البرنامج مفردة أخذت تتردد بكثرة هذه الأيام في اطار استعداد القوائم لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة نهاية نيسان من العام المقبل. والمفردة قريبة من البريج في اللهجة الدارجة. وفي الذاكرة الشعبية العراقية مثل متداول" بركَان جامع الازبك "، وقصة المثل تشير الى ان تلك الأباريق مكسورة "البلبولة" الأمر الذي يؤثر في قضاء الحاجة ، وإصلاح البلبولة يمكن ان يكون شعارا انتخابيا لقائمة طالما اتهمت خصومها السياسيين بالوقوف وراء غلق المجاري ، بدعم من بعض دول الجوار لتنفيذ أجندة تستهدف الإطاحة بالزعيم الفلاني صاحب البرنامج الابريج في إعادة البنية التحتية المدمرة .
قبل إجراء انتخابات عام 2010 اطلع معظم العراقيين على البرامج الانتخابية وكانت تتضمن رفع المظلومية عن المتضررين من ممارسات النظام السابق ، وإقامة مشاريع سكنية ببناء ملايين الدور والشقق لتوزع بين الفقراء والمساكين وسكان العشوائيات. وورد في البرامج تحسين الواقع الاقتصادي ليصل العراقيون الى مرتبة من الرفاه والسعادة تفوق شقيقهم الإماراتي ، وتناولت البرامج (بعد التحوير "الاباريج") الملف الأمني باعتماد خطط جديدة لإدارته ، من شانها القضاء على الإرهاب وحواضنه في جميع المدن العراقية ، وخاصة في المناطق الغربية.
تحتفظ ذاكرة الناخبين بتفاصيل البرامج ، لأنها وزعت باليد مع كارت التلفون ابو العشرة وفي بعض الأحيان مع نسخ من القران الكريم ، وسبحة 101 لا يتسلمها الناخب الا بعد القسم بكتاب الله = بانه سيمنح صوته للقائمة الانتخابية المعبرة عن تطلعاته والحريصة على تلبية مطالبه. وعلى خلفية هذه المسرحية التي تتكرر مشاهدها كل اربع سنوات في "العراق الديمقراطي" اكتشف الكثير من الناخبين بان البرامج بدون بلبولة بمعنى اخر مثل "بركَان" جامع الازبك تبطل الصلاة .
دعا إعلامي يعمل في مكتب مؤسسة أجنبية بالعاصمة مفوضية الانتخابات لان تضع شروطا جديدة لتسجيل الائتلافات والكيانات تنص على الزامها باحترام شبكة التصريف الصحي وعدم التعرض لها لأنها أصبحت بيئة ملائمة جدا لتبادل الاتهامات بين الساسة، وفتحت المجال لاحتدام الصراع والتنافس بين القوائم الانتخابية ، ولم يستبعد الإعلامي في حال حصول اتفاق بين رؤساء الكتل النيابية الجديدة على تعديل الدستور إقرار مادة دستورية حول المجاري تنسجم مع التوجهات الديمقراطية .
"بلبولة" القائمة الانتخابية ستفرض حضورها بقوة في عملية التصويت ، لأنها أي "البلبولة " ستكون عاملا مهما في كسب أصوات المزيد من الناخبين لشعورهم بان كل البرامج السابقة المعلنة لم تتحقق والجديد منها المتعلق بالمجاري يمكن ان يجد طريقه للتنفيذ ، وهذا التحول في مزاج الناخب وتحديد خياراته من الضروري ان تلفت له القوائم وتختار البلبولة المناسبة لخوض معركة التنافس المقبلة، فعن طريق "البريج ابو البلبولة" سترتفع الأكف بالدعاء لنصرة المخلصين العاملين على رفاهية شعبهم ، وحينذاك ستحصل قائمة "ابريج ابو البلبولة" على أغلبية مريحة تؤهلها لطرح مرشحها لتشكيل الحكومة المقبلة ام بلبولة .
"ابريج" انتخابي
[post-views]
نشر في: 23 نوفمبر, 2013: 09:01 م