توفي الفنان التشكيلي العراقي رافع الناصري، صباح أول من أمس، في العاصمة الأردنية عمان عن عمر ناهز الـ73 عاما، بعد صراع مع مرض عضال.وقال الفنان التشكيلي فهمي القيسي في حديث إلى (المدى برس)، إنه تلقى "صباح اليوم، خبر وفاة زميله الفنان التشكيلي راف
توفي الفنان التشكيلي العراقي رافع الناصري، صباح أول من أمس، في العاصمة الأردنية عمان عن عمر ناهز الـ73 عاما، بعد صراع مع مرض عضال.
وقال الفنان التشكيلي فهمي القيسي في حديث إلى (المدى برس)، إنه تلقى "صباح اليوم، خبر وفاة زميله الفنان التشكيلي رافع الناصري بمنزله في العاصمة الأردنية عمان عن عمر ناهز 73 عاما"، مبينا أن "الناصري كان يعاني من مرض عضال الذي ألم به منذ سنوات عدة".
وأضاف القيسي أن "الناصري كان يتلقى العلاج في ـأحد المستشفيات الأردنية قبل نقله إلى منزله ليتلقى الرعاية هناك".
القيسي قال في وداعه للفنان رافع الناصري "نم قرير العين يا أخي... وداعا لزميلي الذي رحل من دون ان نلقي عليه نظرة الوداع وهو في الغربة بعيدا عن بغداد سنفتقدك كثيرا".
وعزّى القيسي جميع الفنانين العراقيين في الخارج والداخل بوفاة هذا الفنان المبدع.
إلى ذلك قال الفنان سعد الطائي إن "رافع الناصري بالنسبة لي أخ وزميل أولا وهو فنان معروف له باع طويل في الحركة العراقية بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام، تخصص وبدع في مجال الكرافك، فنان متميز أنتج الكثير من الأعمال المتميزة" ، مضيفا "يعد رحيله فاجعة بالنسبة لنا ،لأنه لم يكن بالعمر الذي يذهب به بهذه السرعة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وبقي هو وبقيت أعماله متداولة بين الناس وهذا ما يخلده في تاريخ الفن العراقي".
من جانبه بيّن الفنان إبراهيم رشيد ان "رافع الناصري لم يكن فنانا فقط بقدر ما كان مربيا وأستاذا ،وهذا الفنان باق في كثير من الآثار الفنية والإنسانية، فمن الناحية الفنية استطاع ان يؤسس في تاريخ الفن العراقي الحديث تجربة فنية رائدة في فن الكرافك".
وأشار رشيد إلى ان "رافع وهو من جيل الستينات استطاع ان يساهم في عبور الفن العراقي من جيل الرواد إلى جيل الحداثة ،ومن الناحية الإنسانية هو مربّ من الطراز الأول الذي أقف أمامه بإجلال وإكرام واحترام إلى هذه القامة الكبيرة والرفيعة والأنيقة والصادقه في الفن العراقي".
وذكر أن "رافع خرّج ودرّس أجيالا من الفنانين ،ورغم انه لم يدرسني لكنني تعلمت منه أناقة الفن والجمال في تجسيد العمل الفني ،ولذلك رافع الناصري ليس كغيره من الفنانين العابرين لأنه سيبقى خالدا في ذاكرة كل فنان وسيبقى عالقا في أذهان الفنانين الذين تتلمذوا على يده وتخرجوا وأصبحوا فنانين لهم حضور مميز في داخل العراق وخارجه".
واسترجع رشيد ذكرياته مع الناصري قائلا "كنا أنا ورافع الناصري زملاء مدرسين في معهد الفنون الجميلة سنة 1986 في قسم الكرافك استطعنا ان ندفع بتجربة فن الكرافك إلى مستويات متطورة وراقية".
وبين ان رافع الناصري لم ينقد يوما إلى الفهم التقليدي للفن والثقافة وإنما كان إنسانا ذا ذهن ومخيلة حداثوية راقية رسمت صورة مميزة له .
وأضاف رشيد "كانت تجربة الناصري مع زوجته الأديبة والناقدة مي المظفر، تجربة ثقافية وإنسانية راقية قلما نجدها في حياتنا الآن".أما الفنان عبد الرحيم ياسر فقال عن الفنان الراحل إنه أحد أهم فناني الحداثه ،وهو بالتأكيد الفنان المميز بالكرافك ،وإذا ذكر هذا الفن يجب ان يذكر رافع الناصري، مبينا انه أستاذ وفنان أنتج فنا مميزا في التشكيل العراقي وكانت له بصمة مختلفة ،إذ انه أدخل مواد جديدة إلى اللوحة و أسس مع شاكر حسن آل سعيد مجموعة البعد الواحد وله مدونات عن الكرافك ودرس هذا الفن في ثلاث دول.
وذكر ياسر ان "الناصري كان فنانا أنيقا مميزا وخلوقا وفيه جميع الصفات الجميلة".
وودع ياسر، الفنان الراحل بهذه الكلمات "ستعيش طويلا في العراق يارافع لأن ما أنتجته مهم لوطنك وللأجيال القادمة".
الفنان علي المندلاوي اعتبر وفاة رافع الناصري خسارة كبيرة وذكر ان " رافع هو معلمي الأول الذي لم يدرسني إطلاقا وكان من أشد المتابعين لعملي منذ كنت في الصف الأول في معهد الفنون الجميلة ومن أشد خساراتي إنني لم اختر درس الكرافك الذي كان يدرسه.. آخر اتصال لي معه كان قبل ثلاثة أشهر في عمان".
وقال إن "رافع الناصري فنان عالمي من الطراز الأول ،وهو المؤسس لفن الكرافك في العراق والمؤثر الأول في هذا المجال على أجيال من الفنانين، عمله الفني البصري لا يقدّر بثمن خسارتنا كبيرة بموته ،والشيء الموجع أنه يموت في الغربة خارج بلده كما توفي عبد الوهاب البياتي في عمان وكذلك الجواهري الذي توفي في دمشق، ولا نعرف بعده من سيتوفى من عشرات المبدعين العراقيين خارج بلدهم".
المنلادوي وصف رحيل رافع الناصري بأنه شمس غابت عن سماء العراق.
ولد الفنان التشكيلي العراقي رافع الناصري في عام 1940، ودرس في معهد الفنون الجميلة في بغداد من عام 1956 حتى عام 1959، وفي الأكاديمية المركزية في العاصمة الصينية بكين من عام 1959 حتى عام 1963، وتخصص في الغرافيك (الحفر على الخشب)، وفي عام 1963، أقام أول معرض لأعماله في هونغ كونغ، وبعد عودته إلى بغداد، درس في معهد الفنون الجميلية إذ كان فنه واقعيا تشخيصيا.
سافر الناصري إلى البرتغال في عام 1967، ودرس الحفر على النحاس في (غرافورا) لشبونة، في هذه الفترة اكتشف جماليات الحرف العربي وأدخلها في تكوينات تجريدية، كما أكتشف الاكرليك واستعمله بدلا من الألوان الزيتية، و بعد عودته إلى بغداد في العام 1969، أسس جماعة (الرؤية الجديدة) مع عدد من الفنانين العراقيين، وشارك في تأسيس تجمّع (البعد الواحد) مع شاكر حسن آل سعيد.
ترك رافع الناصري بغداد في عام 1991، ودرّس في جامعة إربد في الأردن وساهم في 1993 بتأسيس محترف الغرافيك في دارة الفنون في عمّان، وأشرف عليه لبضع سنوات، وفي 1997 درّس في جامعة البحرين وأصبح مديرا لمركز البحرين للفنون الجميلة والتراث، وأقام في المنامة عام 1999 معرضه المهم (عشر سنوات... ثلاثة أمكنة)، ثم عاد وأقام في العاصمة الأردنية عمان مع زوجته الكاتبة والشاعرة والناقدة الفنية مي المظفر.
أقام رافع الناصري عددا كبيراً من المعارض الشخصية وشارك في معارض عربية مشتركة في بغداد و بيروت و دمشق و الدّار البيضاء و المنامة و عمّان كما شارك في كثير من المعارض العالمية في برلين ولشبونة ولندن و باريس ونيو دلهي وفردريك شتاد ووارشو وسيئول وساو باولو وجنيف ونورث تكساس.
جميع التعليقات 1
صالح الزيدي
هكذا الحياة ياسيدي تبدا وتنتهي بسرعة ولكن العظماء لن تنتهي لانهم خالدون باعمالهم وانجازاتهم وكان رافع فعلا رفيع المستوى استاذا فاضلا وفنانا كبيرا