وصل قطار الدوري العراقي إلى محطته الخامسة وشهدت منافساته تصاعد وتنازل أداء فرقه ولاعبيه بحيث أن أغلب الفرق حققت الفوز وتعرضت إلى الخسارة وتعادلت أيضاً في مبارياتها الأربع التي خاضتها خلال الجولات الماضية لنصل إلى قناعة تامة انه ليست هناك ملامح واضحة لبطل الموسم الحالي.
هذه الحالة قد يراها البعض ومن حيث المنطق حالة صحية وايجابية جداً تنفرد بها كرتنا العراقية كونها تأتي من خلال تقارب مستويات الفرق المتنافسة ، لكن للأسف، الحقيقة إن تلك الحالة تخفي وراءها العديد من الأمور التي من شأنها أن تجعلنا نعيش حالة من القلق على مستقبل تلك الساحرة المستديرة خصوصا أنها تتدحرج على أديم ملاعبنا التي لا تصلح أن تكون ملاعب لإقامة مباريات كرة القدم قياساً مع ما موجود في ملاعب العالم الأخرى.
من خلال ما تقدم نرى أن فرقنا بحال للأسف لا يسرّ، كون أي منها لم يستطع أن ينفرد بحالة الفوز لأربع مباريات على عكس ما تم تشخيصه من قبل أن هناك فريقاً أو فريقين ينفردان بهذه الخاصية ويحققان الفوز في مباريات عـدة قد تصل إلى سبع مباريات ، لكن أن نرى فرقنا اليوم تحقق الفوز في أول مباراة ثم ما تلبث أن تتعرض إلى خسارة في الجولة الثانية لتعود وتتعادل في الجولة الثالثة هذا أمر يدعو إلى الوقوف وقفة جادة وحقيقية لمناقشة تواضع المستوى الفني الذي أصبح العلامة الفارقة لدورينا بكل أسف.
أول من أمس خاضت 10 فرق من فرقنا في الدوري الممتاز 5 مباريات انتهت جميعها بالتعادل، اثنتان منها سلبياً وثلاث إيجابياً ، وهذا يعد أمراً مقلقاً للغاية ، ففريق أربيل الذي كان يعوّل عليه في المواسم الماضية حقق الفوز في أول مباراتين وتوقع الجميع انه قد يكون هو من يمتلك ملامح البطل لهذا الموسم لكنه عاد ليتعادل في الدقيقة الأخيرة من مباراته أمام النفط بعد أن كان متأخراً بهدفين لهدف، والبعض الآخر رأى إن حامل اللقب هو المرشح الساخن للحفاظ على اللقب لكن للأسف وعلى ما يبدو انه اكتفى باللقب لمرة كل 15 عاما من خلال نتائجه المتواضعة خلال المباريات الثلاث التي خاضها حتى الآن بعد أن حقق الفوز على الزوراء بهدف نظيف ليعود ويفوز على نفط ميسان الصاعد تواً للأضواء بشق الأنفس بهدفين مقابل هدف واحد في الدقيقة الأخيرة من المباراة لكنه أفصح عن تخبطه في مباراته الأخيرة التي خاضها أمام النجف بتوليفة عامرة بنجوم المنتخب الوطني والمحترفين لكنه خرج بنقطة يتيمة من تعادل سلبي وأداء لا يتلاءم مع بطل الدوري!
وهكذا الحال لفرق الجوية والطلبة ودهوك وبغداد التي خرجت جميعها متعادلة في مباريات لا ترتقي إلى مستوى الدوري الممتاز الذي كنا نعول عليه من خلال انخراط جميع هذه الفرق بمعسكرات خارجية صُرفت عليها مبالغ لا تتلاءم مع ما نشاهده على ارض الواقع من أداء فني يلفت النظر ، فيما يعيش فريقا الزوراء وزاخو أسوأ حالاتهما ، فالأول تعرض إلى الخسارة ثلاث مرات وحقق الفوز في واحدة بينما تعرض الثاني أيضاً لثلاث انتكاسات وتعادل في واحدة بعد أن محا تلك اللوحة الفنية الرائعة التي رسمها خلال الدوري المنصرم وكان حقاً حصاناً أسود لنراه اليوم متقهقراً لا يقوى على مجابهة الفرق الأخرى!
وكذلك الحال ينطبق على فريقي المصافي ونفط ميسان فضلاً عن فرق كربلاء والنجف ونفط الجنوب وحتى الميناء الذي قد يراه البعض انه حقق الفوز على الزوراء لكن لم نشهد له خلال 90 دقيقة سوى هدف المباراة اليتيم.
كلمة نقولها بحق أنديتنا: إننا نتمنى أن نرى واقعاً مغايراً لذلك الذي نعيشه حاليا على الأقل لينسينا واقع منتخباتنا الوطنية البائسة بإعدادها ونتائجها ومستواها الفني المتدني الذي أوصلها إلى مركز بائس خلال التصنيف الدولي الشهري.
أين ملامح بطل الدوري؟
[post-views]
نشر في: 25 نوفمبر, 2013: 09:01 م