TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > استقل واحفظ هيبتك!

استقل واحفظ هيبتك!

نشر في: 7 ديسمبر, 2013: 09:01 م

هزّ قرار محكمة (كاس) الدولية جدار الثقة للبنية التحتية لمجلس إدارة اتحاد الكرة وحلّ ركائزه التي بدت هشة وآيلة للتحطم عندما يُجهِز قرار مجلس شورى الدولة على البناء ذاته كلياً بعدما نخرته اللوائح الضعيفة وهي تمرر دخول الفائزين في دورة 2011 عبر نفق غير شرعي!
الآن لم يبق مبرر واحد لرئيس الاتحاد ناجح حمود أن يُظهر مقاومته الشكلية ويرفع حنكه ويقطّب حاجبيه متحدياً كل من أسهم في إسقاط نصف ولايته وأغرقها في اتهامات عدم شفافية الحراك الانتخابي وما تبعه من إجراءات كشف قضاة (كاس) أنها باطلة وغير معترف بها وأسدوا برسالة غير مباشرة تدين الرئيس نفسه بارتقاء منصة الفوز على سلالم مصطنعة بفعل فاعل مثلما اعترف احد موظفي الاتحاد انه ارتكب جرم التزوير في النظام الداخلي أمام قاضي التحقيق في لوزان!
فلمصلحة مَن يتظاهر حمود ومعه بقية أعضاء الاتحاد في ممارسة أعمالهم غير مبالين لقرار دولي صريح في توصيف وجودهم اللا قانوني طوال سنتين ناهيك عن الأخطاء الكثيرة التي رافقت سياستهم في إدارة شؤون الكرة التي غطّت على ايجابيات اجتهادهم في محطات محدودة ، فضلاً عن العزلة التامة التي فرضوها على الهيئة العامة بالرغم من أن أصواتها هي من منحتهم مفاتيح الأحلام السعيدة لواحد من أهم بيوت الرياضة وأكثرها شعبية وتنعماً بسلطتها على الأندية والمنتخبات والترحال على بساط السندباد حول العالم.
لا مفرّ من الإذعان لدواعي ندائنا المخلص ، فالاستقالة برغم مرارة إمضائها عند البعض فإنها إقرار شجاع بحفظ الهيبة والشعور بالاستقلالية الشخصية التي تتحكم في دفع النفس عن أية ضرر ينجم عن التشبث بالمنصب ، فالحياة تستمر ونبض الكرامة يبقى حياً بوجود المنصب أو من دونه ، وتاريخ ناجح حمود ليس خافياً عمّن واكبه ، مخلصاً للكرة العراقية في أوج عطائه لمهنة التدريب ولم يكن متخاذلاً في أصعب الظروف التي كان خلالها أي مدرب يسلم قلبه لطوارىء القلق حينما تسند إليه مهمة وطنية صعبة ، وهو من أسهم في ارتقاء فريق النجف إلى مصاف الكبار ودخوله موسوعة (كلاسيكو) الدوري العراقي بصحبة تلميذه النجيب عبد الغني شهد ، وحمود ما بعد 2003 حافظ على توازن حضوره بين الجميع وكان أكثر نشاطاً ودفاعاً عن حقوق اللعبة واستقطب شعبية أوسع بعدما تقمّص في أكثر من مؤتمر صحفي دور الرئيس السابق حسين سعيد الغائب آنذاك لأسباب شخصية وحرص بشدة على تبني سياسة القرار الجماعي أمام المعترضين طوال الفترة من عام 2004 إلى عام 2010 ، فلماذا تغير الرجل بعد تحية المصوّتين له في ليلة التتويج بالزعامة ؟!
حقيقية إن نتائج محكمة (كاس) وما اطلعنا عليه من وثائق ، وما استمعنا من أقوال شهود حضروا جلسة المحكمة عمّا نشر من غسيل الانتخابات يُجيب عن كل التساؤلات المحيطة بولاية حمود التي لم تتعرض إلى تهمة التزوير فحسب كما جاء على لسان كبير كتلة المعترضين فلاح حسن ، بل إلى الانشقاق في العلاقة بينه وبين نائبه عبد الخالق مسعود وعدد  من أعضاء الاتحاد المستقيلين والغائبين بلا إجراء إداري يحدد موقفهم أمام العمومية ، فهل من المنطق أن يراهن الرئيس حمود على البقاء وسط اتحاد لا تؤتمن فيه الكلمة ولا ترجّح مصلحة الوطن المستغيث لإنقاذه من تناحر أبناء الكرة في مسلسل (ضياع نقطة الحياء) !
وفي الوقت الذي نترقب قول مجلس شورى الدولة في ملف أزمة الانتخابات، أخذت العناكب الانتهازية تنسج في ظلماء الكرة العراقية خيوط التحالفات المبكرة لإنشاء سقوف الترشح بناء على ذات العلاقات السطحية التي ما تلبث أن تتمزق وتنسلخ عنها كتلة معترضين جدد يباشرون الرحلة إلى لوزان لاستعادة حقوقهم الضائعة ، ولهذا لابد أن نحمي الانتخابات أولاً بضوابط صارمة تمنع توارث سلبيات المرحلة الماضية وتسمح لترشح أعضاء غير متورطين بصفقة (صوّت وانتفع)!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram