عندما يطرق أسماعنا مصطلح الثقافة الرياضية، البعض لم يأبه له ولا يعير له أية أهمية وأحيانا لم يفسر التفسير المنطقي له الذي للأسف أصبح وجوده في مجتمعنا الرياضي بائساً ولم يتم اعطاؤه حقه كون البعض، بل الاغلبية تجهله تماماً.
الثقافة الرياضية تتعلق بكل ما يمت للرياضة بصلة من الإدارة الى المدرب واللاعب والجمهور والاعلام الرياضي ورجال أمن الملعب وكل ما يتعلق بالرياضة ، للأسف الشديد هناك حالات باتت تؤرقنا وهي من صلب موضوعنا ، لكن لا أحد يقف عندها ويحاول تسليط الضوء ولو يمرّ عليها مرور الكرام عسى ان تجد من يحاول التصدي لها لوقف التجاوزات وتوضيح كل الامور التي أصبحت غامضة للعديد من أعضاء المنظومة الرياضية.
منذ زمن والصحفيون مضطهدون في الملاعب الرياضية خصوصاً في الاماكن المخصصة لهم التي دائماً ما تحجز من قبل أناس بعيدين عن المهنة وبغير وجه حق، لكن لا أحد يحرّك ساكنا ازاء تلك القضية التي تركناها وفضلنا المكوث في البيت ومتابعة المباريات من شاشة التلفاز لتجنب الاحراجات والمشاكل، وها انا اليوم بالرغم من اني لا أروم الاسهاب في قضية أصبحت بحكم المنتهية ونعرف "أن الضرب في الميت حرام"! لكني سأروي ما حدث معي عند حضوري مباراة الكرخ والشرطة التي اقيمت على ملعب الكرخ في الجولة قبل الماضية برغم أني هجرت الملاعب منذ عامين لأجد الحالة التي ذكرتها في الملاعب مازالت شاخصة وبنجاح ساحق، فعند تقديم نفسي كصحفي لرجال أمن الملعب منعوني من الجلوس بالمكان المخصص للصحفيين على جانب ساحة اللعب وأوضحوا لي إن مكان الصحفيين في المقصورة المخصصة للضيوف والمسؤولين وانا اعرف جيداً انها لا تسع الصحفيين لكن أُجبرت ان اصعد واجلس فيها وما ان جلسنا لم يبق أي مكان فيها كوننا تجاوزنا على أماكن من خصصت لهم ، ليعودوا ويضعوا مقاعد للصحفيين في المكان المخصص والمعروف دائماً على جانب الساحة لكن للأسف جلس بعض الصحفيين وبجانبهم اشخاص ليست لهم أية علاقة بتلك المهنة.
لم يقف مسلسل انعدام الثقافة الرياضية عند هذا الحد، بل تجاوزه ليجحف حق أحد الرواد الابطال ممن تركوا بصمة جميلة على المستطيل الأخضر وهو اللاعب الدولي السابق مهدي عبد الصاحب الذي لا اتصور ان أحداً ينسى جهوده وهدفه الرائع في مرمى شباب ايران عندما خطف العراق لقب بطولة آسيا في عام 1977 ، لكن عبد الصاحب للأسف اصطدم بواقع جديد ومرير حيث لم يسمح له أن تطأ قدماه أرض الملعب ليجلس حاله حال الجالسين على جانب الساحة خصوصاً أن جلّهم لا يتمتع بأية صفة قانونية تتيح له الجلوس سوى أنه يعرف رجال أمن الملعب، ليبقى عبد الصاحب واقفاً ويطالب الرجل الذي يقف عند باب الملعب بالموافقة على دخوله مع علمنا أنه لا يتمتع بالثقافة الرياضية كونه يجهل ذوي الاختصاص ويعرف فقط من يترددون على الملاعب حتى وان كانوا مشجعين، لكن بعد بضع دقائق دخل احد الاشخاص ممن يعرف اللاعب الدولي مهدي عبد الصاحب ليتوسط له ويدخل معه الى الملعب.
هذه الرواية لم يروها لي احد ، بل انا شخّصتها وتابعتها بأم عيني ليعود مهدي من حيث أتى الى السويد حيث يقطن هو وعائلته هناك ولا اتوقع انه سيعاود المجيء الى الوطن بعد هذا التصرف الذي يمارسه القائمون على الرياضة العراقية ، فبدلاً من ان يجد نفسه مدرباً لأحد الفئات العمرية او احد الاندية وجد نفسه خارج اسوار الملاعب ولم يسمح له بالدخول حتى ولو بصفة متفرج!!