بعد نقاشات وسجالات وانشقاقات دامت أكثر من أربعة أشهر، ألغى مجلس الشيوخ الإيطالي مساء أمس عضوية رئيس الحكومة الايطالية الأسبق وزعيم حزب "إلى الأمام يا إيطاليا" سيلفيو بيرلسكوني من بين صفوفه إثر صدور الحكم النهائي بإدانته بتهمة التهرب والاحتيال الضريبي

بعد نقاشات وسجالات وانشقاقات دامت أكثر من أربعة أشهر، ألغى مجلس الشيوخ الإيطالي مساء أمس عضوية رئيس الحكومة الايطالية الأسبق وزعيم حزب "إلى الأمام يا إيطاليا" سيلفيو بيرلسكوني من بين صفوفه إثر صدور الحكم النهائي بإدانته بتهمة التهرب والاحتيال الضريبي.
ولم يحضر بيرلسكوني جلسة المجلس لمناقشة الأمر والتصويت عليه، بل حشّد أنصار حزبه أمام مقر إقامته وسط العاصمة الإيطالية روما وألقى خطاباً وصف فيه بوم إقصائه من مجلس الشيوخ "اليوم هو يوم مرّ وحزين ويوم حداد على الديمقراطية" في إيطاليا. وخاطب المحتشدين بقوله "اليوم دايوا على القانون".
وحدّد بيرلسكوني اتهام اليسار الإيطالي باستهدافه وقال بحدة "إنهم يحتسون اليوم نخباً، لأنهم وضعوني أمام مفرزة الإعدام، لأنهم يعتبروني عدواً لهم".
وأضاف "نحن هادئون ومتأكدون من أننا نقف في الجانب الصحيح وأننا لن نخون أبداً ناخبينا". وثم أعلن بصوت عالٍ "سنتقدم إلى الأمام. لنتقدم إلى الأمام، لن نتراجع إلى أي زاوية أو دير، فنحن هنا، ونبقى هنا، وسنبقى هنا". وطلب رؤساء مجموعات حزب بيرلسكوني في البرلمان الإيطالي لقاء رئيس الجمهورية الإيطالية لتوضيح موقفهم من إخراج زعيمهم من مجلس الشيوخ و "لمواجهة اللحظة الحرجة" التي تعيشها البلاد. واختلفت التقديرات الخاصة حول عدد الذي احتشدوا أمام مقر بيرلسكوني لمناصرته، ففي حين قدّرت صحيفة "الكورّييري ديلاّ سيرا" العدد بـ 1500 متظاهر، قال منظمو التظاهرة من حزب (إلى الأمام يا إيطاليا) بأن عدد المحتشدين بلغ 20 ألف مناصر.
وأحدث تصويت مجلس الشيوخ الإيطالي ردود فعل، وتباينت تصريحات السياسيين وقادة الأحزاب الإيطالية بشأن الحدث وما رافقه من تطورات. فقد اعتبر قادة الحزب الديموقراطي بيرلسكوني وتنظيمه التظاهرة المعادية لمجلس الشيوخ والمفردات التي ضمّنها خطابه الناري، "سعياً صوب سبيل خطير جداً خارج مؤسسات الدولة، اوهو يعي لن يلقى تجاوباً من قبل المواطنين" على حدّ تعبير أمين عام الحزب غولييلمو إبيفاني.
وإزاء هذا التطور واصل رئيس الوزراء الإيطالي إنريكو ليتّا النأي بنفسه عن الإدلاء بأي موقف حول الحدث وأكد بقاءه على ما اختطّه من قبلً أي التمسك بمبدأ الفصل بين عمل الحكومة ومشكلة بيرلسكوني.، ومواصلة "إجراء الإصلاحات الضرورية".
وكان برلمانيو حركة (5 نجوم) المعارضة الأكثر وضوحاً في التعبير عن ارتياحهم على نتيجة التصويت واعتبروا إلغاء عضوية بيرلسكوني من مجلس الشيوخ نصراً تأريخياً للسياسة الإيطالية، وتبادلوا الأنخاب بهذه المناسبة. وأقامت مجموعة صغيرة أطلقت على نفسها إسم حركة (شعب البنفسجي) تظاهرة إحتفالية بالمناسبة، وأعلنت من وسط ساحة (الشعب) في روما "لقد نجحنا" في الخلاص من حقبة بيرلسكوني. ومن بين الشعارات المُندّدة ببيرلسكوني التي رفعها المتظاهرون "أخرج من البرلمان ... إلى السجن ... إلى السجن".