أبو كاظم  أبدى  اعتراضه على عمل نجله  الصحفي  طالبا منه البحث عن عمل آخر ليكون اكثر تأثيرا في إيصال صوت  الشعب إلى المسؤولين ، واقترح الرجل البالغ من العمر 79 عاما ان يتحول الإعلاميون  إلى "عرضحالجية " ويتخذوا مواقعهم أمام مقار الدوائر الرسمية والأحزاب  المتنفذة في الحكومة  عسى  ان تكون هذه الوسيلة هي  الأفضل لسماع صوت المظلومين من تدني الخدمات و"التدهورات" في كل المجالات كافة ، على حد قوله ، مستذكرا أغنية الراحلة وحيدة خليل "منين ابديلك  واسولف قصتي" .
قصة أبو كاظم  تتلخص  بمطالبته  بتعويضات عن أضرار لحقت بمنزله في حي الدورة نتيجة تعرضه لانفجار بعبوة ناسفة  نفذها  "إرهابيون ما يخافون الله " وتفاصيل القصة تتضمن الإشارة إلى  اضطراره  لترك الحي  وبيع البيت  والسكن في حي  المعالف الخالي من أدنى الخدمات البلدية ، والرجل قبل ان يستسلم لمرضه المزمن ومنذ عام 2007 راجع "الدواير" وطرق  أبواب المسؤولين  حاملا طلبه المكتوب بالبنط الأسود العريض لإسعاف طلبه ، وفشل في  الوصول إلى الهدف لأن جميع المسؤولين  أصيبوا بالطرش  لكثرة سماعهم أصوات انفجارات المفخخات والعبوات ، واطلاق النار في الهواء احتفاء بزفاف ابن المسعول الفلاني  أبو الزيج الهدل على الآنسة المصون كريمة القيادي في حزب  يتبنى فكرة تحريم  ارتداء ربطة العنق " الباينباغ ".
 حاول الصحفي ان يقنع أباه  بسلطة الإعلام الرابعة ودوره في عرض الحقائق والمعلومات  ووضعها أمام أنظار المسؤولين ، واستنادا إلى الضوابط والتعليمات والإجراءات ، تتم الاستجابة لطلبات المواطنين بسياقات إدارية معتمدة منذ القدم ، فرد الأب  برواية حادثة قديمة  هو بطلها  يوم كان يعمل  رزاما في دائرة  البريد في الباب الشرقي ، وتعرضه لعقوبة  إدارية لأن صحيفة محلية نشرت شكوى لأحدهم على الدائرة اتهمها بانها السبب في  ضياع طرد ارسل إليه من بيروت، يتضمن مطبوعات وجرائد وعدة كتب ، وبعد التحقيق   تبين ان الطرد ارسل إلى جهة رقابية وهي المسؤولة عن ضياعه ، ورغم ذلك  صدرت العقوبة احتراما للسلطة الرابعة .
أبو كاظم   وأثناء الحديث مع نجله ابدى جل احترامه للسلطة الرابعة ، لالتزامها بنشر الشكاوى من  من دون استيفاء  أجور ، ولكن المصيبة في تجاهل  المسؤولين ما ينشر ، على  الرغم  احتفاظهم بمكاتب إعلامية يعمل فيها عشرات الموظفين والمستشارين ، تفرغوا لكتابة البيانات المنددة  بالإرهاب ، وتوجيه برقيات التعازي لمسؤول كبير لموت خالة زوجته  أثناء تلقيها العلاج في العاصمة البريطانية ، وفريق آخر من منتسبي المكتب تخصص برفع  التهنئة في الأعياد والمناسبات .
 الرجل علّق آماله في استجابة المسؤولين لتنفيذ طلبه  على وجود عرضحالجي شاطر يجيد كتابة العريضة تجعل المسؤول  ينصب الجادر أمام مقر دائرته  لاستقبال المراجعين لتلبية طلباتهم بأسرع وقت ممكن ، وأبو كاظم لا يستبعد ان  يبادر" أبو الزيج الهدل"  بنصب  الجوادر،  تزامناً مع بدء   العد  التنازلي لموعد خوض الانتخابات التشريعية .