TOP

جريدة المدى > عام > بعد 84 عاماً من النضال.. رحيل أحمد فؤاد نجم "سفير الفقراء"

بعد 84 عاماً من النضال.. رحيل أحمد فؤاد نجم "سفير الفقراء"

نشر في: 3 ديسمبر, 2013: 09:01 م

كل ما تهل البشاير من يناير كل عام  يدخل النور الزنازن  يطرد الخوف والظلام"..  يا نسيم السجن ميل ع الشجر وارمي السلام من سكون السجن صوتي نبض قلبي أغنية يرددها كل جيل الثورة حيث تزامنت هذه القصيدة مع موعدها فصارت أيقونة

كل ما تهل البشاير من يناير كل عام 
يدخل النور الزنازن 
يطرد الخوف والظلام".. 
يا نسيم السجن ميل
ع الشجر وارمي السلام
من سكون السجن
صوتي
نبض قلبي
أغنية يرددها كل جيل الثورة حيث تزامنت هذه القصيدة مع موعدها فصارت أيقونة تعريف لثورة شباب مصر .ومعها مئات القصائد التي تغنت بحب الناس والدفاع عن المظلومين والتي سجلت سيرة حياة الشاعر احمد فؤاد نجم الذي غيبه الموت اول من أمس الثلاثاء. 
وقد كانت أغلب أشعار نجم الثورية والقريبة من الناس ترافقت مع أعمال الفنان الشيخ إمام للتعبير عن السخط والإحتجاج التي تلت نكسة نيسان 1967، والتي جعلت الرئيس الراحل أنور السادات يطلق عليه تسمية "الشاعر البذيء".
لم يستطع نجم ان يتوافق مع أي حكومة وسلطة مصرية، إذ سجن مرات عديدة كما دخل في خلافات مستفيضة وعميقة مع كبار المسؤوليين السياسيين في البلاد في أكثر من مرحلة تاريخية ومنها ما يحدث اليوم في مصر، إذ إبان إنطلاق تحركات حملة "تمرد"، اكد على تمرده على السلطة المصرية التي كانت بقيادة الرئيس محمد مرسي، "طبعا تمردت، وأتمنى منكم أن توقعوا على استمارات الحملة، فلو لم نتمرد نحن، من سيفعلها؟ الإخوان؟".
ولعل هذا النفس الإحتجاجي بداخل نجم بدأ في الفترة ما بين 1951 و1956، عندما انتهت معركة السويس وقررت الحكومة المصرية آنذاك تأميم القاعدة البريطانية وكل ممتلكات الجيش هناك؛ إذ يقول نجم في إحدى المقابلات: "بدأنا عملية نقل المعدات، وشهدت في هذة الفترة أكبر عملية نهب وخطف شهدتها أو سمعت عنها في حياتي كلها. أخذ كبار الضباط والمديرون ينقلون المعدات وقطع الغيار إلى بيوتهم،..، فقدت أعصابي وسجلت احتجاجي أكثر من مرة، ...، وفي النهاية نقلت إلى وزارة الشؤون الاجتماعية بعد أن تعلمت درساً كبيراً، أن القضية الوطنية لا تنفصل عن القضية الاجتماعية، كنت مقهوراً وأرى القهر من حولي أشكالاً ونماذج، ...، كان هؤلاء الكبار منهمكين في نهب الورش، بينما يموت الفقراء كل يوم، دفاعاً عن مصر".
ولد أحمد فؤاد نجم في الثالث والعشرين من أيار 1929 بقرية كفر أبو نجم فى محافظة الشرقية، وهو من أبرز شعراء العامية فى مصر، الذي شكلت أغانيه جزءاً كبيراً من شخصية جيل 25 يناير الذين يعتبرون قصائده هي الأكثر تعبيراً عن همومهم وطموحاتهم.
شهدت حياة نجم عدة مسارات شكلت فكرة ،أبرزها الاحتجاجات العمالية إبان فترة الملك فاروق ،ثم اعتقاله في فترات الرؤساء، وكانت أشعاره لمصر حاضرة في كل مناسبة عن الوطن، وهي التي قال فيها "كل عين تعشق حليوة وإنتِ حلوة في كل عين".
واصبح نجم من اهم الظواهر الشعرية السياسية بعد لقائه مع الملحن والمغني الراحل الشيخ امام عيسى، واصبح الاثنان معًا من اهم ظواهر تظاهرات الطلبة في الجامعات المصرية مطلع السبعينات، اذ إن اغانيهما انتشرت في الوسط الطلابي، وكان لها دور كبير في انتفاضة 19 كانون الثاني/يناير 1979 التي اطلق عليها الرئيس السادات اسم انتفاضة الحرامية. واتسع نطاق شهرتهما في العالم العربي واصبحا معروفين لدى غالبية الشباب حتى أن شهرتهما في البلاد العربية كانت اكثر اتساعًا منها في بلدهما مصر. 
وقد اختارت المجموعة العربية لصندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة نجم سفيرا للفقراء، وقد حافظ على نشاطه السياسي والأدبي حتى أيامه الأخيرة، إذ زار مؤخرا العاصمة الأردنية، عمّان. 
وحصل الشاعر الراحل على المركز الأول في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي، وكان موقفه معادياً للأمريكان ، وهو ما وضح فى أشعاره صريحة حينما كتب عن الرئيس الأمريكي السابق "شرفت يا نيكسون يا بتاع الووتر جيت.. عملولك قيمة وسيما سلاطين الفول والزيت"، وفي المقابل كان ناعياً لتشي جيفارا أيقونة الثورة في القرن العشرين، وكان من أشد المعزين في وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، رغم سجنه خلال فترة حكمه.
وفاز نجم بجائزة مؤسسة الامير كلاوس للثقافة والتنمية تقديرا لتاثيره الكبير في عدة اجيال مصرية وعربية
وجاء في بيان المؤسسة الهولندية ان "منح الشاعر هذه الجائزة ياتي تقديرا لمساهماته واشعاره باللهجة العامية المصرية التي ألهمت ثلاثة اجيال من المصريين والعرب. فقد تميزت قصائده بحس نقدي ساخر وبتاكيدها على الحرية والعدالة الاجتماعية".
ويرى أحمد فؤاد نجم أن "العامية أهم شعر عند المصريين لأنهم شعب متكلم فصيح وأن العامية المصرية أكبر من أن تكون لهجة وأكبر من أن تكون لغة"..وكان يقول إن "العامية المصرية روح و أهم إنجاز حضاري للشعب المصري".
وتعليقًا على وفاته تحولت مواقع التواصل الاجتماعي للتدوينات المصغرة " تويتر" و " فيسبوك " إلى دفتار عزاء حدادًا على رحيله بعد رحيله، فودّعه أهل الفن والشعراء والكتاب والفنانون، 
وألف نجم العديد من الأغاني، التي تعبر جميعها عن رفضه للظلم وحبه الفياض لقضايا الشعب واستيعابه الكامل للواقع الأليم، وقد عادت قصيدته الشهيرة رجعوا التلامذة لتكون أيقونة الثورة المصرية . 
رجعوا التلامذة ـ أحمد فؤاد نجم
رجعوا التلامذة
يا عم حمزة
للجد تاني
يا مصر دا إنتِ اللي باقية
وإنتِ.. قطف الأماني

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram