اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > صرخات فـي الليل... | القسم الأخير |

صرخات فـي الليل... | القسم الأخير |

نشر في: 24 نوفمبر, 2013: 09:01 م

بغداد / المدى عاش الدكتور عصام ليلة رهيبة ... وعندما ظهر نور الصباح كانت عيناه قد انتفختا من السهر والتفكير ... وقد تناهى إلى سمعه أصوات أقدام تصعد سلالم العمارة وعندما تأكد من ذلك كاد أن يسقط إلى الأرض ظناً منه ان رجال الشرطة قد جاؤوا للقبض عليه

بغداد / المدى

عاش الدكتور عصام ليلة رهيبة ... وعندما ظهر نور الصباح كانت عيناه قد انتفختا من السهر والتفكير ... وقد تناهى إلى سمعه أصوات أقدام تصعد سلالم العمارة وعندما تأكد من ذلك كاد أن يسقط إلى الأرض ظناً منه ان رجال الشرطة قد جاؤوا للقبض عليه . ! ولم يطل انتظاره كثيرا ً ... أخيراً دق باب الشقة ... مرة ... ثم مرة أخرى ... ولم يرد الدكتور عصام ... سكت حتى يوهم الطارق بأن لا أحد في الشقة ... لكنه ذهل عندما سمع الطارق يقول :
افتح .. أنا أعلم أنك بالداخل !

ارتجف بشدة ... اقتــــرب من الباب كأنه منـــــــوم مغناطيسياً ... وهمس مــــــــن الطـــــارق ؟ 

جاء الرد المخيف : أنا الأستاذ محمد!! 
تهالك على أقرب مقعد ... ودفن رأسه بين يديه في تعاسة بالغة ... بينما كان الأستاذ محمد يجلس أمامه منتظراً بهدوء ... وأخيراً قال له : 
لم تردّ على سؤالي ؟ 
نظر الدكتور عصام نحوه بيأس ... فعاد محمد ليسأله : 
قل أولاً لماذا قتلتها ؟ 
صمت الدكتور عصام دقيقة ... وكأنه سيعرض فيها تفاصيل ما حدث ... وأخيراً تكلم ... فقال : 
هي التي جعلتني أفكر في التخلص منها ... أنا إنسان مسالم لا أجرؤ على ذبح دجاجة ... هي التي جعلتني قاتلاً ... جعلتني قاتلها ... لقد تزوجتها عن حب ... وعشت لها زوجاً مخلصاً أرعاها وأحيطها بالحب والحنان ... رغم أنني اكتشفت بعد الزواج أنها لم تكن الزوجة المثالية التي أتخيلها أو أتمناها ... وكشفت لي عن حقيقتها القبيحة بعد أن اكتشفت أنني محروم من نعمة الإنجاب ... كانت هوايتها المفضلة أن تسخر مني كل ليلة ... وتعايرني بأنني محروم من الإنجاب ... رغم أن هذا شيء لا إرادة لي فيه ... وظللت أتحمل سخريتها لي كل ليلة ... لكن الكيل كان قــــــــد فاض ولـــــــــم أستطع ... ففكرت في التــــــــخلص منها ... والانتقام في الوقت نفـــــــسه . 
سأله محمد : كيف قتلتها إذاً ؟ 
فكرت في أستغلال عادتها في القراءة وهي تستحم في البانيو ... كنت كل يوم أقوم (بتفتيت) أحد أجزاء سلك المصباح التي تقرأ على ضوئه ... حتى تآكل ذلك الجزء ... وفي ليلة الحادث دخلت إلى الحمام كعادتها بعد أن حملت الكتاب والمصباح ... وبعد قليل دخلت أنا الحمام بحجة البحث عن معجون الأسنان الذي أستخدمه ... كانت مشغولة في القراءة وهي ترقد داخل البانيو ... ودون أن تشعر قمت بإزاحة الجزء المتآكل من سلك المصباح إلى المياه فتكهربت مياه البانيو ولقيت زوجتي مصرعها في الحال ... صعقتها الكهرباء ، وعندما تأكدت من موتها ... صرخت أستنجد بالجيران زاعماً ان الحادث وقع قضاءً وقدراً ... 
كان محمد يصغي باهتمام شديد لاعتراف الدكتور عصام بأنه قتل زوجته ... وبعد أن التقط أنفاسه المتهدجة قال : ها أنذا اعترفت بجريمتي ... وأنا الآن أستطيع أن أذهب معك إلى مركز الشرطة وعلى استعداد ان أتحمل العقوبة التي سيفرضها القانون ... حتى لو كانت ( الإعدام ) !! ، لكنه توقف مذهولاً في الكلام وهو يشاهد الأستاذ محمد يغادر مقعده فجأة ويتجه نحو الباب منصرفاً ... فسأله مذهولاً : 
لكن كيف ساورتك الشكوك وعلمت بأنني قتلت زوجتي ؟ 
رد الأستاذ محمد : أبداً ... لقد قرأت عن حادث مصرع زوجتك في الصحف المحلية ... عاد الدكتور عصام ليسأله بذهول : 
ألم يخبرك مديرك بالحادث ؟ ابتسم محمد بغموض ... وقال له وقبل أن ينصرف ويغلق الباب خلفه . من قال لك أنني ضابط شرطة ؟ ! 
لم يصدق الأستاذ عصام نفسه ... لقد انصرف محمد بعد أن ألقى في وجهه بهذا الاعتراف الغريب ... وبعد أن اعترف له عصام بأنه قتل زوجته ... مرت أشهر ولم يحدث شيء ... بل أن الأستاذ محمد نفسه اختفى ولم يعد يظهر في المقهى ... فعاد الدكتور عصام لممارسة حياته الطبيعية ... وذات يوم فوجئ وهو يجلس في المقهى بحضور الأستاذ محمد ... الذي كان يرتدي بدلة سوداء أيضاً وربطة عنق سوداء وبعد أن جلس محمد وتبادل معه التحية وهو متوجس ... سأله متردداً :
لماذا لم تظهر في المقهى طوال الأشهر الماضية ؟ 
قال محمد بحزن : لقد وقع حادث مؤسف لزوجتي ... قضاءً وقدراً ... لقيت مصرعها وهي تستحم في البانيو !! 
وقبل أن يفيق عصام من ذهوله ... غمز محمد بأحدى عينيه ... وزالت علامات الحزن من على وجهه ... وهمس له :
أشكرك ... على فكرتك ... 
اعتاد ضباط التحقيق أن يعقدوا اجتماعا أسبوعياً في الشرطة العامة لمناقشة ظواهر الجريمة... وقد لاحظ ضابط تحقيق شرطة الصالحية تشابه جريمة الصالحية مع الجريمة التي حدثت في الجادرية وبرز عامل الشك من خلال النقاش فطلب من مدير الجنائية والحركات تشكيل فريق عمل للبحث والتقصي عن أسباب الحادثتين والبحث عن الفاعلين في الجريمتين ، وبعد مراقبة مستمرة وجمع معلومات عن الزوجين طلب من قاضي التحقيق فتح التحقيق مجدداً بالقضيتين ....... وبعد إلقاء القبض على الدكتور عصام ومحمد ومواجهتهما بالحقائق والأدلة التي توفرت لدى الشرطة . اعترفا بجريمتيهما الشنيعتين وأحيلا إلى محكمة الجنايات لينالا عقابهما الصارم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram