مزهر زناد، معلم فصل من الخدمة ، لرفضه المشاركة في قاطع الجيش الشعبي ، أثناء الحرب العراقية الإيرانية فسجل لنفسه كما يقول موقفاً بطولياً داعماً للسلام ونبذ الحرب ، امضى سنوات من خدمته في محافظة ميسان في قرية العِدِل ، بكسر حرفي العين والدال ، لاحقته العقوبات الإدارية والنقل من مكان الى اخر، بفعل شكاوى قدمها الأهالي ضده تتهمه بتعليم الشباب شرب الخمر ، ونجح في كسب الكثيرين منهم.
"ابن زناد "اليوم يعمل "نجار قالب " مهنة آبائه وأجداده ، يدعي امتلاك مواهب كبيرة منها نظم الشعر بالفصحى ، واللهجة الدارجة ، و اطلاق التعليقات الساخرة بنكات من العيار الثقيل اعتاد على توجيهها لمسؤولين رفضوا إعادته لوظيفته او إحالته للتقاعد ، معارفه على اطلاع كامل بمواهبه فهو عندما تلقى الأمر الإداري القاضي بنقله من مدرسة قرية العدل الى أخرى في قرية الاعويج ، قدم طلب اعتراضه لمديرية التربية متضمناً بيتاً من الشعر " في العدل ما استقمنا ... فكيف في الاعويج نستقيم " فرفض طلبه مع مضاعفة العقوبة ، ومن مآثره أيضاً استناداً لروايات يتناقلها المعارف ، انه يوم كان زبوناً دائماً في نادي العمال و الموظفين في العمارة قدم نصيحة لمنتسبي معمل الورق لزيادة أجورهم ، بإطلاق هتاف يذكرون فيه اسم بدن فاضل نائب رئيس اتحاد نقابات العمال الذي اعدم مع محمد عايش وآخرين واسم شقيقه رسن لحظة دخولهما الى القاعة ، ولقنهم الهتاف :" ها يرسيِّن وصي بديِّن خلي يزود العمال " فاعترض احد الحاضرين على تصغير الاسمين ، ثم تراجع عن موقفه بعد اقتناعه بضرورة الحفاظ على الوزن الشعري للهتاف ليكون مؤثراً .
أثناء وصول الوفد النقابي برئاسة بدن وخلفه شقيقه رسن شهدت القاعة عاصفة من التصفيق الحار ورددت الطبقة العاملة الهتاف ، واثمر عن نتاج إيجابية فورية بزيادة الراتب دينارين ، واثر ذلك اصبح ابن زناد يشرب ويأكل على حساب البروليتاريا لمدة شهر كامل .
تحشيد الجماهير للمطالبة بحقوقها ، موهبة أخرى يتمتع بها الرجل لم يستخدمها منذ زمن طويل ، واستجابة لنصيحة احدهم بان يسخر مواهبه في الدعاية الانتخابية ابدى استعداده ليكون مدير دعاية انتخابية لأية قائمة تطلب خدماته ، مع ضمانات بانها ستحصد المزيد من الأصوات ستمنحها أغلبية مريحة في مجلس النواب المقبل ، فبدأ يوزع رقم هاتفه بين مكاتب العقارات ، واجرى اتصالات مع إعلاميين للترويج لخدماته ، وكلف جيرانه ممن لهم صلة قرابة بمسؤول او سياسي لتكليفه بمهمة إدارة الدعاية الانتخابية ، لقدرته في التأثير وجعل حشود الجماهير تتوجه الى صناديق الاقتراع لتنتخب مرشحها الأفضل ، ومن ضمانات ابن زناد انه لا يفكر إطلاقا بالجانب المالي لخدماته ، ولكنه اشترط ان تودع مستحقاته لدى طرف ثالث ، يتسلمها بعد الفوز العظيم بهتاف : صوتنا لخالد وعكاله .... بس لا تندم ذيج الخاله "
حملة "ابن زناد"
[post-views]
نشر في: 6 ديسمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 1
احمد الهاشم
العمود اليومي عمل ابداعي جميل اقل ما فيه قدرة الكاتب على التنويع فيما يكتب وسط الهم اليومي للمواطنين وجميل جدا الربط بين حوادث ومادة العمود لكن الاساس ان يكون الاستشهاد مبنيا على حقيقة عاشها الكاتب او نقلت اليه وهو متأكد مما يكتب فقصة المعلم الذي كان في