TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مصر الجديدة.. (3)

مصر الجديدة.. (3)

نشر في: 27 نوفمبر, 2013: 09:01 م

عادت الحياة البهيجة الى عوامات النيل في القاهرة، لكن السياحة، وهي من الأعمدة الرئيسة للاقتصاد المصري، لم تزل "مضروبة"، تأثراً بالأحداث التي أعقبت انتفاضة 25 يناير 2011، وبخاصة تولي الإخوان المسلمين السلطة بالشراكة مع قيادة الجيش أولاً ثم منفردين خلال سنة حكم الرئيس السابق محمد مرسي.
قبل 2011 بسنوات بدأ الإسلاميون، وفي مقدمهم الإخوان المسلمين، خطة لأسلمة مناحي الحياة في البلاد، فشجعوا مادياً على الحجاب، واشتروا مرافق سياحية عديدة، بينها عوامات في النيل، ليحظروا تقديم المشروبات الكحولية فيها ويمنعوا حفلات الموسيقى والغناء والرقص. ومنذ استحواذهم على مفاصل الدولة الرئيسة سعوا للتضييق على الحريات التي كان السيّاح الأجانب يتمتعون بها، وبخاصة على بلاجات البحرين الأحمر والأبيض المتوسط. ومن الواضح ان ذلك مما أغاظ الكثير من المصريين الذين تضررت مصالحهم، واستفزهم أن يسعى الاخوان الى فرض نمط متطرف وثقيل الوطأة من التدين عليهم.
الشركات المتخصصة بحجوزات الفنادق ورحلات الطيران وسواها عبر شبكة الانترنت تتنافس في الإعلان عن عروض مخفضة بنسبة تصل الى 50 بالمئة وأكثر للإقامة في فنادق القاهرة. ومع ذلك فان الفنادق تبدو شبه فارغة. وفي السوق يشكو الباعة من تضاؤل أعداد السياح. وقد زادت من هذا أعمال العنف التي تتواصل في مدن مصرية عدة منذ إطاحة حكم الإخوان، ويبدو ان أحد أهداف الإخوان ضرب اقتصاد البلاد حتى لا يقف "حكم العسكر" على قدميه.
خارج الفنادق في القاهرة لا تشعر بانحسار حركة السياحة، فالشوارع والميادين والأسواق تكتظ بالناس، وكورنيشات النيل حافلة بالحركة، والإقبال على المطاعم والعوامات لا بأس به.
بعض المناطق، وبخاصة ميدان التحرير وفي محيط جامعة القاهرة، كانت الحياة فيها شبه صاخبة بوجود تجمعات للشباب، أناثاً وذكوراً، كانوا يتجادلون في كل شيء يتعلق بالسياسة والاقتصاد، الحاضر والمستقبل، الاخوان و"الفلول" والعسكر. ولم تخلُ تلك التجمعات من سيدات ورجال في عمر متقدم، هم في الغالب من مؤيدي الانتفاضة على حكم الاخوان. شخصياً أعجبت كثيراً بحيوية الشابات وسط تلك التجمعات.
اختار رجل، بدا في آخر العقد السادس من عمره، خان الخليلي بحي الحسين ليعبّر بنبرة عالية عن رأيه في ما تشهده البلاد من أحداث .. ربما كان عسكرياً سابقاً، والأرجح انه من انصار ثورة يوليو (تموز) 1952 وعبد الناصر. كان مُهندماً، وراح يقطع خان الخليلي جيئة وذهاباً وهو يلعن الاخوان من دون أن يذكر بالاسم .. كان يرجمهم بتهمة "الخيانة" ويعلن تأييده لما حلّ بهم .. لم يكن سلوكه مُستهجناً من أصحاب محال السوفينير والانتيكات، وروادها الذين كانوا في غالبهم مصريين وعرباً.
باختصار شديد، لم ألمس في القاهرة أي شعور بالأسف على ما انتهى اليه الاخوان المسلمين، فقد كان طاغياً صوت التقدير لما فعله الجيش الذي انتشرت في مديح عمله أغنية عنوانها "تسلم الأيادي".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram