وأنا بالطائرة في طريقي الى القاهرة لحضور الاحتفالية التي أقامها أصدقاء أحمد فؤاد نجم بعيد ميلاده السبعين، تذكرت بأني لم أحضر معي هدية. كانت الطائرة تمر فوق الأجواء العراقية وكان ذلك في العام 2000. تمنيت، في لحظتها، ان أمد يدي لألمس تراب الأرض واسحب منها ذرات لأقبلها. وطني هذا الذي امر فوقه وانا محروم منه. يا لها من مشاعر يصعب وصفها او حتى استيعابها. ما كان لي غير الدمع والبكاء المر بصمت. في تلك اللحظة الحزينة بالذات قررت ان تكون هديتي قصيدة، فكتبت:
طبع الناس من تحضر بحفلة عيد ميلاد
تفرح .. تضحك .. تغني .. تضوي اشموع
تركص .. تنطلق .. ما تظل ممنوعات
فقط يبقه الحزن والدمع ممنوع
بس يمكن لأن عراقي .. انسيت طعم الفرح من اسنين
وصرت بأسعد اللحظات أصب ادموع
لذا أعتذر يا أحمد، إذا رغم الفرح ما زال بعيوني الحزن مزروع
أنا يا شاعري الطيب .. أحبك مثل ما حبوك أهلي اهناك
حب مصر وبهية بيوم غنيناها كلنا وياك
وصار اسمك واسمها بكل قلب مطبوع
يا أحمد: بهية .. أمّ طرحة وجلابيه
اكتشفناها عراقية
ولو ماكو فرق ما بين مصرية وعراقية .. بس
بهيتنا العراقية .. كتلها الجوع يا أحمد وذلّوها الحرامية
بهيتنا العراقية .. اللي جانت حديقة تفيي كل الناس
تتحسر غدت عالنور والميّه
بهيتنا العراقية أم أجمل وجه واحلا شفايف ذبلت من الخوف
ويا ساعة نفسها يفارك الريـّه
وبهيتنا العراقية أم صوت الحلو .. أم أعذب الألحان
قسى اعليها الزمان وجارت الدنيه
ومع هذا تسلم اعليك .. وتهديلك الف بوسه عراقية
وتحيات العراقيات .. وأشواق العراقيين
ونكلك الف مبروك يا أحمد ..
وانت تضوي بيدك شمعة السبعين
علق كوكب حمزة: هي هاي الألف بوسة اللي يدور عليها أحمد!
رد أحمد فؤاد نجم: اني والله أحسست بها مرثية أكثر مما هي تهنئة.
خلاص يا عم أحمد، لقد حل يوم الرثاء الذي لا أجيد الكتابة فيه .. وان كنت قد حسبتها مرثية مني فخذها يا مالئ الدنيا وشاغل الناس بحق.
وداعاً أبدياً موجعاً يا شاعري الطيب.
عن بهية المصرية والعراقية
[post-views]
نشر في: 4 ديسمبر, 2013: 09:01 م