بعد أيام قلائل على نيله أهم جوائز السينما الأوروبية هذا العام تابع جمهور المهرجان العرض الأول لأحد أهم أفلام الموسم في العالم فيلم “لا غراندي بيليزا” أو “ الجمال العظيم” للمخرج الإيطالي باولو سورينتينو في عرضه الأول في الشرق ا

بعد أيام قلائل على نيله أهم جوائز السينما الأوروبية هذا العام تابع جمهور المهرجان العرض الأول لأحد أهم أفلام الموسم في العالم فيلم “لا غراندي بيليزا” أو “ الجمال العظيم” للمخرج الإيطالي باولو سورينتينو في عرضه الأول في الشرق الأوسط  ضمن برنامج السينما العالمية .وكان الفيلم قد حصل على جائزة السينما الأوروبية لهذا العام،التي تمّ الإعلان عنها في العاصمة الألمانية برلين التي تحتضن فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمهرجان الفيلم الأوروبي. وحصل الفيلم على الجائزة الكبرى إضافة إلى ثلاث جوائز أخرى ،منها واحدة للإخراج والأخرى للمونتاج والثالثة لصاحب الدور الأول توني سيفيلو.
ويرصد فيلم “الجمال العظيم“، المرشح لنيل جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي هذا العام حياة كاتب أعزب في الخامسة والستين من عمره يطوف أرجاء العاصمة روما بين مجتمعات الأرستوقراطيين والسياسيين والكتاب والشعراء والمهمشين بحثا عن أسرار الجمال العظيم.. "جيب غامباردلا" الكاتب الذي ينغمس في الحياة الارستقراطية ،وكان آخر ما أنجزه قبل أربعين عاما كتابا واحدا. وفي رحلة خيالية اشبع بالرحلات إلى بلاد العجائب يطوف بنا غامبردلا ( بأداء معجز للمثل توني سيرفيلو) في حياة باذخة بالترف، وحيوات استثنائية غريبة .. وعلى طريقة سلفه المخرج الإيطالي العظيم فريدريكو فيلليني يعتمد سورينتينو أسلوب التمرد على التقليدية في الصنعة الفيلمية وإطلاق العنان للمخيلة في ان تفعل ما تريد.
في اليوم نفسه، وفي المسابقة نفسها عرض فيلم آخر ذاهب أيضا إلى الأوسكار بقوة هو فيلم المخرج الإيراني أصغر فرهادي الذي سبق له ان نالها عن فيلمه (انفصال نادر وسيمين ) قبل عامين ، فرهادي حضر هذه المرة بفيلمه (الماضي) الذي يستمر فيه بتكريس أسلوبه في معالجة تفاصيل مهملة من الحياة معالجة يرقى بها إلى مستوى الهم الإنساني الملح.. في هذا الفيلم كما في سابقه مشكلة اجتماعية مستهلكة لكنها عند فرهادي تكتسب أهميتها التي تستحق .. أحمد زوج إيراني يعود من طهران إلى باريس لإجراء معاملة الطلاق من زوجته الفرنسية ، التي انفصل عنها مغادرا باريس قبل أربعة أعوام، لكنه سيكون أمام وضع جديد يقلب في أوراق الماضي بجردة حساب  تدخل فيها مستجدات لم تكن في الحسبان ، وهو ما يجعله يعيد النظر بتفاصيل حياته.
ومع دخول المهرجان يومه السادس تستمر العروض المتميزة له إضافة إلى النشاطات المصاحبة.. فقد قَدمت النجمة كيت بلانشيت الحائزة على جائزة الأوسكار، "جائزة أي دبليو سي للمخرجين الخليجيين" في عامها الثاني، ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، وذلك خلال حفل أقيم في "وان أند أونلي" بفندق رويال ميراج مساء السبت 7 ديسمبر، تحت عنوان "في حب السينما"، "وقد فاز بالجائزة المخرج وليد الشحي عن مشروع سيناريو فيلم  "دلافين". تأتي "جائزة أي دبليو سي للمخرجين الخليجيين" التي تم إطلاقها العام الماضي بهدف تقديم الدعم المعنوي والفعلي لصنّاع السينما في منطقة الخليج العربي، أعقبت حفل توزيع الجوائز فقرة موسيقية غنائية أحيتها المطربة ريبيكا فيرغسون.
وبهذه المناسبة  قال جورج كيرن؛ الرئيس التنفيذي لدار "أي دبليو سي شافهاوزن": "نحن مؤمنون أن هناك أصواتاً ورؤى جديدة، تستحق الاستماع لها، ونحن على قناعة أن المواهب الصاعدة من منطقة الخليج العربي تستحق الوصول إلى العالمية، ونحن إذ نفخر بأن نكون شركاء لـ "مهرجان دبي السينمائي الدولي"، فإننا من خلال تقديم  "جائزة أي دبليو سي للمخرجين الخليجيين" نساهم مباشرة في إبراز إبداعات صنّاع السينما الخليجية، والمساعدة عملياً على خروج مشاريع الأفلام إلى النور، سواء كانت لمخرجين خليجيين متمرسين أو الصاعدين."
ويشارك النجم الأمريكي مايكل بي جوردان بفيلم الدراما الأمريكية " محطة فروتفيل " في مهرجان دبي السينمائي الدولي العاشر. يروي الفيلم الفائز هذا العام بجائزة لجنة التحكيم الكبرى وجائزة الجمهور في "مهرجان ساندانس السينمائي" قصة أوسكار غرانت الحقيقية  (مايكل بي جوردان)، الذي ترديه في 31 ديسمبر 2008 رصاصات ضابط الشرطة "بارت " ليلة رأس السنة في أوسكار الذي سيقتل بدم بارد، شاب في "محطة فروتفيل " وتحديداً في  "منطقة باي". الثانية والعشرين من عمره كان قد اتخذ قراره مع قدوم السنة الجديدة بأن يكون ابناً وسائر المجتمع الأميركي "منطقة باي" وزوجاً وأباً أفضل، وليهز مقتله المجتمع الأمريكي.
وفي إطار النشاطات المصاحبة أقيمت ندوة التصوير السينمائي في دبي التي عقدت على هامش المهرجان أمس الأول ناقشت الموضوع بحضور فيل البيرستات، المستشار القانوني لفيلم "المهمة المستحيلة"، وعمار الخريسات، منتج مقيم في دبي، وجمال الشريف، رئيس لجنة دبي للإنتاج السنيمائي والتلفزيوني، والمخرجة نايلة الخاجة، وجوليان خباز، رئيس الاستثمار المصرفي "إف إف أيه برافت بانك" ونخبة من الخبراء والمنتجين .
ولأول مرة في المنطقة توفر منصات العارضين في سوق دبي السينمائي رافداً مهما تربط شركات تعنى بالخدمات السينمائية مع صناع هذا الفن، ومن قاعة الجوهرة اجتمعت أجنحة العرض التابعة لدول عربية وأجنبية ،مثل لبنان وقطر والإمارات والجزائر والأردن وفرنسا وناميبيا ودول أخرى في مرحلة تسويقية جديدة تفتح الأبواب والفرص .
وفي إطار النشاطات نفسها نوقشت ظاهرة الإخراج الجماعي حيث يشارك في  المهرجان فيلمان طويلان هما "أوضة الفيران" الذي أخرجه 6 سينمائيين شباب من الإسكندرية في مصر، و"وينن" من إخراج 7 طلاب من جامعة سيدة اللويزة، وهذه الظاهرة ناقشتها ندوة تحت عنوان "العمل الجماعي- الواحد للجميع والجميع للواحد" وتطرقت إلى فرص نجاح هذه التجارب .
فيلم "أوضة الفيران" وهو عمل مصري -إماراتي مشترك للمخرجين: نرمين سالم، ومحمد زيدان، ومي زايد، وهند بكر، وأحمد مجدي، ومحمد الحديدي،  لا يتميز بكونه من إخراج جماعي بل أيضاً بكتابة جماعية . ويروي "أوضة الفيران" حكاية 6 أشخاص في مدينة الإسكندرية ومشاعرهم المختلطة من دون أن يلتقي أحدهم بالآخر.