اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الجثث مجهولة الهوية تثير الرعب في قلوب البغداديين

الجثث مجهولة الهوية تثير الرعب في قلوب البغداديين

نشر في: 1 ديسمبر, 2013: 09:01 م

افاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية ، بأن عائلة تضم امرأتين وطفلين قتلوا ذبحا بهجوم مسلح نفذه مجهولون على منزلهم بمنطقة الدورة، جنوبي بغداد. وقال المصدر في حديث إلى (المدى برس)، إن "مسلحين مجهولين اقتحموا، مساء أمس، منزلا في شارع 60 بمنطقة الدورة،

افاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية ، بأن عائلة تضم امرأتين وطفلين قتلوا ذبحا بهجوم مسلح نفذه مجهولون على منزلهم بمنطقة الدورة، جنوبي بغداد.
وقال المصدر في حديث إلى (المدى برس)، إن "مسلحين مجهولين اقتحموا، مساء أمس، منزلا في شارع 60 بمنطقة الدورة، جنوبي بغداد، وقتلوا امرأتين وطفل يبلغ من العمر سبع سنوات وطفلة في الرابعة من العمر ذبحا بسكين".
كان هذا هو الخبر الاول الذي تناقلته وكالات الانباء صباح امس الاحد ، وهو جزء من حالة القلق والرعب والتوجس التي اصبحت تطغي على ملامح المواطن العراقي منذ سنوات ،

أزمات ونكبات،لافتات سود لأبرياء ذهبوا لا لذنب يذكر سوى أنهم ينتمون الى هذه الطائفة او تلك ، فمن قلق فيضانات الأمطار والهزات الأرضية والتفجيرات اليومية،تتجدد اليوم في مناطق بغداد ظاهرة الجثث المجهولة الهوية،وفي كل صباح تطل علينا وسائل الاعلام بخبر مقتل عائلة في المنطقة الفلانية أو مقتل أفراد في الشارع الفلاني،والمصيبة إن الفاعل مجهول على الرغم من إلقاء التهم على ميليشيات بعينها،لكن تبقى الحقيقة كمستقبل هذه البلاد مجهولة تماما،البعض يربط ما يحصل باقتراب موعد الانتخابات ،كما أكد ذلك العديد من المواطنين،فيما يرى بعض النواب من أعضاء اللجنة الأمنية في البرلمان ان الوضع خطير جدا والقادم سيكون أسوأ في حالة عدم نظر الحكومة بجدية للوضع الحاصل ،وملاحقة الميليشيات التي تقوم بقتل المواطنين في سبيل إثارة النعرات الطائفية من جديد بحسب قولهم .

وبينما الساسة منشغلون بمعاكهم الانتخابية ، وبقوانين الاحوال الشخصية ، والشكوى من سانت ليغو فان بعض مناطق بغداد تعيش حالة من الرعب نتيجة عودة ظاهرة القتل على الهوية وظهور جماعات مسلحة تنتحل صفة القوات الامنية .. 
منذ ايام ونحن نتجول في شوارع البياع والحرية والشعلة التي شهدت عمليات قتل وتهجير .. حيث حاولنا ان نسأل سكنة هذه الاحياء عن ظاهرة الجثث المجهولة ، فواجهنا جدار من الصمت برره البعض بخوف الناس من انتقام الجماعات المسلحة التي تفرض سيطرة مطلقة على بعض هذه المناطق ورغم صعوبة المهمة ,الا اننا استطعنا ان نتحدث مع بعض المواطنيين لنخرج بهذه الحصيلة 
عادل إبراهيم،31 عاما يعمل كاسبا ، ذهب لشراء الخضراوات لعائلته يوم الجمعة صدمه وجود الجيش بأعداد كبيرة في سيطرة حي الجهاد ولا يعلم لماذا، وكل ما سمعه وجود جثث مجهولة الهوية في الشارع وعددها خمس ، وأن مسلحين قاموا بقتلهم بطريقة وحشية وهي ذبحهم بدون رحمة، لكن القتل طبعا حسب ما سمع على الهوية بحسب قوله.
بينما قال بشار فارس من سكنة منطقة البياع : الجيش انتشر وما يسمى بقوات سوات في منطقتنا ولا نعلم لماذا بدأ البحث والتفتيش في الشارع وخصوصا 13، الذي وجد ت فيه جثة مجهولة الهوية، ومن وحشية القتل لصاحبها ضاعت ملامحه كلها ، الوضع الآن مخيف جدا ولا نعلم أين دور القوات الأمنية في الحفاظ على أرواح الناس ، ولماذا تسمح للميليشيات بالتجول في الشوارع دون محاسبة ،وكل ميليشيا تطلق نفسها اسماً وتخرج إلى وسائل الإعلام وتتباهى بتجهيزات قواتها وكأنهم جيش مبارك من الحكومة!
شبح الطائفية
المواطن ابو محمد نشعر إن وحدة البلاد اليوم بحاجة إلى تكاتف الجميع لنبذ الفرقة وعدم السماح لمرور شبح الطائفية من أي منفذ كان سياسي أو غيره ، فالمواطن اليوم لم يعد يحتمل نزيفاً جديداً بعدما دفع ثمناً غالياً في السنين الماضية ، وطالما إن الوضع العام في العراق يسير باتجاه إجراء انتخابات جديدة في العام المقبل فإننا نستنكر بروز مظاهر العنف في بعض المدن مثلما تطلعنا عليها شاشات الفضائيات يومياً وهي حالة غير مقبولة أبداً تستلزم من المسؤولين عن الأمن أن يرفعوا وتيرة الاستعداد ،ووأد أية محاولة يراد منها إغراق الشعب العراقي بنكبة طائفية لا سمح الله، واعتقد إن أجهزة الدولة كلها والإعلام بمختلف وسائله والشعب الواعي يعون جيداً خطورة التساهل مع مريدي زعزعة الاستقرار في وطننا الذي استعاد عافيته تدريجياً ، ونشيد في الوقت نفسه بمواقف شيوخ العشائر الوطنية وهي تجند الطاقات من اجل إنجاح تجربة السلم الاجتماعي بين العراقيين مثلما عرفهم التاريخ عبر حقب سابقة.
اللعبة والقتل والانتخاب
بينما اكد المواطن أبو مازن من مدينة الشعلة بان : القلق يساور الشارع العراقي من عودة الطائفية مرة أخرى كما استفحلت من قبل إبان العامين 2005 و 2006 قبل ان يتم القضاء عليها سواء من قبل الصحوات أو من قبل تفهم الناس لاسيما المثقفين منهم ،إلاّ ان تلك اللعبة المراد بها اقتتال أبناء الشعب العراقي في ما بينهم تحت ذريعة العرق الطائفي لينزف الشارع العراقي دماءً شابة راحت ضحية تلك الهمجية التي أرسى قواعدها الطارئون من حملة الهوية العراقية فقط وغيرهم من خارج العراق .
مضيفاً :ان هناك تنبؤات وتسريبات طرقت أسماع الناس جعلتهم يقلقون على مستقبلهم الذي يكاد يكون مجهولا أمام أنباء تنذر بعودة تلك الطائفية جراء التفجيرات هنا وهناك والتصفيات عن طريق الكاتم التي عادت إلى الأجواء ثانية ، لكن ومن وجهة نظر شخصية كما يقول أبو مازن أرى أن الطائفية لا مكان لها ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعود ثانية بعد ان تفهم الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب العراقي ،أن لا وجود لها وأن الدين الإسلامي دين واحد والنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء،فلا يمكن أن يتأثر الناس ببعض الأقاويل والشائعات التي تقال هنا وهناك ،والجميع تثقف جيدا وشاهد بأم عينه كيف يتم تفجير العبوات في كل أرجاء العراق بغض النظر عن المذهب ،لذلك نتمنى ونطمح من الجميع التروي والتفقه جيدا بما يمليه عليه ضميره من دون التأثر بكلام الطارئين ممن يحاولون زرع الفتنة الطائفية التي ليس لها مكان بقلوبنا ،فالعراق بكل طوائفه إخوة يعيشون على أرضه متراضين متحابين شأنهم شأن أية دولة أخرى متحضّرة.
أحداث دامية 
وعلّق المواطن أبو بشار قائلا من سكنة البياع قائلا : إن الحالة التي يعيشها المواطنون في ظل الأحداث الدامية والقتل والاختطاف اليومي لا يمكن السكوت والتغاضي عنها لأنها إذا استمرت فإنها ستحرق اليابس والأخضر وستدمر كل شيء يقف أمامها سواء أكانوا أفرادا أم جماعات أم بنى تحتية والخاسر الأكبر العراق، وأضاف أبو بشار إن الأعمال الإجرامية اليومية التي تقوم بها ميليشيات أو عصابات هي مدعومة من قوة متنفذه أو كتله لا تريد السلام والاستقرار لهذا البلد الجريح و أن الطائفية البغيضة والمحاصصة الطارئة علينا لا يمكن السكوت عليها والتسامح معها لأنها آفة مميتة تدمر كل شيء ، وعلينا أن نجد حكومة وطنية عادلة تمثل الجميع وترفع شعار العراق أولاً وتقضي على مخلفات النظام السابق .

الامن البرلمانية:الشهر الحالي والمقبل سيكونان أسوأ الشهور والحلّ في تغيير القياداة الامنية

اللجنة الامنية في مجلس النواب رات فيما يجري محاولة لعودة العنف الطائفي من جديد حيث اكد علق النائب شوان محمد طه عضو اللجنة الأمنية في حديث للمدى قائلاً:الوضع الأمني في الوقت الراهن سيئ جدا ويقودنا نحو الأسوأ ،والمواطنون يعيشون حالة رعب من عودة القتل على الهوية والاقتتال الطائفي ،وما يحدث الآن في الشارع هو بداية البداية للقتل العشوائي وبمثابة فتيل نار لإشعال الفتنة، وأكد طه ان ما يؤسف له أن الإرهابيين والقتلة يتجولون في الشوارع بحرية،ويقتلون الناس أمام أنظار القوات الأمنية التي لا تستطيع ردع وإيقاف هؤلاء الخارجين على القانون ولا حتى تسميتهم على الرغم من معرفتهم بهم ،وأشار طه في حديثه قائلاً: مع الأسف الشديد أن يقوم هؤلاء القتلة باستهداف رجال العشائر،فالمجتمع العراقي هو مجتمع عشائري وهم كانوا دائما سندا للناس والحكومة في امتصاص غضب الشعب وقتل الإرهابيين ، مبينا بأن الوضع الآن خطير جدا ولابد من إيجاد رؤية بديلة لكل الأوضاع والخطط الأمنية، حتى يستطيع المواطن العيش بسلام ،لكن نحن نقول إن الشهر الحالي من عام 2013 وكانون الثاني من عام 2014 سوف يكونان أسوأ الشهور إذا لم تنظر الحكومة بجدية لما يحصل ، لأن الأوضاع بدأت تخرج من زمام يدها بحسب قول النائب طه .
فيما أكد عضو اللجنة الأمنية النائب حامد المطلك في تصريح للمدى من ان : المواطنون يعيشون في حالة رعب وخوف من الوضع الأمني المتأزم بشكل كبير، مبينا ان المواطن يخاف ومن حقه هذا الخوف ،فقد عاش سنوات كلها قتل وتهجير ودمار ،وهذا ما جعل العراقي في حيرة من أمره لا يعرف من القاتل ومن يقف وراء هؤلاء القتلة! وماهو الدافع لهؤلاء المجرمين.وبين المطلك ان الوضع الأمني غير واضح و متشابك على الجميع ،ولا يمكن ان يحل إلا بتغيير الحكومة التي تتحمل الجزء الأكبر من هذه الخروق الأمنية التي عادت بموافقة ومرآى أعين المسؤولين الحكوميين.
 
الداخلية: الوضع تحت السيطرة

الناطق باسم وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد العميد سعد معن أكد في تصريح للمدى أن القوات الأمنية منتشرة في جميع مناطق العراق ،ولا يمكن أن نقول أو نسمع من بعض الذين يحاولون تأجيج الشارع ،بأن الطائفية عادت ،موضحا أن هناك بعض الأشخاص قد قتلوا ولكن من قام ويقوم بالقتل هم الإرهابيون لا غيرهم،وهذه الظاهرة غير جديدة في الوضع العراقي،مؤكدا أنه لا وجود للقتل على الهوية أو عودة الطائفية كما يدعي البعض،وتمنى معن على وسائل الإعلام بجميع قنواتها أن تقوم بواجبها الإنساني وهو تهدئة الأوضاع وعدم زرع الرعب والخوف في قلوب المواطنين،مبينا حدوث بعض الاغتيالات في عدة مناطق من بغداد وبقية المحافظات،وعلى إثر ذلك قامت ومازالت القوات الأمنية تشن مداهمات وحملات تفتيش واسعة ،وقامت بنشر سيطرات جديدة بشكل أكبر من أجل القبض على القتلة.

الطب العدلي: الجثث المجهولة عادت منذ عشرة ايام

مديرية الطب العدلي للمدى اكدت من جانبها وجود العديد من الجثث مجهولة الهوية في دائرتها ،حيث أشار الدكتور منجد صلاح الدين مدير معهد الطب العدلي إلى حصول هذه الظاهرة منذ أكثر من عشرة أيام ،وأوضح صلاح الدين للمدى ان معدل الجثث مجهولة الهوية تصل ما بين جثة إلى جثتين يوميا،في حين ان الأخبار الواردة من المناطق تشير إلى ضعف ذلك العدد، فعلى سبيل المثال تجول فريق المدى في منطقة الحرية الثانية حيث أكد للفريق العديد من المواطنين أن مسلحين قاموا بمداهمة إحدى الدور السكنية وتم اقتياد العائلة مع سيارتهم ثم قاموا بقتلهم وإلقاء جثثهم داخل السيارة،والضحايا هم :رجلان وثلاث نساء من عائلة واحدة ،وعثر على السيارة وبداخلها الجثث بالقرب من محطة تعبئة وقود الحرية التي تسمى بمحطة الفنجان.

مجلس محافظة بغداد يختلف 
في توصيف الجناة
مجلس محافظة بغداد من جانبه اختلف حول الجهات المسؤولة عن هذه الجرائم فعضو اللجنة فاضل الشويلي يؤكد ان "وتوقع الشويلي استمرار ظاهرة القتل على الهوية ورمي الجثث المغدورة بين الحين والاخر في مناطق العاصمة, مبينا ان "عدم تطبيق القانون بحق المقصرين والعصابات المنظمة والارهابيين وعدم الاقتصاص من المجاميع المسلحة ادى الى تفاقم ظاهرة الجثث المجهولة". فيما قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، سعد المطلبي في حديث إلى (المدى برس)، إن "القاعدة بدأت مرة أخرى تستعمل الأسلوب القديم نفسه لمحاولة خلق فتنة طائفية بين أبناء المجتمع في بغداد على وجه الخصوص وبعض المحافظات الأخرى، فترى في المناطق الشيعية يقتل السني والمناطق السنية يقتل الشيعي، وهذه العملية تريد خلق حالة من التنافر الاجتماعي، لكي تستطيع القاعدة تجند المغررين والمجانيين مرة أخرى في الحرب الطائفية"، داعيا قيادات الأجهزة الأمنية إلى "وضع كل إمكانياتها بجانب القدرة الاستخبارية وتوسيعها للوصول إلى المعلومة مباشرة من المواطن وإزالة الجدار بين المواطن والأجهزة الأمنية".
ولفت المطلبي إلى أن "ما حصل في الطارمية من قتل للأبرياء ورمي جثثهم كان واضحا،أن مجموعة إرهابية اختطفت المواطنين بشاحنة عادية نوع بيك أب لم تكن تابعة للدولة ولكنهم يرتدون زيا عسكريا"، مشيرا الى ان " هذا الامر يؤكد أن القاعدة بدأت تستخدم الأسلوب القديم نفسه الذي كانت تستخدمه عام 2005".
ولفت المطلبي إلى أن "هذا النوع من الإرهاب، الذي يستهدف المواطنين، يحتاج إلى تفعيل الجهد الاستخباري البشري الذي من الممكن أن يحد من تلك العمليات ولا يحتاج تقنيات عالية أو بالونات مراقبة"، مشددا أن "قضية رمي اللوم على جهة لإغراض سياسية هو أسلوب قديم مثل أساليب القاعدة، وعلينا كمواطنين وسياسيين إيجاد الآليات المناسبة الممكن تطبيقها ضمن أفضل طريقة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram