ودعا ايشوع في حديث الى (المدى برس) الى الإيقاف الفوري للتغيير الديموغرافي الذي تتعرض له المناطق المسيحية والعمل على توفير الحماية الأمنية لأبناء هذه المناطق بالإضافة الى توفير فرص العمل لهم وتخصيص موازنات مالية من اجل النهوض بواقع المناطق المسيحية التي تتعرض للتهميش والإقصاء، مشيداً بتجربة إقليم كردستان الذي يمثل إنموذجاً لحرية العبادة والعمل التي تتمتع بها جميع المكونات.

الى ذلك يؤكد المدير الفني والإداري لمنظمة (دايك ئه لف) المندائية للتعايش السلمي اكرم تريكو ان المشكلة الأساسية هي في الحاجة الى الثقافة العامة التي تنظر الى الإنسان بمعزل عن دينة وقوميته، ومبينا ان الاستهداف الممنهج للصابئة هو لاننا أناس مسالمون ولا نفكر ابداً بالرد او الانتقام ممن يسيء لنا. وأوضح تريكو في حديث الى (المدى برس) ان المكون الصابئي المندائي يتعرض للمحو في العراق، لافتاً الى انه شخصياً يمتلك أسرة ضخمة وعدد كبير من الأقرباء في العراق سابقاً ولكنهم اليوم لم يتبقى منهم سواه بعد ان تفرق الآخرون في عدد كبير من دول العالم. من جهته اكد رئيس لجنة الأوقاف النيابية علي العلاق حاجة أبناء المكونات الى طمأنينة من الدولة ممثلة بجميع مؤسساتها وان يشعروا بالرعاية الأمنية والاقتصادية أسوة بباقي أبناء العراق بالإضافة الى تطويع أبنائهم في القوات الأمنية.

واقترح العلاق في حديث الى (المدى برس) ان تقوم الوزارات بتحديد حصة او نسبة من الدرجات الوظيفية للأقليات بما يشبه الكوتا وبحسب ظروف الوزارة، موضحاً ان هذا العمل من شانه ان يشعر أبناء هذه المكونات بعدم ضياع حقوقها.

ولم يستبعد رئيس الجمعية العراقية لحقوق الإنسان في أمريكا حميد مراد انقراض الأقليات في العراق اذا استمر تناقصهم بالأرقام والإعداد الموجودة حالياً، مبيناً ان كل المؤشرات توحي بان الجهات الخارجية والأيدي الداخلية تضغط على أبناء المكونات من اجل إجبارهم على ترك البلد.

وشدد مراد في حديث الى (المدى برس) ان سمعة العراق تشوهت وتضررت خارجيا في مجال حقوق الإنسان، داعياً الى جهود متظافرة من الجميع لإنقاذ العراق من المراتب الأولى التي ينالها في التقارير الدولية الخاصة بالتجاوزات الحاصلة على حقوق الإنسان.

وتابع بأن السبيل الأول لحماية الأقليات هو بتطبيق القانون الذي يحاسب ويعاقب من يتعرض او يتجاوز على فرد في المجتمع وهو ما تشاهده بوضوح في دولة مؤلفة من عدة أعراق ومكونات مثل أمريكا حيث تضمن حقوق الجميع عن طريق تطبيق القانون.

وعقدت وزارة حقوق الإنسان العراقية على مدار اليومين الماضين مؤتمرها الخاص بالأقليات في أربيل وتحت شعار (أطياف العراق نموذجاً للتعايش السلمي ونبذ العنف) وبمشاركة عدد من أبناء الأقليات وممثليهم في مجلس النواب والمفوضية المستقلة لحقوق الإنسان وحضور ممثلين عن وزارات وهيئات في حكومة إقليم كردستان.