أربع مهرجانات"قطرية"للشعر الشعبي بدأت في العام 1970 وانتهت في 1973 لم يسمع الناس خلالها قصيدة واحدة تستحق الذكر مجدت حزب البعث او تغنت به. حدث ذلك رغم ان الحزب هو من يحكم البلد وان الشعراء المشتركين كان بينهم بعثيون من مختلف المستويات الحزبية. السبب بتقديري يعود الى ان ذائقة الناس في ذلك الوقت كانت مرهفة لدرجة انها لا تهضم القصيدة الشعاراتية او المباشرة لذلك لم تكن لتتقبل سماع اسم الحزب في قصيدة. حتى الشعراء البعثيون كانوا يخجلون من ذكر اسم حزبهم ويخافون من ان يسقطوا بعين الجماهير التي كانت تحضر تلك المهرجانات طوعا وبكثافة عالية. وان كنت قد قلت ذلك سابقا لكني اجد من الضروري ان أذكّر بان ذلك كان من أهم أسباب صدور قرار من المكتب الثقافي بالقيادة القومية للبعث بمنع الشعر الشعبي وإلغاء مهرجاناته في العام 1974.
أول شاعر خرج بـ"القصيدة البعثية على الناس من خلال الإذاعة كان الحلاوي فلاح عسكر، وذلك في بداية العام 1979. لم يكن ذلك إيذانا برفع الحظر عن الشعر الشعبي بل عن قصائد فلاح عسكر وواحد أو اثنين آخرين من رفاقه لا تحضرني أسماؤهم. أتى عسكر بقصائد مختلفة بمضمونها عما كان سائدا في المهرجانات السابقة وبطريقة إلقاء لم يعهدها الناس ولا الشعراء من قبل. كان بأدائه"المميز"يخترق حاجز الصوت حتى ان حنجرته انفطرت ذات يوم وتحمل أحمد حسن البكر علاجه بعد ان"كرمّه"بمبلغ وبيت فخمين.
لما حل العام 1980 ولاحت بوادر الحرب مع إيران نودي على الشعراء الشعبيين لإحياء اول مهرجان لهم بعد الحظر. حضر صدام المهرجان بنفسه على مدى ثلاث او اربع ليال متتالية. كان المطلوب بوضوح من المشاركين ان يبتعدوا عن نفس"القصيدة الشيوعية". أي عليهم، بعبارة أخرى، ان يحذوا حذو فلاح عسكر بتقليد صوته وحركاته ومضامين قصائده. لم يقصّر المشاركون بل زادوا زعيقا على فلاح وبالغوا أكثر منه بمدح"الريس"الذي أيضا تغنى به فلاح يوم كان نائبا وأضافوا على حركاته الجسدية حركات كتب عنها غير مرة الشاعر حميد العقابي بجرأة وبتشخيص صائب.
كانت تلك هي بداية النهاية للقصائد الشعبية الخفيفة على الروح والأذن والتي تربت عليها ذائقة الناس، فتسممت أجواء العراق وكذلك الحس العراقي الشعبي بقصائد وأصوات لم يتخلص أغلب الشعراء الشعبيين منها لحد اليوم.
للحديث بقية.
عن"القصيدة البعثية"
[post-views]
نشر في: 17 ديسمبر, 2013: 09:01 م
جميع التعليقات 3
الناصري
نحن الشعب العراقي اليوم وفي هذه المرحله الخطيره من تاريخنا نسأل اين الشعر الشعبي اين الشعراء الوطنيون الذين يمثلون العراق من الشمال الى الجنوب اين نبض العراق اين الشعر الشعبي من هذه المعاناة ا رحم الله رحيم المالكي عندما قال باجر بانتفاضه نشك جثير حلوك ..
خليلو...
الشعر الشعبي ما سمي شعبيا الا لانه يدخل قلب الشعب دون استئذان اعرف منهم اربعة اثنان منهم راحلون مضت على الاول سنون وعلى الثاني اسابيع زاهد محمد واحمد فؤاد نجم اما الثانيان الآخران أطال الله من عمرهما فمظفر وصاحب الاسم الصوفي عريان وسواهم فقعقعة بغير طح
وليد الطيب
سلاما يا شعب العراق سلاما يابغداد