لم يكن ليدور في خلد أكثر الناس عداوة لتنظيم الإخوان المسلمين، أن يتجرأ واحد من قيادييهم على مقارنة نفسه بالرسول الكريم، أو يبرر هروبه من مصر إلى مشيخة قطر، بأنه كمثل هجرة النبي عليه السلام من مكة إلى المدينة، وهو الأجدر بمعرفة أن النبي عليه السلام، لم يغادر مكة إلاّ بعد خروج كافة المسلمين، وكان آخرهم ومعه الإمام علي، وقد تركه في فراشه، أما القيادي الإخواني عاصم عبد الماجد، فقد ترك آلافاً من "إخوانه" في مصر، كي لايمنح الفرصة لمنتقدي هروبه من تحقيق أمنيتهم، في رؤيته "خلف الأسوار والقيود في يديه، وقد مُنع من الحديث، ومن دعوة الشعب المصري لأن يستكمل ثورته، وأغضبهم أن رأوه خارج الأسوار".
نسي عبد الماجد، الذي يزعم أنه كان مسؤولاً فقط عن الملف الإعلامي، بينما هو أحد المطلوبين في إتهامات تتعلق بالتحريض على العنف والتعذيب، أثناء إعتصام أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية، وهرب من مصر عبر ليبيا، نسي أن مؤسس جماعة الإخوان، حسن البنا سلم نفسه للشرطة، عندما أعتقلت أعضاء جماعته، وبرّر عدم الاقتداء به بالقول، إنه لو خرج البنا من مصر، لما أستطاع أن يكون مؤثراً، أما هو فيستطيع أن يكون مؤثراً من خارج الحدود أكثر من الداخل، ويتابع مُتنصلاً من مسؤولياته كقيادي، بأنه مختص بالملف الإعلامي، وليس ملف التظاهرات، حيث تحتاج للشباب الذي يستطيع الكر والفر، وأكد أنه يستطيع من مكانه الحالي في مشيخة قط،ر أن يقدم خدمات إلى دينه ووطنه والمصريين.
في موقع آخر، ينفخ القيادي الإخواني في كير الطائفية، حين يزعم أن الحكم الجديد في مصر، يحاول هدم الإسلام ومسح الهوية الإسلامية، ويُعطي الأقلية الدينية كل ما تشاء على حساب الأغلبية، وعلى قاعدة من لم يكن منا فهو عدونا، يصف حزب النور السلفي، المُشارك في صناعة القرار بعد الإطاحة بمرسي، بأنه حزب من صناعة الجيش، للالتفاف على ثورة الشعب المصري، وبأن قادته باعوا دينهم بدنياهم، وأصبحوا من فقهاء السلطان، وجزءاً من الانقلاب، ولأنه يتوهم أن تنظيمه هو فقط من يمتلك الحقيقة، فهو يشكك في الأرقام المعلنة من قبل حملة "تمرد"، التي ساهمت في إسقاط حكم مرسي، عبر الحصول على توقيعات المصريين، على استمارة تُطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
كان مُمكناً تفهم أمر هروبه، لو أن هذا القيادي اعترف بخوفه على حياته، أو بعدم مقدرته على تحمل السجن، فتلك حالة إنسانية يمر بها أي إنسان، وكان مُمكناً تفهم الأمر لو أن الرجل اعترف بأن عمره، لايساعده على تحمل أعباء المرحلة التي يمر بها تنظيمه، غير أنه أخذته العزة بالإثم، فشبه نفسه بالرسول الكريم، وقارن بين فراره والهجرة النبوية التي أنقذت الاسلام من الموت قبل أن يشب عن الطوق، على يد جُهّال قريش، وتلك ميزة يتفرد بها المنتسبون لهذه الجماعة، التي شبّهت المرشح السابق للرئاسة خيرت الشاطر بالنبي يوسف، وأشاعت رؤيا يطلب فيها النبي محمد عليه السلام من مرسي العياط أن يؤم المسلمين، ومن بينهم الرسول نفسه، الذي أم الانبياء جميعاً، وهو من لم يؤمه أحد، وظل إماما حتى آخر العمر.
قادة الإخوان يقارنون أنفسهم بالنبي
[post-views]
نشر في: 15 ديسمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
استاذ حازم لاتلم هذا الرجل قبله الكثيريين من العراقيين تركوا الساحة فارغه للطاغية وحزبه وبرروا هروبهم هو خوفا على العراقيين في الداخل ان تطولهم يد النظام وهذا مافعله حزب الدعوة عندما تركوا ابطال الحزب يخوضون معاركهم مع النظام وكانت الفرصرة سانحه لهؤلاء ال