وقالت الناشطة المدنية هانا شوان في حديث الى (المدى برس)، على هامش تجمع نظمته منظمات نسوية وبمشاركة العشرات من الناشطات المدنيات في مقبرة سيوان في السليمانية، بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، إنه "في مقبرة سيوان يوجد 130 قبرا لنساء قتلن تحت ذريعة الدفاع عن الشرف وتم دفنهن هنا من قبل البلدية"، موضحة أن "جميع هذه القبور لا تحتوي على أسماء بل أرقام لان اغلبهن لم يتم التعرف على هويتهن".

وأضافت شوان، وهي المسؤولة عن تنظيم التجمع، أن "أغلب هذه النساء تقتل من قبل العائلة او الأقرباء وبدلاً عن قيامهم بمراسم التشييع والعزاء يقومون برميهن ، فيما يقوم اتحاد النساء والطب العدلي وبمساعدة البلدية بدفنهن ووضع الأرقام على قبورهن"، لافتة الى "اننا نقوم بملء استمارة نؤيد فيها معلومات المجني عليها التي تقتل ولا احد يعرف هويتها ثم نعمل عزاء ان تمكنا مادياً وان لم نتمكن نقوم باجراءات الدفن فقط".

وأشارت الى أنه "من خلال تجمعنا اليوم نريد ان نقول ان النساء المدفونات هنا لسن أرقاماً فقط"، مؤكدة "نحن سنستمر في المحاولة بطلباتنا للحصول على حقوقهن وإلقاء القبض على قاتليهن".

من جهتها، قالت مسؤولة المجلس الأعلى لشؤون المرأة في السليمانية شيلان نوري في حديث الى (المدى برس) "للأسف مازالت النساء في إقليم كردستان رغم التقدم الذي تشير اليه الحكومة لسن صاحبات قرار أنفسهن ورغم التمدن في الإقليم إلا ان النساء لا يشعرن به ولا نجد تحسنا في التعامل مع قضايا النساء"، وتابعت "هناك حالات كثيرة لقتل النساء بذريعة الشرف وتنتهي اغلب الحالات بدفن النساء هنا في هذه المقبرة ووضع الأرقام فوق قبورهن".

وأضافت نوري أن "اغلب الجناة يكونون معروفين ولا يتم القاء القبض عليهم"، وأوضحت ان "احدى النساء المدفونات تم طعنها بالسكين من قبل أهلها ثم ذبحوها ومن ثم أحرقوا جثتها ورموها في مكان بعيد عن منطقتها ووجدتها الشرطة وقامت البلدية بدفنها"، وطالبت الحكومة والجهات المسؤولة بـ "القاء القبض على قاتلي النساء في السليمانية وتقديمهم للعدالة وبعدم شمولهم بأي عفو عام يصدر في الإقليم".

وكانت مديرية العنف ضد المرأة في محافظة السليمانية أعلنت، في (27 تشرين الثاني 2013)، عن تسجيل 1088 حالة تعنيف ضد النساء خلال العام 2013، فيما أكدت أن حالات العنف انخفضت عن الأعوام الماضية. وكان رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني أكد، خلال احتفالية انطلاق فعاليات حملة مناهضة العنف ضد المرأة التي أقيمت في مدينة اربيل، في (26 تشرين الثاني 2013)، وتستمر لمدة 16 يوما، أن القوانين التي شرعت في إقليم كردستان لمناهضة العنف ضد المرأة "لا تطبق جيدا في المحاكم"، وأشار إلى أن العنف ضد المرأة انخفض في مناطق وازداد في أخرى، وفيما طالبت ناشطات كرديات المؤسسات الحكومية بتطبيق القوانين الخاصة بحقوق المرأة، شددن أن "غياب القانون وتطبيق الأعراف العشائرية" ساهمتا باستمرار العنف ضد المرأة.

واعلن المجلس الأعلى لشؤون المرأة في إقليم كردستان، في وقت سابق، أن نشاطات الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة تقام تحت شعار (سيادة القانون والعدالة الاجتماعية ستحمي السلم العائلي والمجتمع ) وتستمر 16 يوما، لافتاً إلى عقد مؤتمر وطني حول أسباب ومعوقات تنفيذ القانون الخاص بحقوق المرأة وسبل معالجتها.

ودعت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، في (25 من تشرين الثاني2013)، القادة العراقيين إلى تشريع قوانين "تمنع العنف ضد المرأة وتحاسب الفاعلين"، وأكدت أن العنف لا يزال يلاحقها في كل مكان داخل المجتمع، وفي حين طالبت بإجراء "تغيير جذري في الأعراف والتقاليد"، لفتت إلى ضرورة دعم الجهود "لإزالة جميع أشكال التمييز ضد المرأة.

وكانت ناشطات وحقوقيات، دعون في (2 تشرين الثاني 2013)، السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى مراجعة "التشريعات" التي تخالف الاتفاقات الدولية في مسالة إنهاء العنف ضد المرأة، وأكدن وجود "خلل" كبير في تشريعات الأحوال الشخصية والقانون المدني والعقوبات، في حين دعون جميع المنظمات النسوية إلى الضغط على وزارة العدل لـ"سحب القانون الجعفري."

وبحسب المنظمات الدولية، فإن العراق ما يزال يسجل نسباً مرتفعة في مجال خرق حقوق الإنسان بعامة والمرأة بخاصة، كما يسجل حالات عنف وقتل ضد النساء تندرج في أغلبها ضمن جرائم الشرف التي ما تزال الحكومة "عاجزة" عن ردعها بسبب عدم وجود القوانين الضامنة لحقوق المرأة ومعاقبة من يعنفها.

وأبدت السفارة الأميركية في بغداد، في (28 من تشرين الثاني 2012 المنصرم)، قلقها بشأن الأوضاع التي تعيشها النساء في العراق، وفي حين أكدت أن خطر "المتطرفين" ما يزال يهدد المرأة والمدافعين عنها، أعلنت استعدادها لتمويل مشاريع المجتمع المدني في مجال مناهضة العنف ضد النساء.

وتشير التقديرات إلى وجود نحو مليون إلى ثلاثة ملايين أرملة في العراق، والعدد في تزايد في ضوء استمرار أعمال العنف التي تستهدف في الغالب الأماكن العامة وتطيح بشكل شبه مستمر منذ 2003 بأعداد متزايدة من العراقيين.