TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البرلمان والبلدوزر المسعور

البرلمان والبلدوزر المسعور

نشر في: 15 ديسمبر, 2013: 09:01 م

اختار النائب عن كتلة "متحدون" محمد اقبال ثلاث جهات ليرفع في وجهها سيف نقده، لأنها تستهدف مجلس النواب وتسعى للتأثير على دوره التشريعي، بحسب ما صرح به أمس (شفق نيوز).
السيد اقبال صوّر المؤسسة التي يشتغل فيها (البرلمان) بانها تتعرض "الى حصار من ثلاث جهات، أولها بعض المؤسسات الاعلامية التي دُفعت لها أموال ومبالغ كبيرة لاستهداف مجلس النواب بشكل يومي، إضافة الى مجلس الوزراء الذي يسعى الى السيطرة على صلاحيات الجهاز التشريعي". وأضاف ان "الجهاز القضائي يتدخل في تشريع بعض القوانين رغم محاولة مجلس النواب تشريع قانون يحدّ من تدخل القضاء".
لن أتعصب للاعلام لأدافع عنه حقاً وباطلاً، فالنائب اقبال على حق في قوله ان بعض المؤسسات الاعلامية دُفعت لها مبالغ مالية كبيرة لاستهداف البرلمان. هذه حقيقة نعرفها. وأزيد السيد النائب من الشعر بيتاً بان هذه المبالغ منهوبة من المال العام في الغالب، وان الاستهداف لا يقتصر على البرلمان وانما يتسع نطاقه ليشمل كل ما هو خيّر ووطني ونزيه في هذا البلد.. وبودي أن اشير الى مثال واحد فقط من الأمثلة الفاقعة، هو مثال قضية البنك المركزي، فكل الاجراءات التي اتخذت قبل أكثر من سنة ضد البنك وقيادته باطلة لتعارضها تعارضاً صارخاً مع أحكام الدستور ومع قانون البنك المركزي والنظام الداخلي لمجلس النواب. وهذا التعارض مارسه وأصرّ عليه، الى جانب رئيس السلطة التنفيذية، رئيس مجلس النواب ونائبه الاول والسلطة القضائية وهيئة النزاهة. ومع هذا فان المؤسسات الاعلامية قابضة المبالغ الكبيرة من المال العام المنهوب لعبت في هذه القضية دور محامي الشيطان.
لا خلاف مع النائب اقبال في ان الحكومة والسلطة القضائية كانتا في طليعة مستهدفي مجلس النواب بوصفه سلطة التشريع وسلطة المراقبة والمحاسبة في دولتنا. لكن من المسؤول عن هذا؟
ليس في وسع المؤسسة التي يعمل فيها النائب اقبال ان تتنصل عن مسؤوليتها.. مجلس النواب الذي جعل منه الدستور السلطة الأعلى في البلد رضي بملء ارادته بان يكون خانعاً وخاضعاً وتابعاً للسلطة التنفيذية التي تحوّلت بمساعدة السلطة القضائية الى بلدوزر عملاق يكتسح كل ما يقف في طريقه.
مجلس النواب لم يحرّك ساكناً ليوقف بلدوزر الحكومة المسعور عند حده، ولم يفعل شيئاً ليواجه السلطة القضائية بحقيقة انحرافها عن استقلالها وحيادها ونزاهتها، وانحيازها الى جانب السلطة التنفيذية بسبب تعرّض رئاسة السلطة القضائية والمحكمة الاتحادية للابتزاز والتهديد بفتح ملفات المساءلة والعدالة في وجهها إن لم تُذعن إلى ما تريده الحكومة.
مجلس النواب كان في وسعه فعل الكثير لوقف طغيان السلطة التنفيذية، من توجيه المذكرات الى عقد المؤتمرات الصحفية والجلسات الخاصة العلنية.. بل حتى الى دعوة الناخبين للتظاهر والاحتجاج على تغوّل الحكومة بالتواطؤ مع القضاء على السلطة التي انتخبها الشعب.
السيد إقبال.. مؤسستك حنثت باليمين الدستورية وخانت الامانة، فلُمها لأنها هي الطرف الاول المسؤول الأول عن استهداف نفسها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram