اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > جثّة على قارعة الرصيف!

جثّة على قارعة الرصيف!

نشر في: 15 ديسمبر, 2013: 09:01 م

استيقظ أهالي الوزيرية لحادث بشع روع مبكراً بعض الناس صباحا عندما ذهبوا إلى أعمالهم .. وفوجئوا بجثة شاب راقدة على الرصيف غارقة في الدماء .. وسرعان ما تعرف احد المارة على شخصية القتيل .. إنه طبيب شاب يعمل في مستشفى مدينة الطب .. ووالده طبيب معروف يمتلك

استيقظ أهالي الوزيرية لحادث بشع روع مبكراً بعض الناس صباحا عندما ذهبوا إلى أعمالهم .. وفوجئوا بجثة شاب راقدة على الرصيف غارقة في الدماء .. وسرعان ما تعرف احد المارة على شخصية القتيل .. إنه طبيب شاب يعمل في مستشفى مدينة الطب .. ووالده طبيب معروف يمتلك عيادة في الطابق الثاني من نفس العمارة التي عثر على الجثة أمامها .

ماذا حدث بالضبط ؟ وهل في الأمر جريمة ؟ انتشر رجال الشرطة حول المكان يحاولون البحث عن الإجابة.. دون ان يخطر على بال احد منهم.. إنهم يعملون في قضية أشبه بمأساة غريبة!
لاقى رجال الشرطة صعوبة في دخول عيادة والد الطبيب الشاب القتيل .. ذلك لانهم بعد ان حصلوا على مفتاح العيادة من الحارس .. لم ينفتح الباب وكان واضحاً ان الباب مغلق بالمزلاج من الداخل .. فكيف إذن خرجت الجثة ؟
لم يعد رجال الشرطة أمامهم سوى كسر الباب.. وعندما تقدموا إلى الداخل .. توقفوا في ذهول وهم يشاهدون مسرح الحادث الغامض.. كانت العيادة أصلا مغلقة لسفر والد الطبيب القتيل .. الذي لم يكن يتردد عليها إلا نادراً .. فهل ذهب إليها ليلة الحادث .. وتسلل لص مجهول في الظلام إليها وطعن الطبيب الشاب .. ثم ألقي بجثته من النافذة ؟
لا هكذا كانت تؤكد كل الشواهد .. فنوافذ العيادة محكمة بقضبان حديدية .. كما يستحيل على أي شخص التسلل إليها .. كان من الواضح انه لم يحدث أي عبث بمحتويات العيادة .. بل ان الطبيب الشاب القتيل كان لا يزال يحتفظ في يده بعد مصرعه بساعته الذهبية.. وخاتم الخطوبة الذهبي .. إذن.. اذا لم يكن في الأمر محاولة سرقة .. فكيف ولماذا حدثت الجريمة البشعة؟
عثر رجال الشرطة على خيط من الدماء يمتد من مطبخ العيادة حتى غرفة فحص المرضى .. ثم إلى حجرة كانت مخصصة لإقامة الطبيب الشاب في حالة مبيتة بالعيادة .. كما عثروا على احد قمصانه ملوثاً بالدماء وعلى قطعة صغيرة من القماش ملوثة بالدماء وامتدت آثار الدماء حتى النافذة .. التي وجدوا بجوارها مقعداً صغيراً .. تناثرت عليه أيضا بعض قطرات من نفس الدماء ..
وعندما جاء تقرير الطب العدلي تبين بأن هذه الدماء من عينة دم الطبيب الشاب .. لكن أغرب ما جاء بالتقرير.. انه اكتشف على عنق الجثة دائرة مرسومة بالقلم وقد غطتها سحجات من مخدر سائل.. وفي قلبها تماماً طعنة قوية .. لكنها لم تكن سبب الوفاة.
سأل ضابط مركز شرطة الوزيرية الذي اشرف على التحقيق طبيب الطب العدلي :
- إذن ما هو السبب الحقيقي لوفاة الطبيب ؟
- أجاب الطبيب : بالطبع كانت محاولة انتحار .. وسبب الوفاة انه قفز من نافذة العيادة إلى الشارع!!
في صباح اليوم التالي بدأت القصة تتضح اكثر .. والغموض يزول ..
فقد استدعى ضابط التحقيق خطيبة الطبيب لسماع شهادتها .. وجاءت والحزن على وجهها والدموع لم تجف بعد من عينيها .. كانت طبيبة شابة .. وتعمل مع خطيبها القتيل في نفس المستشفى .. وما ان تمالكت دموعها قليلاً حتى بدأت تروي لضابط التحقيق ما تعرفه .
قالت : انه كان شخصاً مثالياً لدرجة انه لعدم رضائه عن واقع الحياة كان يميل إلى التفكير في الانتحار بل انه سبق وان اخبرها انه حاول الانتحار وهو طفل صغير لا يتعدى من العمر عشر سنوات لكن أسرته أسرعت بإنقاذه بعد ان تناول مبيداً حشرياً ساماً .
وقالت : انه كان كثير الشكوى من الملل ومن روتينية الحياة .. ولولا إيمانه بأن الانتحار كفر لأقدم على الانتحار للتخلص من حياته التي لا معنى لها بنظره .. وانها في يوم الحادث ذهبت إليه في المستشفى حيث تناولت معه طعام العشاء .. وبينما كانا يتحدثان توقف فجأة وهو ينظر إليها نظرة غريبة وأشار إلى احد شرايين عنقه .. هذا هو شريان الحياة .. فاذا ما قطع انتهت حياة الإنسان .
لكن اخطر ما قالته خطيبة الطبيب هو ما ألقى الضوء على السبب الرئيسي لانتحاره ..
فقد قالت : في المستشفى مريضة صغيرة أصيبت بحادث في احد حوادث الانفجارت .. كانت حالتها سيئة وميؤوس من شفائها .. وعهدوا إلى خطيبها بان يرعاها طبيا .. ومن اللحظة الأولى التي شاهدها .. أعطاها كل وقته واهتمامه وبذل جهوداً جبارة في علاجها رغم ان المريضة كانت تصارع الموت كل لحظة ...
وفي يوم الحادث حدثت نكسة للطفلة الصغيرة وتدهورت حالتها الصحية بشكل خطير .. واصفر لونها وتوقفت عن الكلام وبات واضحاً أنها تنتظر النهاية .. وكان لذلك أثرة السيئ على معنويات خطيبي الذي شعر بأن الحياة التي تتسلل من جسد المريضة الطفلة إنما تتسلل من بدنه هو ..
هل اعتبر الطبيب المسكين نفسه مسؤولاً عن تدهور حال مريضته الصغيرة ..؟ وهل أراد ان يدفع حياته ثمناً لهذا الخطأ ؟ ..لا احد يعلم ؟ لكن كيف انتحر ؟
وضع ضابط التحقيق بمساعدة رجال الأدلة الجنائية وطبيب معهد الطب العدلي صورة لحادث الانتحار تكاد تكون اقرب إلى ما حدث كما تخيلوا..
قالوا في التقرير النهائي الذي قدم إلى قاضي التحقيق : ان الطبيب عندما قرر الانتحار وحصل على السكين الطبي من زميلة في المستشفى .. ودع خطيبته وانصرف إلى عيادة والده .. وأغلق الباب من الداخل بالمزلاج .. ثم حدد دائرة بالقلم على شريان عنقه.. اعتقد انه لو طعنها بالسكين سوف تنتهي حياته وهذا ما فعله بالضبط .. فوضع علامة بالقلم على الشريان ثم غطاها بالمخدر السائل حتى لا يشعر بالألم.. وبأعصاب ثابتة وأصابع طبيب يعرف ماذا يفعل .. أمسك بالسكين وطعن شريان عنقه .. فاندفعت الدماء كالنافورة ولوثت قميصه .. وظل ينتظر نهايته .. لكن الدماء أخذت تسيل دون ان يموت .. فغادر المطبخ إلى غرفته .. حيث غير قميصه الذي كان قد اصطبغ تماماً بالدم .. وفكر ان النهاية هكذا ستكون طويلة خاصة وان المخدر بدأ يزول مفعوله وبدأ يترنح من الألم كعصفور ذبيح .. فأسرع إلى كرسي وضعه أمام النافذة وقتها ثم صعد فوق الكرسي وألقى بنفسه من النافذة ليهوى من الطابق الثاني على الأرض الصلبة .. ويلقى مصرعه في الحال .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram