لن أقارن بين باريس وبغداد، ولا بين بغداد ولندن، ولن أجرؤ على المقارنة مع بيروت حتى.. لكني أقارن بين بغداد عام 1968وبين دبي - التي زرتها ذاك العام ، وبينهما الآن وقد مررت بـ(دبي) قريبا.
لا وجه للمقارنة.. بأي قياس ومقياس، لا وجه للمقارنة.
تراجعت بغداد تخلفا ألف سنة، وتقدمت دبي وبقفزات ضوئية ألف سنة.
لن أعدد ما تحقق في دول الخليج من منجزات عملاقة، سواء للمواطنين أو الوافدين حذر اتهامي بالتزلف. لكن من يكتب عليه السير راجلا في شارع الرشيد طولا وعرضا، تتقطع نياط قلبه على ما حاق بما كان يدعى بـ (شريان بغداد), والذي غدا شبيها بزقاق متهدم في أكثر الدول فقرا، وأشدها تخلفا، عندئذ تعاقبه ذاكرته و تنحره المقارنة من الوريد للوريد.لو التزم الصمت،
أين أنزوى الغيارى بناة العراق الأوائل عقب تأسيس الدولة العراقية وأحفادهم وتلامذتهم ومريديهم؟ ماتوا كمدا وهم يشهدون المنزلق الذي أصاب العراق بمقتل؟أينهم؟ قتلوا غدرا او غيلة؟ سجنوا على الشبهة والظن؟ هجروا مذعنين؟؟ هاجروا صاغرين؟
لم ينصف العراقي في بلده - على مر التاريخ - والشواهد والشهود أكثر من العد والحصر.
عوقب العراقي بجريرة حكامه- على مدى حقب التاريخ - خلاف كل القوانين السماوية والوضعية. تجاهل الذين استباحوا حكم العراق مبدا (شخصية العقوبة) القاضي بألّا يعاقب ذوو المجرم بجريرة من ارتكب الجرم،،ومهما بلغت درجة القرابة... لكن الذين خلطوا النجوم بحصى الفلاة: فعلوا ذلك. الذين عاقبوا الضحية بجريرة الجلاد: فعلوا ذلك.
العراقيون الأصلاء براء من أنظمتهم، التي تنكرت لإنسانيتهم، وولغت في دمائهم،وسامتهم سوء العذاب
العراقيون النجباء،الناكرو ذواتهم لأجل إيقاظ الجموع المدجنة، الحكماء دون ادعاء او بهرجة، ذوو الخبرة والشهادات العالية ودرجات الجدارة،هم من يعول عليهم العراق
لاستعادة هيبته ومكانته، و.. عراقته. المهدورة،
من أجل النخب الواعية - وهي تتهيأ لانتخابات مصيرية - نصلي أن لا يخلب لبهم الأبيض والأصفر،ولا وثير الأرائك،ولا مغريات السلطة، ولا مغانم المنصب، ولا....ولا..
لقد سرق من العراقيين ماضيهم بعد ان بيع بالجملة والمفرد،، وسرق منهم حاضرهم، وهذه الملايين الأمية المعطلة، المهمشة،شاهدة،،ولسوف يسرق من العراقيين مستقبلهم لو لم يتدارك العقلاء، البناء الآيل للسقوط بالترميم،و بالرعاية ونكران الذات ،، عندها - وبغير ذلك، لا يجدي عض الأصابع ولا ينفع الندم إذ ا ما شهدنا تطبيق المبدأ الأزلي، بالحذافير:: العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة
انتبهوا: العملة الرديئة تطرد الجيدة!
[post-views]
نشر في: 1 ديسمبر, 2013: 09:01 م