عندما شاهدته عند عيادة الطبيب انقبض قلبي بعد ان كانت الانفلونزا قد قبضت على أنفاسي. كل شيء فيه، من سيارته الفارهة وطريقة جلوسه الى نظراته الغاضبة نحوي، توحي بانه من جماعة المالكي. ليش؟ لا أعرف. بادرني: صبحك الله بالخير. أجبته بأحسن منها. من دون أية مقدمات وبدون استئذان أعاد اسطوانة : متكلي شعندك ويا المالكي؟ نفس الذي بيني وبين صدام. اهتزت لحيته من الغضب وصاح: استغفر الله يا رجل .. أتقارن بين صدام المجرم والمالكي؟ لم اقترف ذنبا كي استغفر، والذي بيني وبينهما دم الناس. بنبرة أخف من التي قبلها لكن بوجه أكثر احتقانا قال لي: أتريد القول بأن المالكي قاتل مثل صدام؟ أريد القول ان كليهما لا تهمهما دماء الناس. وحتى لا تضيع عليه الحسبة أوضحت له ان عهديهما من حيث قتل الناس يتساويان بالنتائج وقد يختلفان بالطريقة. وان تعددت الأسباب فالموت واحد. ردّ علي بأنه لم يفهمني. قلت له لأنك لم تصغ.
يا أخ، كان صدام مثل المالكي يسيطر على القوات المسلحة والأمن والمخابرات والداخلية وهذا شيء طبيعي بالنسبة لكل دكتاتور. لم يجرؤ ولم يتمكن أحد من قتل العراقيين في زمانه إلا بموافقته او انه يقتلهم بيده. وكما تعلم انه لم يقصر بهذا اذ ملأ بطون الأرض بالمقابر الجماعية وكان الدم العراقي عنده أسهل وأرخص من استكان الشاي.
ولىّ صدام وجاء صاحبك. مثله تماما كوّش على كل مؤسسة مسؤوليتها حماية أرواح الناس وممتلكاتهم من القوات المسلحة الى الدفاع والأمن والداخلية. لم يتخلص الناس من القتل بل ربما زاد. وان كان المالكي لا يقتل بيده لكنه ورغم كل مناصبه لا يستطيع منع من هب ودب من سفك دماء الناس. صدام يعرف كيف يحمي الناس من غيره لكنه يقتلهم بيده. أما "مالكيّك" فانه نعم لا يعرف كيف يحميهم فصارت أرواح الناس سلعة رخيصة يتداولها الارهابيون متى شاؤوا.
لذا تجدني لا افرق بينهما أبدا. ومعيار حكمي عليهما وعلى من يأتي بعدهما، كائنا من يكون، هو الدم العراقي. فمن يصنه مثلما يصون دمه ودم زوجته وأولاده وحاشيته يكون صاحبي. اما من لم يفعل فليس بيني وبينه العباس فقط، بل سأظل اطرق على رأسه ورأس أبيه الى يوم يبعثون. مع السلامة أخي.