ما لون الخيبة ؟؟
ما شكلها ؟ ما طعمها ومذاقها ؟
ما شميمها العطن ؟
كيف هي بدايتها ؟ إسأل عراقياً مبتلى ! كيف تستطيل زعانف نهاياتها ؟ إسأل عراقياً مبتلى !
يشبهون الخيبة بالعتمة المطبقة . بحالك السواد يشبهونها . بمنطفئ الجمر يتحول كومة رماد ،بلون التراب يسفع الوجوه إثر نسمة او عاصفة ، بملمس الطين النقي يغدو حقولا من وحول ونفايات ومخلفات مجاري ،
يشبهون طعم الخيبة بمذاق الصبر والحنظل . هل تجرع أحدكم حسوة من صبير وحنظل ؟
العراقي الأصيل تجرع .
جربت على العراقي كل انواع الإذلال . وخاض في مستنقعات الخيبة حتى الهامة ، بعد كل السنوات العجاف من الخوف والريب وعقم الانتظار .
تداهمك الخيبة أنى توجهت : ( أتحدث عن العاصمة ، وأترك العنان للخيال لتصوير ما يجري في المحافظات .) في المدارس الطينية المتداعية ، الثلاثية الدوام .في المناهج التربوية ووسائل التعليم ، في ملابسات طبع الكتب المدرسية ،على مدرجات الجامعات والمستقبل المظلم يواجه الخريجين ، والعطالة التي تنتظرهم ،في قلة وقصور السواد الأعظم من التدريسيين ، في أمية الكثير من ذوي الشهادات العالية ،في تراجع أداء المستشفيات ونقص كوادر الاختصاص ، في النهب المبرمج والسلب المحمي بقوة القانون ،في تسرطن الكيانات وانشطارها الأميبي .في منطق الساسة الأفلج : أنا .. انا وأهلي وعشيري ومن بعدنا الطوفان ......
الخيبة مضاعفة في دوائر الخدمات الأساسية : إحذف كلمة الخدمات من القاموس يتبقى لك وشل الدوائر
دوائر .. دوائر ، دوائر مفزعة ، تدور فيها ، تدور بك ، تتداور بمقدراتك ، وحين تسلمك آخر دائرة لدوار هو أشد إيلاما من النزع الأخير ، تنتكس كل الرايات التي رفعتها للصلاح والفلاح وخير العمل .
حاذر ، حاذر الاقتراب من المنطقة الخضراء وساكنيها . وتعال إلى العشوائيات وبيوت الطين
،وسطوة الخيبة إذ تحتدم ...
حاذر من التمادي بالشكوى وأنت تختار بمحض إرادتك السفر على متن الخطوط العراقية ، فبعدما كانت الأولى بين أساطيل الدول المجاورة ، تراجعت لمستويات دنيا ، فلا تلفزيون لتزجية الوقت ، ولا راديو لتستمع ، ولا وجبات شهية لتستمتع ( الطعام فقير بمحتوياته ، ردئ طعمه ، وبابسط المقاييس) .. لكنما الشهادة واردة والشكر واجب لطاقم الطائرة ، وتحية خالصة مزجاة لقائد الطائرة البارع الذي تحدى نذر العواصف والزوابع الثلجية وهبط في مطار السويد ( مالمو ) كما تحط فراشة على غصن ندي .
هذيان خائب
[post-views]
نشر في: 11 ديسمبر, 2013: 09:01 م