من المتوقع نشوب موجة من ردود الفعل المتباينة خلال الفترة المقبلة بعد قيام السلطات في أنغولا بحظر الديانة الإسلامية وإصدارها قرارًا يقضي بإغلاق كافة المساجد في البلاد، من منطلق أنه يتعارض مع الديانة المسيحية الرسمية للدولة. وقالت وزيرة الثقافة الأنغول
من المتوقع نشوب موجة من ردود الفعل المتباينة خلال الفترة المقبلة بعد قيام السلطات في أنغولا بحظر الديانة الإسلامية وإصدارها قرارًا يقضي بإغلاق كافة المساجد في البلاد، من منطلق أنه يتعارض مع الديانة المسيحية الرسمية للدولة.
وقالت وزيرة الثقافة الأنغولية روزا كروز إي سيلفا إن المساجد المنتشرة في البلاد التي تقطنها أغلبية مسيحية سيتم إغلاقها لإشعار آخر، ووصفت الإسلام بـ "الطائفة" التي سيتم حظرها نظرًا لتعارضها واختلافها مع الثقافة والتقاليد الأنغولية. وقلت كروز إي سيلفا: "لم توافق وزارة العدل وحقوق الإنسان على تشريع الديانة الإسلامية، وسيتم إغلاق مساجدهم حتى إشعار آخر".
الاستياء بسماحة
وفي استنكار لقرار السلطات الأنغولية بحظر الدين الإسلامي، اعتبر مفتي مصر، شوقي علام، أن هذا القرار "ينشر الكراهية" بين الشعوب.
وقال علام، في بيان صدر عن دار الإفتاء المصرية إن "ما حدث يُعبر عن روح ضيقة وغير متسامحة، كما أنه يمثل استفزازاً، ليس لمسلمي أنغولا فحسب، بل لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم، فضلاً عن أنه يعبر أيضاً عن عنصرية وتطرف وتحريض ضد المسلمين".
وأضاف البيان أن "ما أقدمت عليه السلطات الأنغولية لا يخدم التعايش وحوار الحضارات، الذي يسعى المسلمون إليه، بل يُعد تطوراً خطيراً مناهضاً للقيم الإنسانية والحريات والتنوع الثقافي والتسامح واحترام حقوق الإنسان.. كما أنها تعمق مشاعر الكراهية والتمييز ضد المسلمين وغيرهم".
ودعا مفتي الجمهورية المسلمين في أنغولا إلى "عدم الاستجابة لتلك الاستفزازات، وأن يعبروا عن استيائهم بالوسائل والأساليب العقلانية والحضارية، التي تنسجم مع الصورة الحقيقية المشرقة لسماحة الإسلام، حتى لا تتخذ السلطات ما قد يحدث من ردود أفعال لإثارة المجتمع تجاه المسلمين هناك".وطالب مفتي مصر، في بيانه، مؤسسات المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية وقادة وشعوب الدول، بـ"التصدي لمثل هذه الانتهاكات العنصرية، التي ترسخ الكراهية والعنف بين الشعوب".
نهاية النفوذ الإسلامي
وأشارت صحيفة انترناشيونال بيزنس تايمز إلى وجود تقارير غير مؤكدة تتحدث عن أن المساجد المنتشرة في أنغولا تتعرض لحالة مستمرة من التدمير. وأوردت صحيفة أوسون اليومية، المعنية بالشؤون الدفاعية، على لسان الرئيس خوسيه ادواردو دوس سانتوس قوله: "هذه هي النهاية الأخيرة للنفوذ الإسلامي في بلادنا".
هذا وتقع صدامات بشكل متكرر بين المواطنين المسيحيين والمسلمين في مختلف أنحاء البلاد. وقد تم حظر 194 طائفة أخرى في أنغولا إلى جانب الإسلام الذي يرتبط بأقل من 1 % من السكان، الذين يصل عددهم إلى 19 مليون نسمة، ويعتنق أكثر من نصفهم المسيحية.