عبر العقود الأربعة الماضية، تعرّفنا على العديد من الشخصيات التي مثلها روبرت دي نيرو في أفلامه، ومنها: شخصية فيتو كورليون، وجاك لاموتا، وروبرت بوكن وغيرها، ويؤدي دي نيرو أدواره السينمية ثم يختفي في الظلال، غير راغب وغير قادر ايضاً على التحدث عن
عبر العقود الأربعة الماضية، تعرّفنا على العديد من الشخصيات التي مثلها روبرت دي نيرو في أفلامه، ومنها: شخصية فيتو كورليون، وجاك لاموتا، وروبرت بوكن وغيرها، ويؤدي دي نيرو أدواره السينمية ثم يختفي في الظلال، غير راغب وغير قادر ايضاً على التحدث عن أفلامه والشخصيات التي يمثلها، وقال الناقد بيللي بوب ثورنتون ذات مرة، "بالنسبة للممثلين الآخرين، أعرف الكثير عن حياتهم الشخصية، أما عن دي نيرو فليست لديّ أية فكرة عن حياته".
وروبرت دي نيرو، هو بمثابة الـ"موبي ديك" للتمثيل الأمريكي، مؤثر جدا على الشاشة وشفاف في الحياة العامة.
وفي هذه الأيام، علينا ان نرحب بفيلم دي نيرو الجديد، ودوره المتميز، انه فيلم يثير الذكريات عن الممثلين الذين برزوا في السابق.
وفيلم "العائلة" يذكرنا بفيلم آخر وهو "الرفاق الطيبون" وأفلام مارتن سكورسيزي عن العصابات، ودي نيرو في هذا الفيلم يقدم دور رئيس عصابات، يجد في نفسه منقطعاً عن جماعته في مدينة فرنسية صغيرة.
ومخرج هذا الفيلم هو لوك بيسون، الذي يميل بقوة إلى مشاهد العنف وموسيقى الأكورديون المصاحبة لها.
وفي مقابلة مع روبرت دي نيرو، وهو في سن الـ70، يدرك ان الساعة تدق ولم يبق زمن ممكن ضياعه، ويقول دي نيرو ان افضل ما يتصف به بيسون، انه يصوّر أفلامه بسرعة وهو يصيح: "العمل" تم "قطع" ثم يضع المشهد في العلبة.
ويضيف ان التجربة قد علمته، ان هذه الطريقة هي الأفضل، اذ هناك خطورة في إعادة المشهد مرات عدة، ويضيف، "وأنا كان يصيبني القلق ان أعدت تمثيل المشهد مرات عدة، ولكنني حالياً لا أهتم، لأنني أؤديه جيداً وكما أريد في التصوير الأول للمشهد، أو على الأكثر في المرة الثانية.
وروبرت دي نيرو، ليس بممثل عادي، فهو قد أوصل مهنة التمثيل إلى أعماق جديدة، وقد تعلم نبرة الأصوات للغة الصقلية من اجل فيلمه، "العراب جزء2" والذي نال عنه الأوسكار، ثم نال الأوسكار ايضاً، عن دوره في "الثور الهائج"، انه معروف جداً بانهماكه في البحث عن دقائق الشخصية التي يمثلها.
وعن سؤال فيما ان كانت الشهرة قد أضرّت بحياته الاعتيادية؟ يجيب بقوله "نعم، ربما أنها مشكلة، وفي البداية كان الأمر صعباً في التعامل مع الشهرة واهتمام الآخرين، إذ ان ذلك يمنع الممثل من الحياة الطبيعية.
وهو يقارن ما يفعله ليكون رساماً أو روائياً، قائلاً: "مع الرسم وكتابة الرواية، فان النتيجة تكون أمامك مباشرة، ولكن السينما امر مختلف فان الفيلم أوضاع اجتماعية متعددة، عليك التعامل معها.
ووالد دي نيرو كان رساماً انطباعياً، ويكتب الشعر وكانت والدته تكتب القصص عن الجنس والجرائم والعصابات. ويقول دي نيرو، انه عاش في شبابه في أجواء بوهيمية.
ومؤخراً، كان دي نيرو مشغولاً، بفيلم وثائقي عن والده الذي توفي عام 1993، يحتفظ به لنفسه ولأولاده كجزء من تاريخ العائلة. ويقول ان والده كان سعيداً جداً بنجاحه في السنيما، وكان فخوراً به.
وقد عرف دي نيرو الشهرة وهو في الـ30 من عمره، بعد تمثيل فيلم، "الشوارع الوضيعة" من إخراج مارتين سكورسيزي، وبعد هذا الفيلم اصبحا ثنائية جيدة، واشتركا في فيلم "سائق التاكسي" في منتصف السبعينات.
وقد درس دي نيرو التمثيل في مدرسة ستيلا أدلر وكان من افضل تلاميذها، علماً أنها كانت تفضل المسرحيات للتدريب على الأداء من خلالها.
وعن المسرح يقول دي نيرو، "انه يفضل السينما، وأنا مستعد للعمل في مسرحية ان كانت جيدة جدا، مسرحية حديثة وعصرية، ولكن السينما تمنح الممثل فرصاً أفضل للعمل، ان يجتهد الفنان في عمله ويفكر جيداً بدوره، ثم يؤدي ذلك الدور، لينطبع على فيلم، يعرض على الناس ويحفظ في الأرشيف.
عن: الغارديان