"اختلاف أمتي رحمة" حديث نبوي وضعه المفسرون في باب (ضعيف) وهو أمر طبيعي في (أمتي) التي سبقت العالم كله في ازدراء الاختلاف.
لكنني سأرجح "قوة" الحديث النبوي لدواعٍ نقدية لأنه يعزز ثقافة الاختلاف في الأمة ويمتدح الجدل.
المناسبة: عمود صديقي الكاتب والإعلامي محمد عبد الجبار الشبوط في قراءته لخبر صحيفة (الإندبندنت) البريطانية ومنه:
"قرأت في صحيفة "الإنديبندنت" البريطانية صباح الأحد (تقريراً) نشرته بمناسبة وفاة المواطنة البريطانية بروك كرينبيرغ، عن عمر يناهز العشرين عاماً. المثير في الأمر أن الفتاة البريطانية توقف نموها منذ كانت في الرابعة من العمر. ماتت وهي في العشرين، لكنَّ شكلها وعقلها كان بعمر 4 سنوات فقط. على امتداد عمرها القصير، كانت بروك المولودة في العام 1993 تخضع لدراسة العلماء البريطانيين لمعرفة سبب تجمّدها عند السنة الرابعة من العمر.
لكنَّ المسألة كانت تثار دائماً حين يدور الحديث عن الإمام المهدي الذي يُفترض أنَّه "غاب" قبل أكثر من ألف سنة، والذي تقول الروايات إنَّه سيكون على شكل رجل في الأربعين من عمره حين "يظهر"، او كما قال الرسول محمد (ص): "المهدي من ولدي ابن أربعين سنة، كأنَّ وجهه كوكبٌ دريٌّ، في خدّه الأيمن خالٌ أسود، عليه عباءتان قطوانيتان، كأنَّه من رجال بني إسرائيل، يستخرج الكنوز، ويفتح مدائن الشرك ". (أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي).
وكان الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر قد عالج هذه المسألة في بحثه "حول المهدي" الذي جعله مقدّمة لموسوعة الإمام المهدي للمرجع الشهيد السيد محمد الصدر، وكتبه في أربعة أيام منذ الثالث عشر من شهر جمادى الثانية سنة 1397 وانتهى منه عصر اليوم السابع عشر من الشهر نفسه، أي قبل 38 سنة هجريّة. تساءل الصدر في هذه المقدّمة: "كيف تأتّى لهذا الإنسان أن يعيش هذا العمر الطويل وينجو من قوانين الطبيعة التي تفرض على كلِّ إنسان أن يمرَّ بمرحلة الشيخوخة والهرم في وقت سابق على ذلك جداً وتؤدي به تلك المرحلة طبيعياً إلى الموت؟ أو ليس ذلك مستحيلاً من الناحية الواقعيّة؟" وفي معرض الإجابة عن هذا السؤال طرح الصدر ثلاثة أنواع من الإمكانات، وهي: الإمكان العملي، والإمكان المنطقي أو الفلسفي، والإمكان العلمي. وقال إن امتداد عمر الإنسان ممكن من الناحية المنطقيّة الفلسفيّة، لأنَّ ذلك ليس مستحيلاً من وجهة النظر العقليّة التجريديّة، وحتى لو افترضنا أنّ العمر الطويل ليس ممكناً من الناحية العمليّة، فإنّه ممكنٌ من الناحية العلميّة، حيث لا يوجد علميّاً ما يبرر رفض الإمكان العلمي (كذا!). بل إنّ الصدر قال:"إنّ اتجاه العلم سائرٌ في طريق تحقيق هذا الإمكان".
والنتيجة: إذا نجح العلماء البريطانيون في حلِّ إشكالية العمر الطويل عن طريق اكتشاف الجين او الجينات المؤديّة الى الشيخوخة والهرم والموت، وتمكّنوا من محاصرتها وإيقاف عملها أو تأخيره، فإنّ إطالة عمر المهدي لا تعود بحاجة إلى إعجاز أو معجزة لتفسيرها".
تلكم مقتطفات ضافية من عمود الصديق الشبوط كي لا أتهم بأنني اجتزأت وقرأت انتقائياً.
سؤال 1: هل كان الإمام المنتظر يعاني مرض نقص النمو؟
سؤال 2: هل توصل علماء المسلمين، قبل أكثر من ألف عام، إلى ما يبقي على الإنسان في عمر معين من دون بلوغ الشيخوخة؟
أقول للصديق الشبوط: صديقي الكاتب.. على عينك حاجب!
صديقي الكاتب.. على عينك حاجب!
[post-views]
نشر في: 9 ديسمبر, 2013: 09:01 م