اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > الوحدة البشرية

الوحدة البشرية

نشر في: 3 نوفمبر, 2009: 03:53 م

الكتاب الاول: الوحدة كطريقة للحياة تأليف: توماس دَم الكتاب الثاني: (الوحدة: الطبيعة البشرية و الحاجة للاتصال الاجتماعي) تأليف: جون كيشيوبو و ويليام باتريك ترجمة: عادل العامل كان الأميركيون يُعتبرون في ما مضى الشعب الأكثر اجتماعيةً على الأرض.
أما الآن، فالأمر لم يعد هكذا، كما يقول كريستوفر لين في عرضه النقدي هذا. فهم، وفقاً للتقارير، لديهم أصدقاء و مؤتمَنون أقل من ذي قبل على الإطلاق. و هناك 30 مليوناً منهم تقريباً يعيشون وحدهم، و 60 مليوناً تقريباً يعانون من الشعور بالوحدة loneliness. و قد وجدت دراسة حديثة أن ربع المستجيبين لهذه الدراسة ليس لديهم تماماً مَن يتحدثون إليه بصراحة و حميمية. ولدينا الآن كتابان يعالجان هذه المشكلة، و يؤكدان أنها أكبر بكثير مما تشككنا فيه، لكن أياً منهما ليس مُرضياً بالكامل في تحليله أو توصياته. فكتاب توماس دَم) Dumm الوحدة كطريقة للحياة) كتاب هادىء، تأملي يهتم بالاستغراق المفرط في الذات الذي يمكن أن يبتلي المرء بالوحدة. و صورة السيد دَم عن الوحدة كئيبة و أحياناً صعبة التقبل تماماً. فالوحيدون lonely، كما يقول، هم لاجئون من الآخرين و الغرباء إلى أنفسهم. و عزلتهم تجعلهم يرتابون في أي واحد و في أي شيء. و مع هذه الكثرة من الناس المبتلين بذلك، يشعر السيد دَم بالقلق من العبء الجماعي على ثقافتنا. " فهل يهم سياستنا ما إذا كنا وحيدين فعلاً؟ " أجل، يصر كتابه محقاً، " إنه يهم بشكلٍ عميق ". و يبدأ كتاب " الوحدة " هذا بطريقة ملتوية، بقراءة مطوَّلة لمسرحية شكسبير (الملك لير). و يرى السيد دَم إلى وحدة كورديليا كقصة رمزية لوحدتنا. فمعها، " تصبح الوحدة طريقةً للحياة. و هي بالتالي إنساننا الحديث الأول ". و كورديليا بالطبع شخصية مزدراة من أب مهتم جداً بما ينبغي أن يعنيه حبها لملاحظة قيمته الحقيقية. لكن هل نحن جميعاً كورديليا الآن؟ كلما زاد السيد دم من دعم هذا التشبيه، بدا مأزقنا أقل تشابهاً معها. فنحن مشغولو البال جداً بالوضع ststus و المادية materialism، كما يقول، إلى حد أننا لانستطيع ملاحظة كيف يمكن أن يُفقر هذان العاملان العلاقات الإنسانية: " إن رغباتنا التي لا تنتهي تبقى غير مشبَعة... إننا نتحرك هنا وهناك من العالم خجلين بشكل خفي من تظاهرنا... ". و إذ تتراكم العموميات، تزداد المناقشة غموضاً مثلما هي الحال مع تخمين الملك لير لابنته. أما كتاب جون كيشيوبو و ويليام باتريك (الوحدة: الطبيعة البشرية و الحاجة إلى الاتصال الاجتماعي)، فقد تركني أرغب بالمزيد من شكسبير. فليس مجرد جمال نثره، بل و فهمه العميق لسيناريوهات معقدة و غادرة كتلك التي تتكشف في " الملك لير ". و بدلاً من هذا، فإن الكتاب الجديد، حتى بشأن موضوع عميق و مزعج كالوحدة، يقدم تقريراً مرحاً عما يضيفه الناس الآخرون إلى حيواتنا. و نجد السيد كيشيوبو، و هو المؤلف الرئيس للكتاب، يخبرنا بأن " الناس السعداء يُصبحون ناساً أقل وحدةً، و الناس الأقل وحدةً يميلون لتكوين مزيد من المال ". و ليت الأمر كان فقط بسيطاً هكذا. فالكليشيهات التي لا نهاية لها، التي كان المؤلفان يتصيدانها بشأن التفكير الإيجابي، و الخلايا العصبية العاكسة، و الجينات الأنانية تشوّش لقطاتهم التصويرية للأفراد المنعزلين الذين هم في البحر تماماً في المجتمعات التي تغلفهم. فإذا كانت " الوحدة ليست حكماً بالحياة و إنما ببساطة نداء لإصلاح الاتصالات الاجتماعية "، كما يعلن المؤلفان، فإن التشديد إذن على " السر في النجاح " لا يهوِّن فقط من حجم المشكلة، بل و يقلل من حقيقة الأعداد الكبيرة من الأميركيين الذين يصبحون منعزلين في المقام الأول. و إذا كان من اللازم تصديق السيدين كيشيوبو و باتريك، فإن الجينات هي السبب جزئياً. ذلك " إن الوحدة نصف موروثة "، كما يجزمان، مشبّهين المشكلة بصدمة نشوئية تحثنا على العودة مجدداً إلى الجماعات حين نحس بكوننا مقطوعين عنها. لكن إذا كانت تلك هي القضية، فلماذا إذن يعيش أميركيون كثيرون إلى هذا الحد تلك الصدمة الآن أكثر من ذي قبل، و بصورة أكثر حدةً من أمم أخرى؟ بعد تحليل مطوَّل للتخيل الدماغي، و هرمونات الإجهاد، و ضغط الدم، و استجابات نظام المناعة، يبيّن المؤلفان أن الوحدة تأخذ ضريبة سايكولوجية. و يستطيعان أن يحدّدا الألم وفقاً لفحص fMRI دقيق، في الأقل، حتى إذا كان الفحص scan نفسه لا يمكنه أن يميز بين الألم البدني و الاجتماعي. لكنهما أقل إقناعاً إلى حد كبير في تسمية السبب الأساسي لتلك المعاناة و توضيح لماذا اشتدت في بعض البلدان، و ليس في غيرها. في مثل هذه اللحظات، فإن حججهما من السايكولوجيا النشوئية تتأرجح على اللامعقول. فالمراهق القلق في حفلة، على ما يبدو، " يشبه بالضبط صياداً - جامعاً يسمع صوتاً منذراً بسوء في أحراش ". و يعلن المؤلفان، " حينما نشعر باللاأمان، فإننا نقوم بنفس ما سيقوم به صيّاد- جامع على سهول أفريقيا ــ نمسح بنظرنا الأفق بحثاً عن تهديدات بالخطر ". و لا شك في أن إعادة إفراغ مث

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

كلوب بعيد عن تدريب المنتخب الأمريكي بسبب "شرط الإجازة"

"مشروع 2025".. طموح ترامب يتحول لسلاح بيد بايدن

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram