول ام علي.
ارتفاع أسعار الخضار
سوق القطاع الشعبي الذي اصبح مع محاله عبارة عن بركة عائمة من المياه، خلا من الباعة الا ما ندر من بعض الذين لديهم خزين من البقوليات والخضار يحاولون تصريفها، وبعضهم جازف بالذهاب الى علوة جميلة وهي الممول الرئيس لأسواق مدينة الصدر الشعبية لغرض جلب البضائع منها، ففوجئوا كما يقول ابو عباس بارتفاع أسعار البضائع والنقل ،مبينا ان سعر كيلو الطماطم وصل الى (1750)دينارا كسعر للجملة وهذا ما يجعل البائع مضطرا ان يحمله مبلغ(250)دينارا على الاقل، وبين عباس ان سعر الستوتة او سيارة الجيب وهنا الوسيلتان الوحيدتان للنقل ايام الامطار، بعد ان كانت أجرتهن الفي دينار أصبحت اليوم خمسة آلاف دينار، هذا اذا ما توفرت تلك الناقلات في مثل هذه الظروف التي جعلت من علوة جميلة مستنقع مائي يصعب الدخول اليه، وأشار عباس ان أسعار الخضار والبقوليات وخاصة القابل للحفظ منها كالبطاطا ازداد سعره الى الضعف،واذا ما استمرت الأمطار بالهطول ستزداد الأسعار اولا لشحة المواد ،وارتفاع اسعار النقل، وقلة منافذ البيع بعد غرق اغلب الاسواق.
أسواق أم جاسم
أم جاسم التي طافت شارع الفلاح في المدينة باحثة عن بائع للخضار قالت للمدى وبتهكم مشوب بالمرارة ابو عباس وجماعته اصبحوا عملة نادرة كما هو حال السياسيين الشرفاء بحسب قولها، ام جاسم التي ترتدي عباءتها مع (جزمة)سوداء وكأنها بزي موحد مع عباءتها وثوبها وفوطتها اكدت ان اغلب جيرانها هاجروا الى مناطق بغداد الجديدة والأمين للسكن مؤقتا عند الاقرباء، لكنها وكما تقول لا تستطيع ذلك لكونها تعتمد في رزقها على محل صغير داخل بيتها لبيع المواد الغذائية، موضحة بانها نقلت البضاعة للطابق الثاني خشية عليها من التلف، وتضيف ام جاسم ان زبائنها واكثرهم من الاطفال  يضطرون الى الصعود لطابق بيتها الثاني لغرض الشراء، بعد ان غمرت المياه الطابق الاول من دارها بحسب قولها.

المسؤولون مشغولون بالاتهامات
مدينة الصدر بما تضم من الأحياء أصبحت منطقة شبه منكوبة لتلتحق بجارتها حي أو وجميلة ومنطقة الشعب والبلديات والحبيبية وحي الرشاد، اما مناطق الأطراف فهي مناطق منكوبة بالفعل بحيث ضاعت أخبارها لعدم استطاعة وسائل الإعلام  الوصول الى تلك المناطق ومع ذلك شرع المسؤولون على قدم وساق في تبادل الاتهامات في محاولة منهم الوصول الى المنصب المبتغى ،والذي له الحصة الكبرى التي تجعل كل واحد منهم مترفا هو وأحفاد أحفاده الى حين نهاية العالم وجميع المال بالتأكيد من اموال وثروة هؤلاء ...نعم هؤلاء الذين عاموا وطافوا على مياه الامطار غير آبهين بما يحدث في يومهم او غدهم وحتى مستقبلهم بعد ان جزعوا من الحياة وعجزوا من الحصول على عطف من تصدوا لمناصب حكمهم كولاة للرعية الذين برهنوا وبما لا يقبل الشك بأنهم بعيدون كل البعد عن أبناء شعبهم .
إعلان قبل الفيضان الجديد
 هذا وقد أعلن المجلس البلدي لمدينة الصدر، الجمعة الماضي، أن مياه الفيضانات التي خلفتها الأمطار لاتزال موجودة في محلات كثيرة من منطقة جميلة ، وفيما بيّن أن المواطنين وصلوا مرحلة "الجزع والملل من فقدان الحلول "،مؤكدا أن أمانة بغداد تعمل وفق إمكانياتها المتوفرة مع عدم وجود البديل لهذا المشكلة، فيما تظاهر عدد من أهالي منطقة جميلة شرقي بغداد احتجاجا على استمرار الفيضانات منذ عدة ايام .
وقال رئيس لجنة العلاقات والإعلام في المجلس البلدي لمدينة الصدر محمود الزاملي في حديث إلى (المدى برس)، إن "عدد من أهالي منطقة حي جميلة في محلات 518 و 516 و 524 و 522 خرجوا بتظاهرات للمطالبة بإيجاد حل للمياه التي تطوف في مناطقهم منذ ستة ايام"، مبينا أن "المنازل في هذه المحلات لا تزال تطفوا فيها المياه حتى وصل الأمر ببعض العوائل بان يضعوا (بلوكات) داخل منازلهم للسير عليها ،كما ان بعض العوائل اتخذت من السطوح مسكنا لهم".

هل نحن جزء من بغداد؟
وأضاف  الزاملي أن " المواطنين وصلوا الى مرحلة الجزع وملوا من هذه الحالة لذا قرروا التظاهر لعل الحكومة تجد حل لمعاناتهم"، مشيرا الى أن "أمانة بغداد تعمل وفق الإمكانيات المتوفرة لديها ولم تقدم بديل ينهي هذه الأزمة وكان يجب معالجة الأمر قبل هطول الإمطار".
من جهته قال رسول اكرم احد المتظاهرين في حديث الى (المدى برس)، إن "المياه تحاصر منازلنا منذ هطول الأمطار وحتى اليوم من دون معالجات حقيقية"، مبينا أن "كل مناطق بغداد تم إجراء اللازم فيها وسحبت فيها مياه الامطار الا مناطقنا التي تجمعت فيها الفيضانات".
وأضاف اكرم "نطالب بسحب مياه الفيضانات فورا لأننا صبرنا كثيرا وهذه الحالة تكررت العام الماضي وهذا العام فما ذنبنا والمياه تحاصرنا من كل جانب مع كل هطول للأمطار"، متسائلا " هل نحن جزء من بغداد ام ماذا".

حصار المياه
وتعيش مناطق شرقي بغداد ومنها مدينة الصدرو منطقة جميلة والشعب معاناة مع مياه الأمطار والفيضانات ، اذ يعيش بخلاف مناطق بغداد الأخرى تحت حصار هذه المياه وعدم مقدرتهم على مزاولة حياتهم اليومية مع حلول بدائية جدا ابتكرتها الجهات المعنية والمواطنين لتصريف هذه المياه، في حين تضم المنطقة اكبر مجمع تجاري معروف في العاصمة يسمى بعلوة جميلة.
وكانت أمانة بغداد أعلنت، (في 11 من تشرين الثاني 2013)، أن كمية الأمطار التي هطلت على العاصمة بغداد، بلغت 58 ملم، وعدتها "الأشد منذ نحو عقدين من الزمن"، وفي حين أشارت إلى أنها اعلى من طاقة استيعاب شبكات المجاري"، شددت على أنه يتطلب بعض الوقت لتصريفها من مناطق الرصافة.
15 ضحية نتيجة الأمطار
وتساقطت الأمطار بغزارة، منذ يوم الجمعة (10 تشرين الثاني 2013) وحتى اليوم، مما أدى إلى ارتفاع مستوى الماء في الشوارع العامة، وشوهدت مستنقعات وبرك مياه كبيرة وعديدة في معظم شوارع العاصمة بغداد، ما أدى الى إعاقة حركة سير المركبات وتذمر المواطنين، فضلا عن الفيضانات التي خلفتها الأمطار والسيول التي اجتاحت محافظات الجنوب بحيث بلغت الضحايا وحسب الإحصائيات الرسمية نتيجة الامطار (15)شخصا اغلبهم قضوا غرقا او بمساس كهربائي.
وكانت وزارة البلديات والأشغال العامة، أكدت في (27 تشرين الأول 2013)، أن الفيضانات ستعم العراق في هذا الشتاء أيضا، وأقرت أن مشكلة الفيضانات لا يمكن حلها في الوقت الحاضر، وفيما أشارت إلى أن المشاريع الستراتيجية التي تنفذها تحتاج إلى سنتين أو أكثر قبل أن تدخل الخدمة، أشارت إلى توجيه مدراء البلديات لتنفيذ مشاريع آنية لحصر وتصريف المياه من المناطق التي تضررت خلال الشتاء الماضي، هذا وقد أعلنت المحافظات الجنوبية حالة الطوارئ وإعلان العطل الرسمية بعد ان اجتاحتها فيضانات غير مسبوقة.

الشعب تغرق  مرة أخرى
منطقة التعب-عفوا- الشعب التي زرناها امس الأول اليوم دخلت في نكبة اكبر من سابقتها بعد ان قاربت الامطار في بعض الأحياء كالجزائر والصحة التحليق صوب الطابق الثاني بعد ان جعلت الاول في خبر كان بعد طره تماما وأمام نظر الأهالي.
محمد علي احد سكنة محلة 339 اكد للمدى بان امطار امس جعلت المياه تنفذ علينا من خلال النوافذ وبصورة لا يمكن السيطرة عليها بعد ان عجزت الدوائر الحكومية من تقديم يد العون، وبين علي ان العائلة المكونة من 18 فردا لجأت بالكامل الى الطابق الثاني ،وقاموا بعمل مضلة كبيرة على السطح لحفظ بعض الأثاث المهم الذي لم يستوعبه الطابق الثاني، وبشأن المساعي الحكومية لإنقاذهم هز يده علي ضاحكا ومتسائلا: اين كانت الحكومة عن ما يحدث في فصل الصيف؟ لماذا لم يجددوا شبكات المجاري بعد ان عاشت البلاد أزمة الفيضانات في العام الماضي؟،اين المليارات التي صرفت وعلى من؟،هل يطالبونا بانتخابهم مرة أخرى وهم من أوصلونا الى هذا الحال، وردا على سؤال المدى بشأن المبالغ التي خصصتها الحكومة وهي مليار دينار لكل محافظة، رد علي قائلا كل بيت من بيوت زقاقنا سعره لا يقل عن 400 مليون دينار، وهناك بعض البيوت قد انهارت فماذا يساوي هذا المبلغ إزاء زقاق فكيف الحال إزاء محافظة بكاملها كما يقول المواطن.
وبغداد أمام المسؤولين تلتحق بمحافظات الجنوب ليغنوا معا: اني أغرق..... أغرق.......... أغرق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram