أبناء قرية" ذيل العجل" في مدينة العمارة وصلوا الى قناعة أكيدة في زمن سابق بان وعود المسؤولين بشمول قريتهم بما كان يسمى بمشروع حملة كهربة الريف مجرد وعود لن تجد طريقها الى التطبيق. وفي ذلك الوقت رددوا اهزوجة " ذيل العجل وياك يا قايد الحملة " فاستاء قائد الحملة المسؤول البلدي وغادر القرية تاركا وراءه عاصفة من الغبار أحدثتها سيارته لتغطي العجل وذيله. تداعيات العاصفة استمرت لسنوات طويلة ، والقت بظلالها القاتمة على القرية ، فاضطر رجالها الى مراجعة المسؤولين لشمولهم بالتيار الكهربائي ، لكن الطلبات ظلت في إدراج المسؤولين ، وفسروا رفض تزويدهم بالطاقة الكهربائية ، بانه عقوبة جماعية لربط ذيل العجل بقائد الحملة.
قائد الحملة ترك منصبه وجاء آخر ، مسؤول جديد يرتدي بدلة السفاري ، وأثناء زيارته للقرية زف لرجالها بشرى شمولها بالكهرباء شريطة إعلان ولائهم للنظام الجديد ودعم الثورة ، وحث الأبناء على الانتماء للحزب الذي يقودها ، لتحقيق كامل أهدافه في إقامة نظام اشتراكي بتجربة غير مستوردة من دول خارجية. لمس الحاضرون في لهجة محدثهم جدية في تنفيذ الوعود ، وحرصا من الثورة على خدمة جميع أبناء الشعب بلا استثناء. ووسط شعور الجميع بالارتياح بقرب الانتقال من عصر الظلمات الى الأضواء والبهجة والعيش الرغيد ، ارتفع صوت احدهم كان يقف بجانب المسؤول، وردد " ذيل العجل وياك يا قايد الثورة ". لم يشعر المسؤول باي حرج من الاهزوجة ، وعدها تعبيرا عفويا عن فرح الجماهير بثورتهم الجديدة.
بعد تلك الزيارة الميمونة بأيام قليلة وصلت أعمدة الكهرباء الى القرية مع كادر هندسي وفني يرافقه أشخاص كانوا يحملون استمارات انتماء حزبية لتسجيل من يرغب في الانضمام الى حزب قائد الثورة . وفي ساعات قليلة بصم كل شخص على استمارته فاصبح الرجال والشباب جنودا أوفياء للدفاع عن منجزات الثورة ، وفي مقدمتها كهربة ذيل العجل ، ودخول الثلاجات والتلفزيونات بالأسود والأبيض الى صرائفهم.
في أول اجتماع حزبي عقد في مضيف احد كبار رجال قرية ذيل العجل طرح المسؤول جملة تعليمات ووصايا تتعلق بالإخبار عن أعداء الثورة وتحركاتهم ، لإحباط مخططاتهم في إفشال المنجزات المتحققة لأبناء الشعب . الحاضرون لم يستوعبوا التعليمات الحزبية فبادر احدهم بتوجيه سؤال للمسؤول يتعلق بمعرفة أوصاف أعداء الثورة وفي اي سلف يسكنون والى اية عشيرة ينتمون. وبصريح العبارة رد المسؤول بالقول: كل من يرفض حضور الاجتماع الحزبي يصطف مع الأعداء.
في الأيام المقبلة ستعمل القوائم الانتخابية على تنظيم زيارات ميدانية لجميع المدن والقرى العراقية ومنها" ذيل العجل"، والحديث عن أعداء العملية السياسية والتجربة الديمقراطية والتصويت لصالح القائمة سيكون المحور الوحيد للمرشحين في احاديثهم مع الناخبين ، ولن يخلو الحديث من وعود بوصول شفل من دائرة البلدية لردم المستنقعات وتعيين الأبناء في الجيش والشرطة ، وينتهي الحديث بترديد اهزوجة " ذيل العجل وياك يا قايد الكتلة " في إشارة الى الإشادة بزعيم القائمة الانتخابية صاحبة الوعود الوردية لقواعدها الشعبية.
ذيل العجل
[post-views]
نشر في: 27 نوفمبر, 2013: 09:01 م