TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الصفقة الإيرانية تقود السوريين إلى جنيف

الصفقة الإيرانية تقود السوريين إلى جنيف

نشر في: 26 نوفمبر, 2013: 09:01 م

لم ينتظر أمين عام الأمم المتحدة طويلاً، بعد إنجاز الاتفاق الإيراني الغربي، ليعلن موعد عقد جنيف الثاني الخاص بالمسألة السورية، ما يشي بترابط الملفين، رغم محاولة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي الإيحاء بعكس ذلك، مع علمها وثقتنا بعدم إمكانية فصل المسارات في ملفات الشرق الأوسط، حيث تترابط القضايا الاستراتيجية، وإن اختلفت موضوعاتها، فإيران لاعب رئيس في المسألة السورية، ولولا تدخلها المباشر وعبر حزب الله، لكانت الأحداث في بلاد الشام اتخذت منحىً آخر مختلف تماماً، وإسرائيل لاعب رئيس، لايرغب الغرب بتجاهله في الملفين السوري والإيراني، وكان ذلك واضحاً في انتداب فرنسا لطمأنة تل أبيب، العاملة على استغلال الموقف وابتزاز الاطراف كافة.  
ليس هناك مجال للشك في ترابط الملفين، إذ ليس مُمكناً لجنيف السوري النجاح بدون حضور إيران، ولم يكن حضورها ممكناً قبل إنجاز اتفاق "ولو مرحلي"، يتعلق بملفها النووي، تماماً كما لم يكن مُمكنا لبان كيمون تحديد موعد جنيف السوري قبل حسم مسألة سلاح سوريا الكيماوي، وإطلاق يد نظامها، ومنحه موافقة ضمنية باستعمال أي سلاح آخر، لدحر "الإرهابيين"، الذين يتخذون موقفاً مناهضاً لأي نفوذ تفرضه "الأقلية الشيعية" التي تقود طهران خطاها وتفرض عليها خططها، على الأكثرية من أهل السنة، ومن هنا تبرز أهمية مشاركة حزب الله في معركة القلمون الحاسمة، وما يعنيه ذلك من انتقال تداعيات الأزمة السورية إلى لبنان، وما سينجم عن ذلك من انفجار ساحته، أو ابتداع معادلة سياسية جديدة، تضمن له شيئاً من الهدوء والاستقرار.
لايعني نجاح جنيف الإيراني المبني على طريقة "لاغالب ولا مغلوب"، أو كما ترى موسكو "الكل رابحون وليس هناك خاسر"، أن نظيره السوري سيلاقي نفس النتائج، ذلك أن هناك دولاً وازنة في الإقليم، ترفض إعادة تاهيل النظام الإيراني، ودمجه في المجتمع الدولي، بعد أن كاد ينهار بفعل العقوبات الاقتصادية المؤثرة، فالدول الخليجية تكاد تنفجر غيظاً من اتفاقيتي الكيماوي السوري والنووي الإيراني، وهي ترفض الوقوف مكتوفة اليدين، وتحركها على الساحة السورية واللبنانية بالتبعية مكشوف ومعلن، كما أن للسعودية التي تتزعم هذه المنظومة تأثيرها في العراق، عبر بعض سياسييه الرافضين لأي تأكيد للنفوذ الإيراني المذهبي في بلاد الرافدين، التي ستشهد سخونة مدمرة عشية الانتخابات النيابية المقبلة، أوائل العام القادم.  
قضايا المنطقة مترابطة حتماً، مصر تؤكد أن أمن الخليج من أمنها، رغم اختلاف الموقفين من الأزمة السورية حيث تؤيد القاهرة دحر جماعة الإخوان المسلمين، وأنقره تعيد حساباتها متخلية عن مذهبيتها فتغازل بغداد وطهران، وتأثير الاتفاق الإيراني مع الدول الغربية سيكون واضحاً في العراق ولبنان وسوريا، سواء التزمت طهران بشروط عودتها إلى أداء دور بناء في المجتمع الدولي، أو واصلت نفس سياساتها الإقليمية إن كان عقدت صفقات عقدت تحت الطاولة حول دورها الإقليمي، الذي سيتوضح أكثر في سوريا، حيث اصطبغت ازمتها باللون الطائفي الفاقع، من خلال سعي الغالبية السنية فيها، إلى ما تراه استردادا لما تعتقد بأنه صودر منها منذ أربعين عاماً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram