انخفاض أسعار الدور السكنية  في المناطق التي تعرضت للفيضان إلى 40%

لاتزال تداعيات غرق العديد من المناطق السكنية في بغداد تلقي بظلالها على أصحاب الدور السكنية نتيجة الحالة المأساوية التي عاشتها تلك العوائل بسبب غرق محلات سكنية بأكملها لفترة تجاوزت الأسبوعين، مما جعل العديد يفكر ببيع دورهم وهجرة المنطقة بحثاً عن مكان آخر .
العديد من تلك العوائل فكرت بهذا الحل الجذري لعلة يوفر لهم ولعوائلهم حياة طبيعية في بلد الأزمات والنكبات ؛ هذا التفكير أصبح حالة عامة في جميع المناطق التي طالتها فيضانات غزوة الأمطار مما أدى إلى عرض أكثر من 380 دارا سكنية في منطقة الشعب وحي أور والصحة والجزائر والجمعيات في شمال شرق بغداد لتنخفض أسعارها إلى أكثر من 40% من أسعارها الحقيقية ،في حين انخفضت أسعار الإيجارات إلى أكثر من 70% ،بل حتى أصبحت أماكن غير مأهولة بسبب هجرة العديد من العوائل إلى مناطق أخرى بعد أن أصبحت دورهم السكنية عبارة عن برك آسنة داخل غرف سكناهم لاسيما أصحاب الدور ذات الطابق الواحد.

عمليات بيع جماعي للبيوت

أبو لطيف صاحب مكتب دلالية في منطقة الشعب أشار إلى أن عشرات الدور السكنية حالياً التي تقع ضمن المحلات التي تعرضت للغرق عرضها أصحابها للبيع .وتوجد لدينا أكثر من 80 دارا سكنية معروضة للبيع وقسم منها للإيجار ،ونتيجة هذا الوضع فقد انخفضت أسعار تلك الدور انخفاضا شديدا لتصل أحياناً إلى أكثر من 30% أو أكثر، فقيمة الدار التي كانت تعرض بـ(280) مليون دينار التي تبلغ مساحتها 150 مترا وبناؤها حديث جدا تعرض الآن بسعر (180) مليوناً ، ومع ذلك لا يوجد مشترون لها حالياً ،واعتقد أبو لطيف أن هذا العرض وعملية البيع الجماعي سيستمران مع بقاء هذا الوضع على ما هو عليه الآن. 

أم نيبل من سكنة منطقة الشعب تحمل مع أبنائها طلال وسيف وهديل أمتعتها البسيطة للبحث عن مكان آمن لعائلتها تحدثت للمدى قائلة :ان الفيضان اصبح كابوسا يراودنا مع حلول موسم كل شتاء وكل عام نغرق ،ووعود الحكومة في تعويض المتضررين مرهون باتخاذ الموافقات الرسمية وإحضار المستمكات الرسمية مع المستمسكات الأربعة ومزاجية موظفي القائممقامية والمراجعات المذلة ، وبصريح العبارة تشير أم نبيل ( حكومة جذابة تعيش على الفساد وتجذب على الناس ) وتتساءل لماذا تغرق هذه المناطق منذ أكثر من عشر سنوات .وإن صدقوا القول وتم التعويض فكيف الحال في الشهور المقبلة؟ وحتى إذا صرفت فتصرف بالمزاجية والمحسوبية ،وإذا كانت هناك جدية وصدق في التعويضات نطالب بالتعويض الفوري.

مياه المجاري مع مياه الأمطار

أبو سجاد مواطن آخر من منطقة حى أور محلة326 أكد أن المنطقة مازالت تعاني من فيضان الشوارع وغرق العديد من المنازل جراء هطول الأمطار منذ عدة أيام، لافتا إلى ان المنطقة أصبحت تفوح منها روائح كريهة جداً، وذلك بسبب اختلاط مياه المجاري مع مياه الأمطار،مبينا أن هذا الأمر تسبب بأمراض انتقالية جراء نقص الخدمات وفشل الأجهزة المتخصصة في تقديمها للمواطنين من دواء أوغذاء ،وأن الأمر اقتصر على سحب المياه فقط بحسب قول أبو سجاد. 

المهندس محمد عباس ( معماري ) يشير إلى ان عملية غرق المحلات السكنية لا يعنى ان الحلول تنجح فى سحب المياه ،فهذا مجرد إجراء فوري ، لكن المطلوب إيجاد حلول فورية وسريعة للحد من تكرار هذه الحالة فى جميع المناطق السكنية، لكن من المؤسف حقاً لا توجد خطط أو تخطيط سليم وإنما الأمر يتم بالقرارات السخصية والحلول الترقيعية. 

خلدون قاسم مواطن آخر يطالب بأن يكون التعويض فوريا وواقع الحال هو المعيار الحقيقي لصرف التعويض لكل متضرر لكى نضمن جدية وحقيقة حرص الحكومة على صرف التعويضات للمتضررين ولن تذهب فى أروقة الاجتماعات المغلقة والحسابات الكيفية ،مطالباً بأن يقوم كل محافظ بتشكيل لجنة وتسليم المبلغ نقداً للمتضررين .

خسائر بمئات الملايين في مخازن جميلة 

وعن الخسائر المادية التي تعرض لها العديد من التجار والمستوردين من المواد الغذائية خصوصاً في سوق جميلة التجاري فقد فقدت بضائع تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات، نتيجة غرق العديد من المخازن المنتشرة في تلك المنطقة التجارية، حيث طالب عدد من التجار الحكومة بالتعويض ؛ ويرى عباس الدراجي ان الأضرار كبيرة ،وهذا الحال أصبح مقلقا لعملنا وأموالنا رغم اتخاذنا العديد من التدابير والإجراءات الاحترازية لمنع تعرض المواد الغذائية إلى التلف أو الغرق، لكن الحال يزداد سوءا بعد كل فترة ،وهذه الفيضانات التي حصلت في مناطق جميلة والمشتل وغيرها ألحقت الضرر بالعديد من تجار الجمالة للمواد الغذائية.

المهندس احمد نائل وهو متخصص في المجال النفطي يطلع المدى على عدد من المواقع الرسمية للوزارات ذات الشأن المتخصص يشير إلى إعداد خطط طوارئ للتصدي للفيضانات ،وهذا ماجرى في عام 2013 تحسباً لموجات الفيضانات المتوقعة، ويسأل نائل أين نتائج هذه الخطط والتخصيصات المالية التي أنفقت عليها؟ وإن كانت هناك أموال قد أنفقت يقول نائل ( أين ذهبت ) ؟وإن لم تنفق فلماذا يتم الإعلان عبر المكاتب الإعلامية عن الإنجازات .

نحتاج إلى خارطة طريق

المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور زياد طارق أوضح لـ( المدى ) ان "البيان الخاص في الوزارة والمتضمن تهيئة مروحيات وسمتيات لغرض نقل المصابين هو مشروع جارٍ العمل به من خلال وجود مهابط للطائرات في عموم المستشفيات الكبرى المنتشرة في جميع المحافظات ،وأضاف طارق ان "الوزارة عقدت لقاءات مع شركات متخصصة في هذا المجال ومنها شركة ألمانية لكن العمل في هذا المشروع ( الاتفاق مع إحدى الشركات الكبرى لغرض شراء الطائرات ) يتطلب أيضاً خارطة طريق يعني يجب أن تكون هناك موافقات لخط الملاحة الجوية لحركة الطيران والموافقات الأمنية التي تخص عمل هذه المنظومة وحرية التنقل على مدار 24 ساعة."وأكد طارق ان الوزارة لديها خطط متكاملة لحالات الكوارث ولكن حسب اختصاصها، أي من خلال تواجد الكوادر الصحية والتمريضية وتهيئة خزين متكامل من الأدوية والأجهزة المختبرية وغيرها من الخطط الساندة.

البلديات: 63 مشروعاً للصرف الصحي

فى حين اعلنت وزارة البلديات وعبر موقعها الرسمي خبراً نصة في 3/11/3013ان وزيرها تفقـد ميدانيـاً استعدادات دوائر الوزارة لموسم الامطار في محافظات الديوانية والنجف والحله،مضيفة انه تفقد ميدانيـاً استعدادات دوائر الوزارة لموسم الامطار في محافظات الديوانية والنجف والحلة.

تجول المهندس عادل مهودر راضي وزير البلديات والاشغال العامة وسط اجواء ممطرة في احياء محافظات الديوانية واطراف النجف والحلة لتفقد استعدادات دوائر الوزارة لموسم الامطار،وأكـد الوزير مهودر خلال جولته الميدانية بأن الوزارة وضعت كل الامكانيات لمواجهة اية امطار او كوارث قـد تحدث لا سامح الله من خلال تزويد المحافظات بالأليات التخصصية وغيرها من الامور التي تساعد في سحب المياه بالإضافة الى معالجات وقتية لسحب المياه الى الاماكن المنخفضة ،مشيرا بأن هذه المعالجات وقتية ريثما تنتهي مشاريع تصريف الامطار التي تنفذها الوزارة في كل المحافظات والتي وصل قسم منها الى مرحلة الانجاز الكامل وستفتح بعضها العام الحالي، فيما سيشهد العام القادم انجاز ما يقارب من ثمانية مشاريع مع مضي الوزارة في احالة مشاريع الصرف الصحي وتصريف مياه الامطار الى التنفيذ والتي بلغت (63) مشروعاً.

التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية

وأشارت الأمانة إلى انه تم الانتهاء من أعمال إنشاء البناية المركزية الخاصة بتشغيل المشروع والإدارة المزودة بمنظومة (plc) التي تسيطر على جميع فعاليات المشروع بصورة (أوتوماتيكية) إلى جانب احتوائها على منظومة السكادا (scada) التي تمكن الملاك المشرف على إدارة المشروع من المراقبة والتشغيل عن بعد (قد تكون من مبنى أمانة بغداد في ساحة الخلاني أو أي بنابة أخرى) ،وتواصل العمل في إنشاء الغرف الداخلية للمشروع من خلال صب المسارات بالصب الخرساني وإنشاء منظومة الإنارة وشبكات تصريف المياه الداخلية ومياه الأمطار داخل المشروع و إن تصميم المشروع تم بالتعاون مع شركة (واترلو) البلجيكية التي تعد واحدة من كبريات الشركات العالمية المتخصصة واعتماد معدات من افضل المناشئ الأوروبية المعروفة عالمياً في معالجة مياه الصرف الصحي بالطرق التكنولوجية الحديثة .

ونوهت بأن المشروع يتميز بمواصفات عدة ،أبرزها استعمال تقنية التعقيم بمنظومة الأشعة فوق البنفسجية لتأمين التعقيم الدقيق للمياه المعالجة ومنظومة إزالة الروائح و منظومة سيطرة أوتوماتيكية لإدارة عملية المعالجة مع منظومة مراقبة مركزية لعمل المشروع من غرفة السيطرة .وتابعت إن المشروع سيسهم بتقليل كمية المياه الملوثة التي ترمى في نهر دجلة بلا معالجة مع الإفادة منها في سقي المزروعات والأشجار للمنطقة المحيطة بالمشروع فضلاً عن تشغيل الأيدي العاملة وتطوير المستوى الفني للمهندسين والفنيين العراقيين.