اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > روسيا بين الفن و السياسة

روسيا بين الفن و السياسة

نشر في: 10 نوفمبر, 2009: 04:06 م

الكتاب: تخيّل نابوكوف تأليف: نينا خروشيفا ترجمة: عادل العامل في عام 1958، قال نيكيتا خروشيف للغرب كما هو مشهور " إننا سنشتريكم ". و بعد أكثر من 50 عاماً، ترى حفيدته، نينا خروشيفا، في كتابها الجديد المعنوَن (تخيل نابوكوفImagining Nabokov)،
أن الروس بحاجةٍ لأن يدفنوا أسطورة تفردهم التي عمرها قرون من الزمن، قائلةً في مقابلة بالهاتف معها من نيو يورك " إن الروس يحتاجون إلى التوقف عن التفكير بكونهم روساً على نحوٍ ساحق، فروسيا بلاد غربية، لكنها تخشى أن تكون كذلك ". و قد سادت فكرة أن روسيا تمتلك وضعاً تبشيرياً messianic خاصاً في ثقافة البلاد على مدى قرون من الزمن، من مفهوم موسكو باعتبارها روما الثالثة إلى الأمبريالية الروسية. و قد كتب الشاعر فيودور تيوتشيف من القرن التاسع عشر قائلاً " إنك لا تستطيع أن تفهم روسيا بالعقل، إنك تستطيع فقط أن تؤمن بروسيا ". و هذا الإيمان بعظمة الروح الروسية، كما تؤكد خروشيفا، هو مجرد دخان و مرايا تستخدم للاعتذار عن تخلف البلاد. فالروس يفضلّون الاتكاء على هذه الأسطورة الحالمة بدلاً من تولّي المسؤولية عن حيواتهم هم. و لم تترسخ الفردية العقلانية أبداً لدى الروس، و بدلاً من هذا فإن قوى خارجية مثل القدر و الدولة هي التي توفر لحيواتهم معنىً. فهم، بعيشهم في عالم شاعري، مُمثلَن idealized ــ " فردوس روسي طفولي " ــ غير قادرين و غير راغبين في الارتباط بنشاط عملي. و الروائي الأميركي الروسي الأصل فلاديمير نابوكوف، تكتب خروسيفا، يقدم طريقة للخروج من هذه الحالة المتخلفة من خلال مثال حياته و شخصياته الروائية. فقد ذهب، و هو من أسرة ثرية، إلى المنفى بعد الثورة. و كان مرغماً، بعد أن دُمِّر ماضيه و بلاده، على الاعتماد على نفسه و خلق معنىً خاصاً به لحياته. و كتاب خروشيفا هذا يمزج النقد الأدبي بسيرة الحياة، و المذكرات الشخصية و الحديث المتخيَّل مع الكاتب في سويسرا. و هو زاخر بالاقتباسات الوافرة، و تبدو المؤلفة مصممة على أن تدَع نابوكوف يتكلم بنفسه. و كما قالت، " فإن النوع الأدبي ليس مهماً genre، و أنا أأمل في أني قد لمست بطريقةٍ ما شيئاً في عالم نابوكوف ". و تأتي قراءة خروشيفا لنابوكوف من خلال قصتها الشخصية، التي تقارنها بقصة الكاتب. فقد غادرت روسيا في عام 1991 و سجلت في كلية دراسات عليا في جامعة برنستون في الولايات المتحدة. و تتذكر ذلك قائلةً: " كان وقتاً مثيراً. كان كأنه عالم آخر ما كان يُظَن أنه يُفتَح، خاصةً بالنسبة لخروشيف ". و كان نابوكوف هو الذي ساعدها على الهرب من " الجماعية الروسية الشاسعة غير المشَخَّصة " و التكيف مع العالم الجديد عن طريق تولي المسؤولية عن أفعالها، و كأنها شخصية في إحدى رواياته. و بالنسبة لخروشيفا، يمثّل نابوكوف "الخطوة التالية بعد تشيخوف في الأدب الروسي، أي تغريبه و عقلنته". فشخصيات الأدب الروسي، من دوستويفسكي إلى تشيخوف، و هي تتمرغ ً في عالم شعري حالم، يحدد هويتها انشغال البال و المعاناة. أما نابوكوف، فكان يضع أبطاله في حياة " عادية ". و كان "يرغمهم على العيش كأناس يحيون من يوم إلى يوم... رافضاً أن يرى المعاناة كعلامة على عمقٍ روحي عظيم". و لقد قوبل الكتاب، المنشور بعنوان (تخيّل نابوكوف: روسيا بين الفن و السياسة)، بسلسلة من العروض النقدية الإيجابية عند إطلاقه في الولايات المتحدة: أما في روسيا، فقد استُقبلت وجهات نظر المؤلفة بشأن نابوكوف بمزيج من العدائية و الحيرة. تقول خروشيفا: " عندما تحدثت في سانت بترسبيرغ في عام 2006، راحوا يصيحون تقريباً بإبعادي عن المنصة ". و كانوا يتساءلون من تكون، شخص ما يعيش في الولايات المتحدة، و يعلِّق على روسيا. و الأكثر من ذلك، أن الروس اعتادوا أن يقرأوا نابوكوف باعتباره مؤلفاً لا علاقة له بالسياسة، كما قالت. " و قد كان انشقاقه هرباً إلى عالم نقي، آخر، و لم يُحب الناس محاولتي تفسيره بطريقة سياسية ". و هناك اختلافات بين الطبعتين الروسية و الانكليزية، كما تقول خروشيفا. " فالانكليزية تبدو أشبه بقصة. أما الروسية فهي رسالة على الأكثر. أروي فيها الأشياءً كما هي، و يستطيع الناس أن يقرروا لأنفسهم أن يصغوا أو لا ". و هناك في الروسية فصل يؤكد الاختلاف بين الصبر و المثابرة لم تتضمنه الطبعة الأميركية. " ذلك أن الفكرة، بالنسية للأميركيين، واضحة. لكنها ليست كذلك بالنسبة للروس ". و تؤكد خروشيفا في لب كتابها أن روسيا ليست بحاجة لأن تكون أميركية، و إنما لأن تربط روسيتها بسماتٍ من بلدان أخرى. و فكرة خروشيفا ليست جديدة بالتأكيد. ففي ثلاثينيات و أربعينيات القرن التاسع عشر، كانت هناك جماعتان من الفلاسفة تتصادمان بشأن مستقبل روسيا. فالغربيون كانوا يحاججون ضد السلافوفيليين Slavophiles القوميين ــ دعاة فكرة تفرد روسيا ــ بأن الفردية العقلانية توفر الطريقة الأفضل للتقدم إلى أمام. غير أن فردية هؤلاء المفكرين العظام، مثل ألكسندر هيرزين و فيساريون بيلينسكي، قد حصرت ذلك بالسكان ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

كلوب بعيد عن تدريب المنتخب الأمريكي بسبب "شرط الإجازة"

"مشروع 2025".. طموح ترامب يتحول لسلاح بيد بايدن

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram