عندما يصبح أمر إدارة الدولة، خاصة أمن ناسها، بيد من لا رحمة في قلبه أو في ضميره، فلا تستغربوا ان يسترخص القتلة دماء الناس فيها. حتى فقدان الرحمة درجات لحد اننا سمعنا بان من أخلاق اللصوص، وهم لصوص، انهم لا يسطون على بيت أرملة أو إنسان معاق. قرأت مرة ان لصا سطا على دار في إحدى الدول الغربية، ربما هي المانيا، فصادفه طفل من العائلة يبكي من الجوع في فراشه. أطعمه اللص ثم ذهب ليشتكي أهله عند الحكومة بتهمة التقصير برعاية ولدهم ولم يبال في تعريض نفسه للمساءلة القانونية. وفي أيام طفولتي حين كنت أستمع للمقتل الحسيني يكاد عقلي لا يصدق، وأنا طفل، قسوة أعداء الحسين. كل المآسي كانت عندي بكفة، وقتل ذلك الضرير صاحب مسلم بن عقيل بالكوفة من قبل قوم ابن زياد ويزيد، بكفة أخرى. أمعقول ان يستأسد العسكر على أعمى؟ بشاعة لا تخطر على البال حتى في الخيال. فما رأيكم بأن هذا يحدث بعراق المالكي اليوم وفي مدينة الإمام علي بالذات؟ تفضلوا هذا الرابط لأحيّركم مثلما أحترت في التعليق عليه:
http://hammurabi-news.com/viewcontent/?c_id=11055
رغم كل ما أثاره الخبر وأحداثه المصورة والموثقة من غضب وقرف في نفسي، إلا ان تعليق عضو مجلس محافظة النجف العلوية أزهار الطريحي على الحدث، جعلني أضرب رأسي بشاشة اللابتوب. تقترح العلوية، رغم أنها لم تكن حاضرة في المشهد، أنهم "واحد ضرب الثاني". أولا، من هو الواحد ومن هو الثاني؟ ثانيا، انهم ثلاثة وهو أعمى يا ممثلة "دولته" ودولة قانونه. واضح ان حضرتها تعتبر ما حدث معركة متكافئة، فياعيني على ها الدولة وها القانون. لا أدرى كيف ومن انتزع الرحمة من قلوب هؤلاء حتى صاروا لا يفرقون ما بين المبصر والضرير؟
يا علوية الخير، لو كان هذا الذي حدث قرب دارك من قبل أفراد حمايتك في لندن، مثلا، لهز هذا الأعمى بريطانيا كلها وأبكاها ولخرج الناس يطالبون كل من له علاقة مباشرة او غير مباشرة بهذا الحدث المؤلم.
خوش دولة .. وخوش قانون!
[post-views]
نشر في: 10 ديسمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 1
أحمد الهاشم
الأستاذ الفاضل العقابي المحترم , هذه واحدة من آلاف , بل عشرات الآلاف وما عادت تهز ضمير ولا قلب أحد من سلاطين السلطة, هؤلاء عميت قلوبهم وصار بينهم وبين الوطن والناس حجاب الاطماع والمصالح, وكأن الدنيا باقية لهم إلى الابد , وكأنهم سيظلون باقين ما بقي العراق