محكمة "كاس" وكتلة المعترضين والاتحاد المنحل او غير الشرعي والهيئة العامة والانتخابات وغيرها من المفردات التي طرقت أسماعنا في الآونة الأخيرة وأخذت حيزا كبيرا وأصبحت مثار جدل الشارع الرياضي بخصوص ما آلت إليه الأوضاع الأخيرة التي شغلت الوسط الرياضي وبات الجميع متلهف لسماع آخر الأخبار وتركوا العديد من الأمور التي كانت تسيطر على الواقع الرياضي، حيث تمكنت كتلة المعترضين التي تشكلت فور انتهاء الانتخابات الاخيرة التي أقيمت في 18 حزيران 2011 والتي سعت للإطاحة بالاتحاد وفعلا تحقق لها ما أرادت وكسبت الجولة، لكن التساؤل الذي يفرض نفسه على الواقع الحالي هو أين هي كتلة المعترضين؟ هل تبخرت؟ هل انتهت مهمتها؟.
كتلة المعترضين التي بذلت أموالا طائلة من أجل كسب تلك القضية المراد منها الإطاحة باتحاد الكرة والتي توقع الجميع أنها ستواصل سعيها من أجل ارتقاء مناصب خلال التشكيلة الجديدة لإدارة الاتحاد الذي سيتم انتخابه يوم 18 كانون الثاني المقبل ، إلا ان ما حصل هو أنه سرعان ما أدارت تلك الكتلة وجهها عن تلك الانتخابات وكأن دورها انتهى ليرشح رئيس وأعضاء الاتحاد المنحل انفسهم للتشكيلة الجديدة وكأنها مسرحية تجسد أمام أنظار الجميع، فبعد أن كانت الأنظار كلها تتجه صوب رئيس نادي الزوراء فلاح حسن الذي سعى جاهدا من أجل كسب تلك القضية نرى انه أعلن انسحابه من معركة الانتخابات ليتيح المجال لخصمه الذي انتصر عليه في الجولة الماضية ناجح حمود الذي لم يجد منافسا من تلك الكتلة التي لم تسكت خلال عامين ونيف حتى أوقعت به ليعود ثانية لكن هذه المرة من دون منافسة أي منهم حتى وجد نفسه نائبه الأول أمام رغبة جامحة للتصدي هذه المرة لكرسي الرئاسة الذي بات قريب المنال منه بحكم ما يتمتع به الملا عبد الخالق مسعود من علاقات جيدة من قبل العديد من اعضاء الهيئة العامة ولقي دعماً كبيراً من قبل أعداء حمود سواء أكانوا في الهيئة العامة أم خارجها تحت طائلة (عدو عدوي صديقي) ليجد في نفسه الكفاءة والقدرة على التمسك بهذا المنصب رغم طلب حمود له بالانسحاب ليصفو له الجو فيتجسد المثل السائد (وفسر الجهد بعد الجهد بالماء) ويعود كل من تم اقصاؤه من موقعه الى ذات الموقع.
مسكينة انت ياكرة العراق فلا نعرف الى متى ستبقين تعانين ممن يتلاعبون بمشاعرك الرقيقة، للأسف الضحية الوحيدة في هذه المعادلة هي كرة القدم العراقية التي تصدعت كثيرا جراء جرها لأذيال الخيبة، فلم تكف الاخفاقات التي تعرضت لها من قبل لتأتي لعبة الانتخابات وتخسرها ايضا لتضاف لهزائمها الكثيرة.
تساؤل مشروع يضع نفسه أمام أنظار كل المعنيين بالشأن ورجال القانون والحكومة العراقية والمسؤولين على الرياضة العراقية مفاده انه اذا كانت محكمة دولية تعد الأهم والأقوى في العالم كله بمجال كرة القدم تحكم على اتحاد الكرة العراقي بالمتلاعب بالانتخابات نتيجة الخروقات التي رافقت عملية الانتخابات الماضية وتقرر اعتبارها باطلة ويكون قرارها إعادتها مع تحديد موعد جديد لها أقصاه 20 كانون الثاني المقبل، لا أعرف كيف يتيح القانون العراقي لهذا الاتحاد الذي توضح انه متلاعب ومزور فيما سبق ليسمح له بالترشيح ثانية للانتخابات الجديدة وبكل تأكيد سوف يفوز ثانية وثالثة طالما هي نفس الهيئة العامة التي وضعته على دفة القيادة وسوف تمارس حقها الشرعي ثانية.
والجميع يعرف ان المتهم بريء حتى تثبت إدانته وقد انتظر الجميع عامين ونصف حتى ثبتت إدانة الاتحاد لكن العقوبة كانت مكافأة جديدة هي السماح له بإعادة ترشيحه للتشكيلة الجديدة، في الوقت الذي ظهر على شاشات التلفزة بعض رؤساء الأندية الجماهيرية وهم يمنون انفسهم بانهيار هذا الاتحاد حتى يتمكنوا من القيادة الجديدة لكن للأسف لم نر أياً منهم ينتخي ويعلن ترشيحه على الملأ، فهل يأتي هذا من عدم الثقة بأنفسهم أم بهيئتهم العامة؟ أكيد الجواب عند أهل الشأن.
عقوبة أم مكافأة؟
[post-views]
نشر في: 9 ديسمبر, 2013: 09:01 م