دفعني شوق عتيق الى ان اتدهدر مساء الأربعاء الفائت الى شارع "كوينز واي" بلندن، اذ قصدت بالذات مجمع "وايت ليز" التجاري. في هذا المجمع اختار جمع من الأصحاب العراقي أحد المقاهي كنقطة التقاء، او ملتقى، كل أربعاء. آخر عهد لي بالذهاب الى هناك كان قبل عام تقريبا. فوجئت بأن المقهى تصوصي من العراقيين ولم أجد منهم سوى اثنين قالا انهما أتيا بالصدفة. أحدهما لم التقه سابقا، أما الثاني فهو صديق قديم وناشط معروف في حزب الدعوة. ملامحه السابقة قد تغيرت. نحو الأفضل طبعا. للأمانة رحب الرجل بي أجمل ترحيب وقام بواجب الضيافة على أفضل وجه.
وكما تتوقعون دار النقاش حول أوضاع العراق بشتى مصائبها. فاجأني بسؤال لم يكن على البال: يا أخي انتم ليش تتهمون المالكي بأنه ذهب الى طهران للحصول على ولاية ثالثة؟ سألته: قل لي ماذا تقصد بأنتم؟ قال لي: جماعة المدى. أولا يا سيدي نحن لسنا جماعة ويشهد الله. ثم انا شخصيا لم أتطرق لزيارة المالكي ولم يصدر بيان عن الجريدة بهذا الخصوص. رد علي الثاني الذي لا اعرفه: ليش ما سمعتوا بالمطلك شكال؟ أكمل الذي أعرفه: وجماعة التيار الصدري خو كلهم يطبلون بيها. ضحكت، فاستغربا. أجبتهما هل حقا اني بحاجة للقول بأننا لا نمثل الصدريين ولا "المطلكيين"؟
ولكي أبين لهما سبب ضحكي قبل ان يرشقاني بتهمة ان "الضحك بدون سبب من قلة الأدب" قلت لهما: ان مواجهتكما لي بتهمة اتهام المالكي بالسعي لولاية ثالثة عند طهران، وانا لم افكر بذلك ولم اكتب عنه، ذكرتني بنكتة علها تعجبكما. وما هي؟ فد محشش كان يسوق سيارة. وگّفه شرطي المرور وگلّه إجازتك؟ رد السائق: أي حشيش؟
يا أخوان الحقيقة لسنا نحن بل انتم الذين شايلين هم الولاية الثالثة مثل الصخرة على صدوركم كما يبدو. أما ترون إنكما كما المريب؟ غضب الذي لا اعرفه غضبا شديدا وصاح بصوت عال: تره لا انتم ولا غيركم تقدرون تأثرون عالمالكي والشعب العراقي هو اللي يقرر بصناديق الاقتراع منو رئيس الوزراء. أجبته ببرود شديد: لكن الذي تقوله غير صحيح. فالدستور ليس فيه ما تقول. ثم ان نتائج الانتخابات الأخيرة فازت بها قائمة علاوي وليس المالكي. الشعب ينتخب نائبا للبرلمان. وحتى لو حصل هذا النائب على مليون صوت لا يجلسه المليون على غير مقعد واحد. كلامكما عن اختيار الشعب لرئيس الوزراء، والذي يروج له الكثير في دولة القانون، فيه تضليل وتدليس كبيرين.
سألني الغاضب وقد غلبه الظن انه سيفحمني: وأنتم العلمانيين تعرفون شنو معني التدليس؟
أجبته: أي حشيش؟
أي حشيش؟
[post-views]
نشر في: 7 ديسمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 2
msm
اتابع كل ماتكتبه، مقاﻻتك رائعة لكن هذه المقالة هي اﻻروع حتى اﻻن. تحياتي لك
ابو سجاد
ياخي لاتعجب من هؤلاء اطباعهم كاطباع البعثيين فلا فرق بينهم فلاتتعجب لمنطق هؤلاء فالذي حدث معك يحدث معنا كل يوم حتى ولو لم نمر على اسم ابو حمودي ينبر احدهم ويقول لماذا تكرهوا المالكي فنجيبهم نحن لم ناتي باسم المختار فيردون ويقولون كلا انتم تقصدونه بكلامكم