كتب الناقد ماركوس بيرغمان، في صحيفة (ذا سبكتيتر) مراجعة لكتابين مهمين في العمل السينمائي ،إذ يركز جورج تيفين في كتابه (كل تلك السطور الأجمل) على دور السيناريست في صناعة السينما بينما يكشف ديفيد تومسون عن المتواليات التي تجمعها السينما بشك
كتب الناقد ماركوس بيرغمان، في صحيفة (ذا سبكتيتر) مراجعة لكتابين مهمين في العمل السينمائي ،إذ يركز جورج تيفين في كتابه (كل تلك السطور الأجمل) على دور السيناريست في صناعة السينما بينما يكشف ديفيد تومسون عن المتواليات التي تجمعها السينما بشكل آسر.
يقدم بيرغمان مقارنة نقدية ممتعة للكتابين الصادرين حديثاً. هنا ترجمة لما جاء في مقالته:
لم يعد الكثير من الناس يرتادون دور السينما، كما اعتادوا في السابق، بحجج متنوعة ،بينها عدم وجود وقت كاف لمشاهدة الأفلام، وأنا، شخصياً، ينتابني الحنين إلى تلك الأفلام بالأبيض والأسود التي كانت تعرض على شاشة تلفزيون البي بي سي2 أوقات الظهيرة بين فترة الغداء وتناول الشاي.
كتاب جورج تيفين (كل تلك السطور الأجمل) رحلة صيد إلى حوارات السينما في عصرها الذهبي ، ربما لأن السينما بدأت بالصور فقط (السينما الصامتة) ،إذ لم يكن شغيلة السينما يكنون الاحترام الكافي للسيناريست.
يقتبس تيفين من أيرفنغ تالبيرغ ما يأتي: "إن أهم شخص في إنتاج الصور المتحركة هو الكاتب، بينما ينبغي أن نبذل كل ما في طاقتنا لمنع الآخرين من تحقيقه". ويقتبس الكاتب من وليام غولدمان "السيناريو هو ما أطلقته النسويات عليه (عمل قذر)".
إذا ما كان عمل السيناريست جيداً يتجاهلونه وإذا كان رديئاً يحظى باهتمام الناس. إن لم تكن تعرف، حتى الآن، عليك أن تخمّن بشكل صائب من خلال الاقتباسين السالفين أن تالبيرغ أنتج أفلاماً بينما غولدمان مجرد سيناريست.
لكن ما هي الكنوز التي ضمها هذا الكتاب الرائع؟
جمع تيفين تدويناته تحت عدد من الثيمات غامضة السبر مثل: الحب، الأصدقاء، الأعداء، السلطة، الدموع، الوحوش، وأخيراً حرر المقتبسات التي تعد بالآلاف.
بعض الأفلام الممتازة تمثلت بخط وحيد (في الكتاب). (كازابلانكا) بجزئين: بوغارت يتبادل الحوار مع كلاود رينس:
- ما الذي أتى بك، بحق السماء، إلى كازابلانكا؟
- صحتي. جئت إلى كازبلانكا من أجل المياه.
- المياه؟ إننا في الصحراء.
- زوّدوني بمعلومات خاطئة.
وبعد صفحتين ينتهي المشهد مع إنغريد برغمان بالعبارة (ثمة من يتطلع إليك، يا طفلي).
إن أفلاماً مثل (كل شيء بشأن حواء)، (ذهب مع الريح)، (وايت هيت) ذكرت ثلاث مرات والفيلم الوحيد الذي ذكر أربع مرات هو (النوم الكبير). تيفين ليس عبدا، بشكل كلي، لأفلام الأربعينات والخمسينات.
كل مقطع في الكتاب رتب زمنياً. عبر الشبكة الاجتماعية، عام 2010، تنهي روني مارا علاقتها العاطفية بجيس إيزنبيرغ على الشكل الآتي:
(إنك في طريقك لتصبح كومبيوتريا لامعا. لكنك ستخوض غمار الحياة مثقلا بفكرة أن الفتيات لا يحببنك لأنك تلميذ منهمك جداً بمذاكرة دروسك. عليك أن تعلم، من أعماق قلبي، أن ذلك لا يمت إلى الحقيقة بصلة. لأنك لست سوى شخص تافه).
لم يضع الكاتب لنفسه مهمة وصف النكات المرئية الذي من شأنه قتل النكتة أثناء اشتغالها.
أما كتاب تومسون الجديد، من جانب آخر، فهو مكرس برمته لوصف الأشياء القابلة للوصف، وكانت محاولة جريئة منه. مدعماً بمجموعة وفيرة من اللقطات المنتقاة بعناية، اختار تومسون سبعين مما يمكن أن نسميه "لحظات سينمائية" وليس بالضرورة أن تكون أفضل اللقطات أو حتى ما يفضله هو شخصياً، ولكنها "اللقطات التي تعلق في ذاكرتي وتقفز إلى الشاشة التي في رأسي بمجرد ذكر اسم الفيلم.
كما نتوقع من تومسون يأتي اختياره وفق بصيرة ثاقبة وذكاء كبير حول كل فيلم. ويقول: "مارلين ديتريش لم تكن، حقيقة، ممثلة كبيرة. عندما طلب إليها أن تبدأ بدورها فقدت الثقة بنفسها.
لكن ديتريش لو عادت إلى الوجود ستكون المنارة التي تدعو كل البحارة إلى صخورها.
انحياز تومسون لعصر السينما الذهبي، وما بعده حيث فترة السبعينات العاصفة، سيبدو واضحاَ بلا رياء إن هناك ثلاثة عشر فيلماً فقط خلال الثلاثين سنة الأخيرة.
فيلم أو اثنان، ليسا بحكم المتوقع، على أقل تقدير. من الإنتاج الضخم للأخوين كوين ينتقي تومسون، بشكل نسبي، واحداً من أجمل الأفلام التي أنتجت خلال هذا القرن: (Burn After Reading) ولكنه يقول إنه كتابه وهذا خياره:
"أشك في أن هذا يمثل لائحة اللحظات (السينمائية) التي ستعيدك إلى طفولتك. أحدهما، حقيقة، سيقوم بذلك والثاني هو أنك ستشتاق إليه تحت تأثير إلهام تلك الأحلام البراقة، العظيمة، وتلك العتمة التي اكتنفتها.