أكدت صحيفة اقتصادية أمريكية، يوم أمس السبت، ظهور توترات داخل منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، حول الدولة التي ستقوم بتحقيق التوازن بـ"سقوف الإنتاج" من خلال "تقليص انتاجها"، أمام التصاعد الحاصل بصادرات النفط العراقية وزيادة إيران لإنتاجها، وأشارت إلى أ

أكدت صحيفة اقتصادية أمريكية، يوم أمس السبت، ظهور توترات داخل منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، حول الدولة التي ستقوم بتحقيق التوازن بـ"سقوف الإنتاج" من خلال "تقليص انتاجها"، أمام التصاعد الحاصل بصادرات النفط العراقية وزيادة إيران لإنتاجها، وأشارت إلى أن دول الخليج هي المرشحة لتحقيق التوازن، في حين أكدت أن معدل الإنتاج اليومي للنفط العراقي بلغ ثلاثة ملايين برميل يوميا.
ونقلت صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية للأخبار الاقتصادية عن مسؤول في منظمة الأوبك في تصريحات اطلعت عليها (المدى برس)، إن "على الدول الأعضاء أن تقرر فيما أذا ستقلص الإنتاج في وقت مبكر من النصف الأول من العام المقبل, بالتزامن مع احتمالية أن يؤدي التجهيز الدولي قصير الأجل الى تحديد مستوى قد تنخفض من خلاله الأسعار".
وأضافت الصحيفة بحسب المسؤول "أذا ما زادت إيران من أنتاجها فان على أعضاء الأوبك أن يحددوا من الذي عليه أن يقلص أنتاجه والاحتمالية الأكبر ستكون من بين دول الأعضاء الخليجية"، مشيرة إلى أن "إنتاج المملكة العربية السعودية والكويت والأمارات مجتمعات يشكل حوالي أكثر من نصف معدل سقف أنتاج الأوبك وهم الأعضاء الأكثر ترشيحا لتقليص أنتاجهم".
ولفتت الصحيفة إلى أن "الأوبك تتوقع انخفاض الطلب العام لنفطها الخام العام المقبل بحدود 300 ألف برميل باليوم، وان بعض الدول الأعضاء تدفع نحو تحديد توازن بسقف الإنتاج"، مشيرة إلى أن "هناك توقعات باتخاذ قرار بتقليص السقف الإنتاجي للأوبك خلال الاجتماع القادم للمنظمة في فيينا والذي من المقرر انعقاده الأربعاء مطلع الشهر المقبل".
وأشارت الصحيفة إلى أن "العراق من ناحية أخرى يحقق الآن تقدما في زيادة معدلات أنتاجه من النفط بعد أن عانى من هبوط معدلات الإنتاج الناجمة عن فترة العقوبات ومن ثم فترة الغزو الأمريكي للبلاد"، مؤكدة "أنه متجه للبقاء على معدل إنتاجه اليومي خلال هذا العام والبالغ بحدود ثلاثة مليون برميل باليوم، وهو أعلى معدل حافظ على مستواه منذ ما يقرب من 20 عاما".
وتجتمع اوبك يوم الأربعاء القادم في فيينا لدراسة تعديل سقف الانتاج البالغ 30 مليون ب-ي وقال مندوبون يحضرون اجتماعات المنظمة انه نظرا لأن الأسعار فوق 100 دولار للبرميل فإنه من المحتمل أن تبقي أوبك سقف انتاجها دونما تغيير.
وتقول مصادر الصناعة ان السعودية قلصت الانتاج بسبب تراجع طلبها للخام لتغذية محطات الطاقة المحلية ولخفض الصادرات.
وتظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ان المملكة قلصت إمداداتها من 10.05 مليون برميل في اليوم، في آب اعلى مستوى لها منذ بدأ تسجيل البيانات في عام 1980.
وفي ليبيا تسببت الاحتجاجات في حقول النفط ومرافئه في تقليص الامدادات. وقال المسح إن الانتاج بلغ في المتوسط 350 ألف برميل يوميا في نوفمبر وبنهاية الشهر نزل إلى نحو 250 ألف ب-ي مقارنة مع 1.4 مليون ب-ي في وقت سابق من هذا العام.
وفي نيجيريا التي تضررت بشدة من حوادث تسرب النفط والسرقات من خطوط الانابيب هبط الانتاج بسبب أعمال الصيانة المعتادة في حقل بونجا التابع لشركة رويال داتش شل.
وقال المسح ان العراق عزز صادراته في تشرين الثاني الى 2.37 مليون برميل. وعلى الرغم من أن أعمال البنية التحتية في مرافئه الجنوبية قلصت الامددات فإن صادرات خام كركوك التي تشحن من خلال شمال العراق زادت.
وكانت الدول الأعضاء 12 في المنظمة الأكثر أنتاجا للنفط في العالم ورغم الخلافات التي تفرقها داخل المنظمة فقد حافظت ومنذ كانون الأول 2011 على سقفها الإنتاجي العام عند حد 30 مليون برميل باليوم.
ويذكر بان دول الأوبك تمتلك من النفط ما يمكنها من التلاعب بأسعار النفط الدولية , ولكن حريتها بتحديد الأسعار قد قيدت بشكل كبير مؤخرا بتصاعد الإنتاج من دول خارج المنظمة يضمنه الإنتاج المتزايد من النفط في الولايات المتحدة.