TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > واجب الجيش

واجب الجيش

نشر في: 25 ديسمبر, 2013: 09:01 م

الجيش يحارب الإرهاب في مرابعه ويلاحق الإرهابيين في مراتعهم .. مَنْ ذا الذي لا يصفّق لهذا الجيش؟ .. من ذا الذي لا يرفع الصوت عالياً دعماً وتأييداً لهذا الجيش والمطالبة بإمداده بكامل العدة والعتاد ليربح الحرب على الإرهاب ويعود مكللاً بالغار من جبهاتها؟
بعيداً عن الأسئلة من قبيل: لماذا تأخّر حتى الآن إرسال الجيش الى هذه الحرب بهذه الصورة المهيبة؟ وما مقدار الدعاية السياسية في ما يجري؟ . . بعيداً عن هذا فان الجيش يقوم الآن بواجبه ويؤدي مهمته .. واجب الجيش ان يكون سوراً للوطن، ومهمته أن يحمي سيادة الوطن من أي انتهاك أو تطاول قادم من خارج الحدود .. وواجب الجيش ومهمته ايضاً دعم وإسناد قوات الأمن الداخلي وهيئات الدولة والمجتمع في الظروف الطارئة.
نعم هذا هو واجب الجيش وهذه هي مهمته .. ليس واجبه أن يترك جبهات المواجهة مع الإرهابيين ليمنع الشعب من التظاهر حينما يريد التظاهر في ساحات التحرير من اجل إصلاح العملية السياسية وإعادتها الى مسارها الذي أجمعت عليه غالبية الشعب وقواه السياسية ومنظماته المدنية وحدده الدستور بوصفه مساراً ديمقراطياً، ومن أجل تحقيق الأمن والسلم الأهلي والاستقرار، ومن أجل مكافحة الفساد المالي والإداري المُلتهم قوت الشعب وتنميته ورفاهه ورصيد خدماته العامة، ومن أجل تحرير العراقيين من الفقر والفاقة والبطالة والجهل والتخلف .. ليس من واجب الجيش فرض حال حظر التجوال لمنع الشعب من ممارسة حقه في التظاهر وسائر مظاهر التعبير عن الرأي المكفولة في الدستور.. وليس من واجب الجيش ان يلاحق المتظاهرين وأن يسيء معاملتهم بالضرب والكلام النابي والاعتقال وتوجيه التهم الملفقة اليهم وإجبارهم على التوقيع على التعهد بعدم التظاهر، كما حصل وتفاقم أمره بدل المرة والمرتين عشرات المرات، وبالذات منذ شباط 2011 .. ليست مهمة الجيش أيضاً اعتقال الصحفيين ومصادرة أدواتهم وتكسيرها ودهم مؤسساتهم.. هذه كلها مهمات قذرة تؤديها عادة قوات الأمن في الأنظمة الدكتاتورية لصالح الدكتاتوريين من أمثال صدام حسين .. أما في النظام الديمقراطي فلا يؤدي الجيش وسائر قوات الأمن إلا المهمات الوطنية التي تضمن أمن المواطن وتكفل كرامته وتحفظ حقوقه وتمكّنه من ممارسة حرياته الخاصة والعامة، فضلاً عن الدفاع عن سيادة البلاد واستقلالها.
الجيش يدفع قواته الآن الى حيث يُقيم الإرهابيون معسكراتهم وملاذاتهم، ويعلن قادته انهم لن يوقفوا عملياتهم إلا بالقضاء على أوكار الإرهاب ومنع تسلل الإرهابيين من خارج البلاد ومن داخلها .. هذه مهمة وطنية سامية نصفّق لها كل الوقت، فطالما كان الجيش يؤدي مهمة وطنية كهذه كان هو جيشاً وطنياً نفخر به جميعاً ونشدّ من أزره لكي ينتصر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram