TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا تجعلوا محنة الحسين نقمة

لا تجعلوا محنة الحسين نقمة

نشر في: 18 ديسمبر, 2013: 09:01 م

بمنتهى الصراحة وبكل الأسف، تتحول المناسبات الدينية الشيعية، وبخاصة ذكرى استشهاد الإمام الحسين والأربعين وذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم، عاماً بعد آخر إلى نقمة لكثير من الناس، أغلبهم من الشيعة. والملوم وزارتا الداخلية والدفاع.
الليلة قبل الماضية عرضت قناة "الحرة عراق" تقريراً من مدينة الحلة، تحدث فيه رجال ونساء من سكان المدينة عن معاناة غير مبررة يواجهونها هذه الايام بسبب اقدام القوات الأمنية على قطع طرق رئيسة في المدينة واغلاق طرق فرعية داخل الاحياء والضواحي، بدعوى توفير الأمن للمشاة من زوار كربلاء لمناسبة الأربعين.
نهاية الأسبوع الماضي زرتُ الأهل في الحلة، وقد كابدت شخصياً مشقة الوصول الى المدينة وبيت الاهل والعودة الى بغداد.. فبسبب اغلاق جزء من الطريق الرئيسة الموصلة الحلة بكل من العاصمة والنجف والديوانية وكربلاء وطرق أخرى داخلية كان لزاماً علي وعلى كل المسافرين البحث عن طريق بديلة عديدة وطويلة والدخول الى أحياء لم تزل غارقة بمياه الأمطار.
وهنا في بغداد احتجت أول من أمس إلى نحو ساعتين للوصول من المنصور الى شارع أبو نواس.. كانت الطريق عبر علاوي الحلة والصالحية مختنقة بآلاف السيارات من ساحة النسور الى العلاوي، وكذا حال الطريق المارة عبر القادسية الى جسر الجادرية. لكن الغريب ان الحركة على هذه الطرق نفسها كانت أمس يسيرة، لكن زملاء ومعارف تحدثوا أمس عن تجارب مريرة لهم في التنقل داخل العاصمة وبين أطرافها.. الأمر كله اذاً يتعلق بإجراءات القوات الامنية، فإن عمدت الى التشدد المبالغ فيه أصبحت الحركة قاتلة، واذا ما نحت الى التخفيف مضت الأمور بيسر.
مرة أخرى وأخرى نقول ان القوات الأمنية غالباً ما تلجأ في مثل هذه الظروف الى أسهل الحلول للتخفيف عن نفسها والإثقال على المواطنين، فهي تُغلق طرقاً رئيسة من دون توفير طرق بديلة.
في يوم عاشوراء الماضي عمدت قيادة عمليات بغداد الى حظر التجوال في العاصمة منذ الصباح الباكر من دون سابق إعلان وإنذار، وتسبب ذلك في معاناة كبيرة لمئات الالاف من الناس، وقد كتبت عن هذا يومها تحت عنوان "وعثاء السفر من بغداد"، كما كتبت منذ اربعة أيام داعياً الى عدم الاساءة للحسين وقضيته بإجراءات أمنية تلحق اضراراً بناس عاديين وكسبة وأصحاب مصالح وموظفين.
الخوف الآن أن يتكرر مشهد يوم عاشوراء خلال الايام القليلة المقبلة، فليس مستبعداً ان نصحو يوم الاربعين أو قبله على حظر للتجوال غير معلن أيضاً (نفسي أكتشف الحكمة وراء عدم الاعلان عن حظر التجوال).
رجاءً ، رجاءً، يا مسؤولي الأمن، لا تحولوا مناسبة أحياء محنة الامام الحسين وسواه من أهل البيت إلى نقمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. كاطع جواد

    قد أسمعت لو ناديت حيا. ولكن لا حياة لمن تنادي المشكلة في عراقنا لاتعرف من المسؤول الحقيقي عن هذه الفوضى الأمنية وغير الأمنية ..ثم هل نجحت كل هذه الخطط الأمنية (غلق ..منع ..حظر تجوال...)هل نجحت بمنع الإرهاب والإرهابيين بتنفيذ ما يريدون؟؟ ، والله حرام كل ه

  2. د. علي الخطيب

    صدقت والله استاذنا الفاضل حتى نحن المنتمون الى مذهب اهل البيت انتابنا القنود والضجر بالمبالغه من انس بعيدون كل البعد عن الحسين عليه السلام واهل بيته اتمنى ان ينبذوا الازدواجبه التب نعاني منها والله من وراء القصد

  3. ربا منصور- بغداد

    الاهداف السياسية واضحة لمثل هذه الامور استاذ عدنان.

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram