عندما كانوا يطلبون منا كتابة إنشاء عن إنجازات " الثورة العظيمة " كنا نتحدث عن مجانية التعليم وعن وصول الماء والكهرباء الى القرى وعن تأميم النفط والقضاء على الإقطاع ومحو الأمية وغير ذلك..كانت تلك ابسط حقوق المواطن العراقي ومرت السنوات، فتلاشت مجانية التعليم وانقطع الماء عن اغلب القرى وعادت نساؤها ليحملن قدور الماء على رؤوسهن ولم نذق طعم أموال التأميم وعاد الإقطاع بهيئة استثمار رأسمالي وصارت الزراعة مادة خصبة لأطماع المسؤولين من ذوي المشاريع الكبيرة وصار على طلبة الجامعة والخريجين ايضا دخول دورات لمحو الأمية لسوء ماحصلوا عليه من تعليم ولأن التخرج بالنسبة لهم كان يعني الالتحاق بالجيش ووضع الطموحات على الرفوف وتأجيل المشاريع الخاصة الى إشعار آخر مادام الموت في المرصاد...بالتدريج، صارت الحقوق المسلوبة اكبر بكثير من الإنجازات وتحول كيان الثورة الى ديكتاتورية فاكتشفنا وقتها ان المرء لاينشئ دكتاتورية ليحمي بها الثورة بل هو يثور من اجل ان ينشئ دكتاتورية كما يقول جورج اورويل...الان لم نعد نريد ثورة ذات مستقبل دكتاتوري بل صرنا ننشد وجود سلطة يمكن ان تفسح المجال لغيرها اذا عجزت عن مداواة جروحنا او تغلق لنا ثغرات عجزنا لتثبت لنا على الأقل ان هدف السلطة ليس السلطة نفسها بل خدمة الخاضعين لها أولاً...
نحن نريد التغيير لكن اغلبنا يفكر بمقاطعة الانتخابات لتوقع فشلها..وحين تسأل من يرفض منح صوته او الغاءه على الأقل لكي لايذهب الى الحكومة الحالية ذاتها التي تفرض هيمنتها على المراكز الانتخابية بقوة القانون، سيقول لك ان العملية برمتها منقوصة وغير مكتملة الشروط ثم انها لن تتم في اجواء آمنة وحرة وديمقراطية..على الشعب ان يقوم كله بفعل ما لإثبات قدرته على تقرير مصيره او على الأقل مقاومة صعوبة الظرف المحيط به وبهذه الطريقة ستنجح الانتخابات خاصة اذا لم يمنح العراقي صوته لشريحة تمثله طائفياً او عرقياً بل لعراقي آخر تدل أفعاله على إخلاص وشعور وطني فالهدف هنا هو التغيير ومن يطمح له عليه المشاركة في الانتخابات لأنها فعل جماهيري حقيقي بمعزل عن محاولات الحكومة مد يدها الطويلة ومحاولة قلب الأوراق لصالحها ابتداءً بالدعاية بمختلف الطرق وانتهاءً بلملمة الاصوات المهملة لمن يرفض الانتخاب او يفشل في العثور على بياناته فضلا عن استغلال التصويت الخاص لقوات الجيش والشرطة وكل من ينضوي تحت جناح القائد العام للقوات المسلحة بحكم وظيفته..
لنتجاوز مثالبنا إذن فهذا افضل من عدم المحاولة واليأس الكامل فما دمنا على قيد الحياة يجب ألا نقول أبدا فقد لاتبقى الاشياء على ماهي عليه وتصبح كلمة " أبدا " ممكنة التحقيق..هو تفاؤل..اعلم ذلك، لكنه الخيار الوحيد الموجود لدينا حاليا ولايوجد بديلا عنه..اليس كذلك؟
لاتقولوا (أبداً)..........
[post-views]
نشر في: 13 ديسمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابو سجاد
ست عدوية المشكلة ليست بالخروج الى الانتخابات او عدم الخروج المشكلة في الرؤؤس الكبيرة رؤساء الاحزاب بعد جمع الاصوات هم الذين سيقومون بالتعيين ومن يخدم مصلحتهم الشخصية والحزبية وحتى الطائفية وهذه الرؤوس باقية نفسها اذن ماذا فعلنا واين التغيير المطلوب هو تغي
عبدالجبار
علينا مقاطعة جميع الاحزاب المشاركة في الحكومة الحالية وجميع الشخصيات التي تنتمي اليها في الانتخابات القادمة وبذلك نضع الرؤوس الكبيرة في زاوية ميتة