والروائي الأمريكي الحاصل على جائزة نوبل تحدث إلى صحيفة "باريس ريفيو" في سنة 1958، أي قبل عامين من انتحاره وهو في سن الـ61، همنغواي معترفاً ان نهاية "وداعاً للسلاح" والتي هي أقرب إلى سيرة ذاتية، عندما كان في خلال الحرب العالمية الأولى، من ضمن قوات الإسعاف، كتبها اكثر من 39 مرة ! قبل ان يرضى بها.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز، ان الطبعة الجديدة تضم أيضاً المسودات الأولى لمقاطع أخرى من الرواية، وذلك بعد الاتفاق ما بين دار نشر "سيمون وجوستر" التي تمتلك الحقوق المالية لأعمال الكاتب، وأعلن شون هيمنغواي، بعد العودة إلى كافة كتابات الروائي المحفوظة في مكتب ومتحف جون كيندي في بوسطن ان عدد النهايات هي 47 تماماً.

وعندما سئل الكاتب عن سبب هذه النهايات الكثيرة، أجاب "من اجل الوصول إلى الكلمات المناسبة" .كما كتب همنغواي العديد من العناوين المختلفة للرواية ،ومنها "حب في الحرب"، "عن الجراح وأسباب أخرى"، و"السحر" والتي وضع عليها بعدئذ علامة (X) ثم وصل أخيراً إلى "وداعاً للسلاح" أخذها عن قصيدة لشاعر إنكليزي في القرن السادس عشر.

وتتضمن النهايات، تلك التي اقترحها سكوت فيتزجرالد، هي وغيرها، قبل استقراره على ما طبعها في روايته.

واختار همنغواي من بين الـ47، عن وفاة حبيبة فردريك هنري، الممرضة كاثرين باركلي، وكانت العبارة بمثابة قول مع السلامة لتمثال، وبعد قليل خرجت مغادراً المستشفى إلى الفندق، تحت المطر.

ومن بين النهايات التي تتضمنها أوراق همنغواي، تلك التي أطلق عليها "نهاية ندا" وجاء فيها: (توفيت كاثرين وستموت أنت وسأموت أنا وهذا كل ما أعدك).

ونهاية ثالثة جاء فيها: 

"ليست هناك أية نهاية ما عدا الموت والولادة هي البداية الوحيدة".

والنهاية التي جاءت في "وداعاً للسلاح" أثارت أزمة عندما قررت "بارامونت" تقديم الرواية كفيلم سينمائي، وقد حافظ الفنيون على نهاية الكتاب بموت كاثرين، في النسخة الأوروبية فقط، في حين ان النسخة الأمريكية من الفيلم الذي أنتج عام 1932، تعيش كاثرين وتلتقي بحبيبها.

رسائل همنغواي

الطبعة الجديدة لرواية همنغواي "وداعاً للسلاح" ظهرت مع طبعة كتاب يحمل "رسائل همنغواي-الجزء2" والرسائل الـ6،000 الباقية من همنغواي أرسلت إلى 1،900 مستلم، وتتضمن اكثر من ثلاثة ملايين كلمة، ومن المتوقع ان طبعها جميعاً سيحتاج إلى 17 جزءا.

والجزء الأول من الرسائل كانت تغطي الأعوام ما بين 1907-1922 وتشمل نشأته في أوك بارك/ ولاية "إلينوير" وتدور حول رحلاته ومغامراته في غابات شمال مشيغان، بداية عمله في الصحافة بكنساس سيتي، خدمته في الصليب الأحمر بإيطاليا، حيث أصيب بجروح خطيرة ثم زواجه وانتقاله إلى باريس، أما الجزء الثاني 242 رسالة، فهو اكثر متعة من الأول، وتشمل حياته في إسبانيا وباريس ونجاحه الأول مع صدور روايته "الشمس تشرق من جديد".وفي الكتاب أيضاً، البرقيات وبطاقات البريد، وفيها نجد الرجل الذي لم يتم تلميعه بعد: حماسته وقلقه وطموحه "في عام 1924، درّت عليه كتاباته 56 دولارا"، مع ازدياد حماسته.ومن رسائله إلى الأدباء هناك (32) رسالة إلى إزرا بوند، وهناك رسائل إلى جيرترود شتاين في أوائل العشرينات من القرن الماضي، كما ان هناك رسائل إلى سكوت فيتزجيرالد، وقام بتعليمه الملاكمة.وفي تلك المرحلة من حياته، أمضى أعواماً في باريس، وتعرف على زوجته الثانية، وفي إسبانيا عشق مصارعة الثيران، وأدمن القمار والشراب.وفي رسائله يبدو همنغواي يضمر أحياناً عداء ضد بعض أصدقائه القدامى ،ومنهم هنري جيمس وهذه الرسائل التي كتبت بلا عناية تقدم ومضات عن همنغواي الحقيقي، وفي كتاباته عن مقاهي باريس وحلبات صراع الثيران، يلمح القارئ مشاهد من رواية "الشمس تشرق ثانية" و"موت في الظهيرة". 

 عن: الديلي تليغراف