"عبر السبعينيات، كان هناك ضجيج متصاعد من عدم الرضا، وأصوات صاخبة تتذمر من الاوضاع السائدة في العالم: البيروقراطية السوفيتية، الديكتاتورية في اميركا الجنوبية، الضعف في النقابات البريطانية – بخصوص الديمقراطية،
او التذمر من اي امر وان كان بسيطا في الحياة اليومية مثل: اصوات مزعجة، الضغط على عدة ازرار للحصول على مكالمة هاتفية وغيرها" هكذا يبدأ المؤلف كتابه عن اعوام السبعينيات مضيفاً: ان القادة السياسيين كانوا اكثر ميلا الى المواقف الشاذة الغريبة للعديد من القضايا السياسية.كان هناك في اميركا الرئيس نيكسون، صاحب سياسة الانفراج في القضايا السياسية الدولية، والذي زار الصين، ويتصل بعد غروب الشمس بالموظفين الادنى، وبشكل استثنائي (في ليلة ما اتصل بخمسين منهم)، او يدخل في نقاشات مع اعضاء إدارته، يسأل عمن موجود منهم في الولايات المتحدة الامريكية او في مهمة خارجها ومن الذي سيغادرها قريبا. ومكالماته تلك تسجل حسب النظام الخاص الذي وضعه لحمايته او تبرئته امام الاجيال اللاحقة (وهي لم تنفعه قط بعدئذ).اما في المملكة المتحدة، فبدأت الانتقادات الجارحة تنهال على هارولدويلسن رئيس الوزراء، من قبل مساعده الشخصي مارسيا ويليامز. كما ان التضخم منها ارتفع الى 20%. ويعتقد ويلسن ان الولايات المتحدة بأجهزتها السرية وحكومة جنوب افريقيا يحاولان النيل منه، وان السوفيت يتنصتون عليه إلكترونياً بواسطة سفن الصيد في جزيرة سيسلي. كما ان بعض افراد المخابرات البريطانية يعتقدون ان ويلسن يعمل لصالح المخابرات السوفيتية!وفي الصين نجد صراعاً بين ماوتسي تونغ ولين بياو، والدولة التي تعتبر الاكثر سكاناً في العالم، كانت تحكم من قبل شخصين مريضين بالوسواس، الواحد منهما يتآمر ضد الآخر من اجل إسقاطه.وفي السبعينيات ايضا، نجد عيدي امين في اوغندا، بينما الرئيس نغوما يلغي البنك الوطني في غينيا الاستوائية ويعدم مديره السابق ويسيطر هو شخصياً على خزانة البلاد.اما النخبة السياسية والاجتماعية فكانت متشائمة جداً في اميركا. ويكتب آنذاك البروفيسور بيترغونتر من جامعة تكساس، "بعد 30 عاما ً سيكون العالم بأجمعه، باستثناء اوروبا الغربية، شمال اميركا واستراليا، في حالة مجاعة". والحرب بين مصر واسرائيل في عام 1973، تهدد النفط، وتثير التساؤلات حول انتهاء الحضارة. وفي ذلك العقد من الزمن برزت بادرمينوف، اي الألوية الحمراء والتوبوماروس، (واطفال آخرون أشرار من اتباع شي جيفارا. والثوري البريطاني طارق علي يمتدح قيام المتمردين بإعدام السفير الالماني في غواتيمالا. وفي عهد إدوارد هيث، رئيس الوزارء الذي جاء في اعقاب ويلسن، صدرت خمسة بيانات حالة طوارىء، بعد 23 عاماً لم يعلن فيها غير بيانين. وتتحول شمال ايرلندا من محافظة مضطربة الى منطقة حربية.وفي السبعينيات انتشرت تنبؤات تتوقع عدداً من الانقلابات. ويتذكر المؤلف عودته الى لندن آواخر عام 1973 وقرأ العنوان الرئيسي في صحيفة سبيكتيتر يقول، " انقلاب عسكري في بريطانيا!" وكانت تلك الفكرة متداولة بين كبار الصحفيين، والضباط الكبار ورجال السياسة والاعمال. كان وين قد وصل لندن مع غيتاره ناسيا ان الستينيات انقضت وجاءت كآبة السبعينيات ويتحدث عن ذلك قائلا، انه كطالب شيوعي آنذاك، كنا اصدرنا في عام 1975 ملصقا يقول، "التاريخ بجانبنا" وكان يحمل رسماً لاصابع يد تشير الى البرتغال، فيتنام، موزمبيق، انغولا وكمبوديا. كما ان اللورد كالفونت، قدم وثيقة (فيلم مصور)، يظهر فيه واقفاً عند قبر كارل ماركس، معلنا ان الشيوعية ستصل آجلا ام عاجلاً الى بريطانيا.وفي السبعينيات انتعشت حركة تحرير المرأة، وأدت الى مشاكل عديدة اجتماعيا، والى تغييرات في السلوك الاخلاقي بصورة عامة.وحدثت آنذاك في اميركا، ضجة بسبب احتجاج لجنة الكنيسة على بعض الاعمال السيئة التي ترتكبها الحكومة ومنها العمليات غير الشرعية التي تقوم بها اجهزة الـ FBI و CIA في الداخل والخارج. وكان ذلك التقرير يفوق بكثير عما يعتقده الناس، اذ تظهر ملفات الـ FBI، حوالي 500000 افراد او مجموعات. والاسوأ من ذلك ان تلك الاجهزة تدخلت عمداً لتصفية منافسيها. وكانت فضيحة ووتر غيت احدى ثمار تلك السياسة. rnعن النيويورك تايمز rnrn rnrn rn
السبعينيات.. أعوام الضجيج والصراعات
نشر في: 13 أكتوبر, 2009: 06:08 م