اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ( قائد ضرورة )..آخر

( قائد ضرورة )..آخر

نشر في: 22 نوفمبر, 2013: 09:01 م

أحياناً وحين يعجز " المتناقشون " عن إيصال النقاش الى نقطة التقاء او تفاهم كامل ، يتحول النقاش الى مهاترات كلامية تقود أصحابها الى الوقوع في الخطأ وزلات اللسان ، وقد يتحول الأمر الى مشاجرة او مقاطعة او يصمت طرفاً النقاش ويبقى الموضوع معلقاً ..
يحدث هذا لدينا كثيرا حاليا فاغلب الناس يؤمنون بقناعاتهم الشخصية فقط ويظنون ان مايقولونه هو الرأي الصائب ولايعلمون انهم بذلك يحجبون الحقيقة بغيوم التعنت والمكابرة والإصرار على الخطأ ..اقول هذا بعد ان شهدت نقاشاً بين زميلين في احدى الدوائر تحول الى جدال ثم الى شجار لأن احدهم قال انه لن يعاود انتخاب المالكي مهما حصل لأنه منحه فرصتين – حسب قوله – ولم يحقق شيئا من وعوده لشعبه بل قادهم الى مصير اسوأ ، فانبرى الثاني يدافع عن المالكي قائلا ان الشعب متعجل ولحوح ولم يمنح رئيس وزرائه مساحة زمنية كافية ليختبر فيها أعماله ونواياه فالفترة التي قضاها في الحكم كانت مشحونة بالمتاعب ولم يكن قادرا على البناء وهو محاط بالمخربين من كل صنف ونوع الوهم الارهابيون ويعقبهم المنافسون الذين يريدون ان يعتلوا كرسي الحكم بدلا منه ...
لم يطق الاول صبرا فاحتد في النقاش سائلا زميله عن مدى الفترة التي يريدها المالكي ليفصح عن نواياه الطيبة ويقدم أعماله المخلصة ..ألا تكفيه دورتان ؟..هل تمكن من تقريب الآراء المتضادة في حكومته ليعمل الجميع معا من اجل خدمة البلد ام ضاعف من جرعات الطائفية ودكتاتورية الرأي والاستخفاف بالشعب ؟..هل اسكن المتجاوزين في مجمعات سكنية هو قادر على بناء مثلها بسهولة في مساحات العاصمة المتروكة العديدة ام تركهم عرضة للحر والبرد والمطر والإهمال .؟.هل حارب الإرهاب بأحدث وسائل التكنولوجيا من كاميرات مراقبة واستخبارات متخصصة ام اكتفى باستيراد (سونارات ) فاسدة ؟..هل حاول ان يمتص غضب المعارضين له بالحوار معهم وتنفيذ طلباتهم بدل ان يحولهم الى أعداء له بالبطش بهم وبـ ( الديمقراطية ) في آن واحد ؟...
لم يطق الثاني صبرا ايضا فحول جداله مع زميله الى شجار بمحاولة انهائه بعبارة مستفزة :" مهما يكن ..ليس هناك من هو افضل منه ..سننتخبه "
هنا استشاط الثاني غضبا وصرخ بزميله : " سيتحول الى دكتاتور آخر ..وستبكون دما من اجل اسقاطه ذات يوم .."
انتهى نقاش الزميلين بشجار ثم خصام وساد الصمت ليفجر في داخلي الف سؤال ..لماذا نواصل الايمان بالاشخاص دائما دون القيم والمباديء ؟...لم لانؤمن بان اغلب الذين يصلون الى السلطة ينسون القيم والمباديء ويعملون لأنفسهم فقط ؟ حتى من يبدا منهم مخلصا ربما يركب موجة الانانية ثم التعصب وبعدها الديكتاتورية ونبدأ من حيث انتهينا ...
اليس من الافضل ان نؤمن بالوطن ..بحقوق الشعب ..بحريته وديمقراطيته ونبحث عمن يمثلها حقا واربع سنوات تكفي للكشف عن نوايا من نختاره ولاداعي لنعطي المالكي ولاية ثالثة لنجعل منه قائدا ضرورة آخر ..
ماذا يحدث ايضا لو حاول طرفا النقاش ان يتركا مساحة من المرونة ليستقبلا من بعضهما البعض الاراء المضادة ثم تبدا مرحلة البحث عن الحقيقة بالسؤال والتقصي ، وبعد فترة ، وحين يلتقي الطرفان ويثار نقاش جديد يكون لكليهما خزين من المعلومات الدقيقة فيصبح النقاش علميا ويتحمل كل طرف منهما الاستماع الى عيوبه وتصحيح آرائه الخاطئة وصولا الى تفاهم يخدم المرحلة التي تحتاج منا الى التفاهم والتواؤم بعيدا عن التناحر والتصادم والعناد ..وليتحمل كل منا لسعة الحقيقة مهما كانت لاذعة فهي تشبه النحلة تمنحنا العسل مقابل ان نتحمل لسعات ابرتها ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram